الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مطلق النار في السيوفي "مريض نفسياً"... جرس إنذار؟

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
من مكان إطلااق النار (مارك فياض).
من مكان إطلااق النار (مارك فياض).
A+ A-
من دون وقوع أي إشكال، حمل ج.ط. بندقيّة "بومب أكشن"، وخرج إلى شرفة منزله في شارع السيوفي بالأشرفيّة، وبدأ بإطلاق النار على المارة وباتجاه المبنى السكني المجاور، حيث أصاب اثنين بجروح طفيفة، إلا أنه أرعب السكان الذين استيقظوا على أصوات أزيز الرصاص من دون أن يعلموا ما يحصل بداية إذ خشوا على أنفسهم وعائلاتهم من أن يسقطوا ضحايا، في بلد الأمن فيه مسلوب منذ زمن، فكيف مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمرّ، إضافة إلى أزمة كورونا التي زادت الطين بلة.

صدمة صباحية نارية
 
كُتب اليوم على سكان السيوفي أن يكون دورهم في تلقي الصدمة الأمنية التي لا يكاد يمر يوم من دون أن تشهد منطقة لبنانية تفلتاً أمنياً، وبحسب ما قال مختار الأشرفية إيلي صباغة لـ"النهار" أن "الشاب الذي أطلق النار يقال أنه خفيف العقل، وقد خرج عند الساعة الثامنة والربع من صباح اليوم إلى شرفة منزله في الطبقة السادسة من أحد المباني حيث أطلق ما بين 5و6 أعيرة نارية على المارة ما أدى إلى إصابة شخصين بجروح طفيفة وذلك قبل أن تحضر القوى الأمنية التي عمل عناصرها على إغلاق الطريق لتدارك الأمر من خلال إبعاد المارة ومن ثم عملت على إيقاف الشاب".

ج. من سكان المنطقة. ولفت المختار إلى أن "المعلومات تشير الى أنه لم يخرج من منزله منذ نحو أربع سنوات، وهو شاب ثلاثيني أعزب"، وعن حالة الرعب التي عاشها سكان المنطقة، أجاب المختار: "أزيز الرصاص ومن بعدها إغلاق الطريق من قبل القوى الأمنية أرعبا بالتأكيد السكان الذين خشوا من وقوع الأسوأ، وأشكر العناصر الأمنية التي تمكنت من السيطرة على الشاب وحالت دون سقوط ضحايا".
القوى الأمنية أفادت "النهار" أن مطلق النار "مريض نفسياً" ويأخذ أدوية أعصاب، وتصرفه لم ينتج عن أي إشكال متبادل. 
 
 
في الواقع، تحمل الحادثة دلالات يجدها مراقبون خطيرة، فالجميع متفق على أن الصعوبات النفسية التي يواجهها الأفراد مع الأزمات التي نعيشها، تزداد يوماً بعد يوم، كما أن الحالة النفسية التي تهوي لدى كثيرين تطرح علامات استفهام حول تبدّل سلوكهم والعصبية المفرطة التي قد يعانون منها في بعض الحالات. فما بالنا في بلد يعيش على برميل من السلاح المتفلت؟ 
لا نعرف السيرة الطبية النفسية لمطلق النار، لكننا نتخذ من الحادثة مناسبة للاطلالة على التحديات النفسية الزائدة التي يعيشها اللبنانيون، ونستمع الى رأي مختص في هذا السياق: 
 
 

الضغط النفسي الذي يعاني منه اللبنانيون يظهر في عدة أشكال كما قالت المحللة النفسية ريما بجاني لـ"النهار"، حيث شرحت: "من خلال القيادة المتهورة على الطريق والشتم وعدم تحمل الآخر، أما أسباب الضغط النفسي فلا تقتصر على الأزمة الاقتصادية وجائحة كورونا، فاللبناني يعيش في حالة لا استقرار منذ زمن بسبب المشاكل التي لا تنتهي في البلد، ويوجد لبنانيون لا يتمتعون بما نسميه "الذكاء العاطفي" الذي يمكنهم من التعامل مع ضغوطات الحياة اليومية"، وأضافت: "لم يتمكن اللبناني من تخطي أزمة كورونا لأنه نفسياً غير جاهز لذلك حيث لم يطور قدراته الذهنية، لذلك نجد اليوم من يطلق النار أو من يشتم ويضرب".

بين الإنكار والقلق
 
يوجد نوعان لمواجهة المشكلات،كما قالت بجاني، فإما أن "يعيش الشخص حالة إنكار أو ما نسميه لالاند، أي أن يضحك فيما هو في الواقع حزين، وإما أن يعيش قلقاً يودي به إلى الاكتئاب الذي قد يؤدي بدوره إلى الانتحار"، وشرحت أن "الإنكار هو حالة نفسية كون الإنسان لا يمكنه تحمل الضغط فينحو في هذا الاتجاه ويعيش في الوهم، وقد يتجه إلى القلق المفرط".
 
نصائح لتخطي المشاكل
 
وذكّرت بجاني بانفجار مرفأ بيروت الذي سبّب "حالة كبيرة من القلق وهو ما نسميه القلق ما بعد الصدمة، وهذا ما يعاني منه الكثير من اللبنانيين اليوم، فما حصل في الرابع من آب لم يكن المواطنون متحضرون له، لذلك فإن أكثر حالتين يعاني منهما اللبنانيون هما القلق المفرط وهو حالة مرضية إضافة إلى الاكتئاب". وعن كيفية تطوير الذكاء العاطفي أجابت: "يجب أن يبدأ العمل على الذكاء العاطفي منذ الطفولة من خلال تربية العائلة، وهذا لا يحصل في كثير من الأحيان لأن الأهل ليس لديهم هذه القدرة كونهم يعانون من التعب، والجيل الذي يربّي الآن تربّى على الأمر ذاته، فنحن في لبنان نتوارث التعب النفسي، من الحرب إلى الاغتيالات إلى الوضع الاقتصادي ،وعدم الاستقرار، وعلى الأهل أن يبدأوا العمل على أنفسهم وعلى الشخص المتعب كثيراً والتوجه إلى إختصاصيين لمساعدته على تطوير ذكائه العاطفي، وبالتالي تخطي المشاكل".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم