حسين زين انضم إلى قافلة ضحايا حادث السعديات... الوجع كبير

فصول الحادث المأسوي في السعديات تتابع، فبعد أن سلمت فاطمة قبيسي وبناتها الأربع الروح على الفور، أطبق في الأمس جارهم حسين زين الذي كان يقود السيارة عينيه إلى الأبد معلناً نهاية رحلة شاب مرّ على الأرض 22 سنة ترك خلالها أطيب أثر.

بلدة الشرقية في حالة من الصدمة بسبب الفاجعة المدوّية التي هزّت كل لبنان. فبعد أن كانت تأمل بأن تتوقف خسارتها الكبيرة على أفراد عائلة حويلي ،متمنية من الله أن يشفي حسين، وإذ يصلها الخبر الكارثي. وبحسب ما قال حسن قبيسي لـ"النهار": "إصابة حسين كانت بالغة في رقبته ورئتيه، قاوم لساعات، إلا أنه في النهاية استسلم للموت"، مضيفاً: "كان شاباً شهماً، خلوقاً، طموحاً، وعصامياً، لم يتوانَ يوماً عن مساعدة كل من قصده، طالب كهرباء في المهنية، عمل في عدة مجالات لتأمين مستقبله، وإذ فجأة يخطف كما شقيقتي وبناتها في حادث سير مروّع... لا كلمات يمكنها التعبير عن حال والدي حسن وشقيقيه وشقيقته الذين فجعوا بفلذة كبدهم وهو في عز الشباب".

حتى الآن لم يتم الكشف، كما قال حسن، عن تفاصيل الحادث، لافتاً إلى أنه "استلمنا الجثث في الأمس، وتم وضعها في مستشفى الشيخ راغب حرب، وعند الساعة العاشرة ليلاً يصل عماد زوج شقيقتي، وغداً موعد الدفن.

وعن إصابة صهره بالملاريا، قال: "نعم منذ وصوله الى أفريقيا أصيب بالجرثومة، وقد تطورت حالته ما استدعى دخوله إلى المستشفى، وقبل أسبوع توقف عن تناول الطعام بانتظار عودته إلى لبنان، كان مشتاقاً لعائلته، أراد أن يكون قريباً منها في محنته، وإذ به يفقدهم جميعاً". هي فاجعة لا يمكن للعقل أن يصدقها، ستة أشخاص دفعوا حياتهم في حادث من بلدة واحدة!

واليوم ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بصورة آية التي وضعها زملاؤها حيث كانت تجلس في الصف محاطة بالورود تخليداً لذكراها، إذ إن رحيلها ورحيل عائلتها سيبقيان ذكرى موجعة في قلب كل من عرفهن، وفي تاريخ حوادث السير في لبنان، حيث لا يمر يوم من دون أن يخطف شخص أو أكثر من وسط عائلته ومحبيه، إلى أن استشرس الموت على الطرق وخطف 6 أشخاص دفعة واحدة، وتسبب بجرح 3 أشخاص أحدهم تلميذ ضابط في الجيش إصابته خطرة، وهو يقاوم على سرير المستشفى على أمل أن يشفيه الله وبقية المصابين ويعودوا إلى بيوتهم معافين.