الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مريد البرغوتي... رحل قبل أن يجد جداراً يعلق عليه الشهادة

المصدر: النهار
Bookmark
 الشاعر والروائي الفلسطيني مريد البرغوتي.
الشاعر والروائي الفلسطيني مريد البرغوتي.
A+ A-
 رؤوف قبيسي برحيل الشاعر والروائي الفلسطيني مريد البرغوتي (77 عاماً)، يتهاوى غصن من شجرة الشعر العربي المعاصر، وتفقد فلسطين أحد مناصريها الأوفياء. لم يكن مريد البرغوتي شاعرا وروائيا عادياً، وما كان مناضلا عادياً. كان من أصحاب المبادئ الذين تشبعت أرواحهم وأشواقهم بتراب فلسطين ونسيمها وأوجاعها.عاش قضية بلاده حتى آخر يوم من حياته الحافلة بالنضال والتشرد. عاشها بخلجات قلبه وإرادته الصلبة، فلم يهادن، ولم تفتنه المظاهر، ولم يتلون كما فعل غيره. ليس إنشاء في غير طائل، هذا الذي أدونه في هذه الصفحات، بل حقيقة يعرفها كل من قرأ الرجل وجايله واجتمع إليه. كثيرون كتبوا عن مريد البرغوتي في حياته، وكثيرون كتبوا عنه بعد رحيله، لذلك لن أكتب عنه هنا كصانع من صناّع الأدب، أتركها مهمة شاقة دقيقة لمن هم اكثرمني اطلاعاً على صنيعه الشعري والروائي، وأقدر مني على تناوله كشاعر في مسار الشعر العربي عامة، والشعر الفلسطيني بنوع خاص. أريد مريد الإنسان، المرهف الإحساس، الجليس الطيب القلب الذي عرفته مقاهي شارغ الحمراء، وتفتقده اليوم كواحد من روادها الدائمين، كما تفتقده فلسطين التي رفع رايتها بشرف، وناضل من أجلها بشرف. في مقاهي "الحمراء" عرفته، وفيها كان لي معه اللقاء الأخير. كان ذلك مع بداية تباشير فيروس كورونا المريع الذي نشب أنيابه في "الحمراء"، وفرّغها من روحها وأنسها، أما لقاونا الأول فكان قبل سنوات في مجلس صديقنا الراحل الشاعر عصام العبد الله. قد تنسيني الأيام الكثير من الخيالات والذكريات التي خبرتها في تلك المنطقة من بيروت، لكني لن أنسى اللقاءات الحلوة الممتعة التي ضمتني بالراحلين العزيزين على قلبي، وقلب من كان يشاركنا تلك الجلسات الحلوة من الشعراء والكتاب والمثقفين. جاءني خبر رحيل مريد من صديقنا المشترك خليل الزين. هاتفني خليل من بيروت...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم