الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

70 لوحة للرسام البريطاني توم يونغ زيّنت غرف وجدران حمّام الجديد في صيدا القديمة

المصدر: صيدا- "النهار"- أحمد منتش
خلال المعرض (أحمد منتش).
خلال المعرض (أحمد منتش).
A+ A-
ما أنجزه الرسام البريطاني توم يونغ من استعادة للذاكرة وعودة الروح والحياة في حمّام صيدا الجديد، داخل صيدا القديمة، لم يفكر به أو يقدم عليه أي رسام أو فنان لبناني، من دون أن نغفل الدور الذي اضطلع به رئيس "مؤسسة شرقي للإنماء والابتكار الثقافي" في صيدا، سعيد باشو، والذي أقدم على استثمار الحمّام قبل سنتين وعمل مع فريق يرأسه عالم الآثار عامر حيدر على تنظيفه وإعادة تأهيله وانتشاله من لائحة الإهمال والنسيان بعد إغلاقه منذ الأربعينيات، أي قبل أكثر من 80 عاماً، فيما يعود عمر بناء الحمّام إلى 300 عام "أنشاه مصطفى حمود في العام 1720 كما يظهر في الأبيات الشعرية التي تعلو مدخله"، وهو يقع على الشارع العام (شارع حمّام صيدا) بين حيَّي مار نقولا والشارع وحارة اليهود، وتطغى على حمّام صيدا الزخارف الملونة، ويتألف من قاعة كبيرة وغرف صغيرة للاستحمام، إحداها كانت مخصصة لأبناء الجالية اليهودية، ويظهر التصميم الإنشائي العثماني جلياً في التفاصيل خصوصاً في القبب المتعددة والنوافذ الصغيرة الملونة.
 
70 لوحة زّينت غرف وجدران الحمّام تحاكي تاريخه وناسه
 
70 لوحة من مختلف الأحجام زيّن بها الرسام يونغ غرف وجدران الحمّام، ومعظمها يحاكي تاريخ حمّام صيدا وناسه، استقاها واستوحاها من شهادات بعض كبار السن في المدينة ومن خلال زياراته المتكررة إلى الحمّام وإقامته في صيدا القديمة لفترات متفاوتة، استطاع إنجاز عمله بعد نحو سنة ونصف السنة، وشاءت الصدف أن وجوده في صيدا يوم الانفجار الكبير الذي دمر مرفأ بيروت في 4 آب الفائت كتب له حياة جديدة كما قال لـ "النهار"، إذ طال الدمار المنزل الذي يقيم فيه في الجميزة، وأبدى يونغ أسفه وحزنه على الشهداء الذين سقطوا في انفجار المرفأ والدمار الذي أصاب بيروت، وأضاف: "الهدف من هذه الرسوم هو إعادة تشكيل التراث وذاكرة صيداوية جميلة قديمة من خلال الاستعانة بصور مختلفة لا تزال مطبوعة في أذهان كبار السن الذين أجريت معهم مقابلات مختلفة حول حمّام الجديد والعادات التي كانت متبعة خلال استعمال الحمّام من كل الأجناس والمذاهب والأديان، وهنا لا فرق بينهم لأنهم ينصهرون في جو واحد جميل وراقٍ وبسيط يعكس بساطة وطيبة أبناء صيدا ومنطقتها وتعايشهم مع بعضهم البعض، وأهدى عمله في حمام صيدا لشقيقته التي توفيت مؤخراً بعد أن عاشت معه لفترة في لبنان وفي صيدا.
 
وقال رئيس مؤسسة شرقي للانماء والابتكار الثقافي سعيد باشو، بعد افتتاح حمام الجديد: بدأت التعاون مع الرسام يونغ، وبعد زيارته إلى صيدا وتفقده الحمام أعجب بالعمل وكان مقرراً افتتاح معرضه قبل أكثر من سنة إلا أن حفل الافتتاح تأجل ثلاث مرات، الأولى بسبب اندلاع ثورة 17 تشرين الأول العام ،2019 والثانية جائحة كورونا، والثالثة الانفجار الذي دمر مرفأ بيروت وجزءاً من العاصمة بيروت، واعتبر باشو أن هدف مؤسسته الثقافية هي إحياء التراث الثقافي والفني وتمكين وتطوير المشاريع المحلية والمواهب، وترويج تفاهم حول مسائل التنوع واحترام التعددية الثقافية والمساواة، وإتاحة فرص الثراء الثقافي والتعليمي والفني والسياحي.
 
وأوضح عالم الآثار عامر حيدر أن حمّام الجديد يعود بناؤه إلى الفترة العثمانية وجرى إغلاقه قرابة العام 1949 بعد أن واجه أصحابه صعوبة في تشغيله لأسباب كثيرة؛ عند افتتاحه قبل ثلاثمئة عام كان يعج بالناس من أبناء المدينة القديمة التي كانت عامرة بسكانها بمن فيهم اليهود الذين كانت لهم غرفة خاصة يستحمون فيها ويمارسون بعضاً من طقوسهم الدينية، وقديماً كانت المياه لا تصل إلى كل البيوت وكانوا مجبرين على الاستحمام في حمامات صيدا وهي كانت مخصصة يوماً للنساء وآخر للرجال.
 
افتتاح المعرض
 
ومساء أمس، افتتح المعرض بحضور النائب أسامة سعد والدكتور ناصر حمود ممثلاً النائبة بهية الحريري وجمع من المدعوين، وهو يستمر لآخر السنة الجارية؛ وتخلل حفل الافتتاح عرض فيلم وثائقي عن حمّام صيدا ورسومات توم يونغ.
 


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم