الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"يمكن بيّي يكون انقتل"... مريم سيف الدّين تروي لـ"النهار" تفاصيل الاعتداء البوليسي على والديها في الضاحية

جودي الأسمر
جودي الأسمر
مريم سيف الدين.
مريم سيف الدين.
A+ A-

يتدحرج مسلسل التهديد وترجمته دون رادع، الى اعتداء في وضح النهار، على والديْ الصحافية والناشطة مريم سيف الدين التي نشرت في صفحتها على "فايسبوك" الآتي: "يمكن بيي يكون انقتل ونحنا ما قادرين نعمل شي"،  بعد نشر بوست وفيه: "الاعتداء على والدي بالسلاح".

 وأتت هذه التطورات بعد ساعتين من الاعتداء على الأم، ونشرت مريم في هذا السياق: "بعد الاعتداء على والدتي تمّ قطع أسلاك جميع كاميرات المراقبة أمام منزلنا في برج البراجنة"، مضيفة "مجددًا الإفلات من العقاب المحرض الأول لكل مجرم".

 

في اتّصال مع "النّهار"، تقول مريم: "منذ مدّة قريبة، وبعد مغادرتي وأخوتي المنطقة، ركّز المعتدون على تحميل أمي وزر مواقفي السياسية المعارضة، بواسطة ابن شقيق النائب أمين شرّي وعناصره، من خلال التحذير بأنها مستهدفة، وهذا ما وقع فعلاً".

 

وتشرح أنّ  "هذا الشّخص عمد منذ مغادرتي المنطقة إلى ركن سيارته مكان سيارتي افتعالاً لـ"النكايات" لكننا لم نُستفزّ. واليوم، أرادت أمي أن تنقل لنا براداً الى بيتنا، فركنت سيارتها مكان سيارتي، ريثما يأتي الـ"بيك أب" وينقله إلينا. في تلك الأثناء، يظهر خالي الذي لطالما كان مدفوعاً ومحرضًا من هذه المجموعة، ويتشاجر مع والدتي، ثمّ يعتدي عليها بالضرب، ويكسّر كاميرات المراقبة الّتي نصبناها على مدخل المنزل إثر الاعتداءات المتكررة التي تعرّضنا لها".

 

وعن الاعتداء على الأب، تضيف: "بينما كانت أمّي ترفع شكوى على المعتدين في المخفر، حاول والدي اللحاق بها، اعترضه أشخاص وضربوه بمسدس على رأسه، وحتى اللحظة لم أستطع التواصل مع والدي، وأحاول تهدئة روع أخوتي، وأنا على يقين أنّهم سيعتدون على أحدنا مجدّدا إن قصدنا المنطقة"، مشيرة إلى أنّها تقيم حاليًا في حيّ ببيروت خارج الضاحية، مدفوعة وأخوتها الى ترك منزلهم بسبب التهديدات والتنمر والاعتداءات بالضرب، التي لم يسلم منها شقيق مريم في نهاية العام الماضي.

وفي خلفية الحادث الذي يتخذ شكلاً جديداً لمغزى واحد، عنوانه سيطرة السّلاح في بؤر خارجة عن القانون ولا تعترف بمؤسساته، بات معلومًا أنّ هذه العناصر التّي تحتمي بـ"حزب الله"، وجيوشها الالكترونيّة، اجتهدت على طول سنوات في إزكاء خلاف عائلي متعلق بميراث بين أسرة مريم وخالها، واستغلّوه ليحاولوا كتم مواقفها الخارجة عن عباءة الحزب ومنظومته النافذة على نحو خاص في الضاحية الجنوبية حيث تقطن العائلة.

وإذ يتجلى مجدداً في قصة مريم وهن أجهزة الدولة، تقول: "الدولة غائبة. أؤكد أن ما أعانيه وعائلتي هو برعاية قوى الأمن وبرعاية القضاء، الّذي نلجأ إلى مؤسساته منذ أكثر من ستة أشهر ونقول له "نحن مهددون"، لكن لم يحرك ساكناً".

وتستنتج بمرارة "نحن في بيوتنا ننتظر أن نقتل".

 

وفي السياق نسأل: أمام خطر الموت، أليس من الأجدى انتقال العائلة الى مكان بعيد عن المعتدين؟

 

تؤطر مريم الصورة في واقع صعب يعانيه جميع اللبنانيين "أهلي ليسوا واثقين بالقدرة على الايفاء بالايجارات الشهرية أو بيع البيت الّذي يملكون، فلم يغادروه. وكان هذا الخيار منطقياً برأيهم، لأنّنا كنّا هدفًا لاعتداءات هذه الجماعة على خلفية رأيي السّياسي، وكنت غادرت البيت منذ مدّة. لكن يبدو أنّهم متمّسكون بمنطق "السلبطة" والقمع، ولا أدري حقًا كيف سنتخلّص منه".

 

في ضوء ما تقدّم، حدود واحتمالات ضيّقة مرسومة أمام مريم سيف الدين وأسرتها للخروج من هذا النفق الأسود وعناصره بالعدالة المستحقّة التي يتمسّكون بمسالكها ضمن مؤسسات الدولة وقضائها رغم كلّ الأدوات المضادّة التي يسلّطها المعتدون.

 
 وإذ تستمرّ تقوية أسلوب العصابة على منطق المؤسّسة، والسّلاح على الموقف، كثيرًا ما تتّخذ في مناطق نفوذ الحزب، الخلافات الشخصية، مسوّغاً لمضايقة وتخوين كلّ مواطن ضمن بيئته يحمل صوتًا مختلفًا. ولا أحد يملك إجابة بعد، حول كيف يستطيع لبنان استئصال هذا الورم الّذي يهدّد كيانه الديمقراطي وحياة مواطنيه المتروكين إلى قوى السّلاح والأمر به.   
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم