الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

الإمارات في مقدّمة المانحين الدوليين... 22.5 مليون وجبة غذائية للبنان

سلوى بعلبكي
سلوى بعلبكي
من الحملة.
من الحملة.
A+ A-
لا ينحصر الدور الإنساني للإمارات العربية المتحدة داخل حدودها، بل يتعداها الى دول ما وراء البحار وفي كل مكان وتحت أي ظرف، وهذا ما تثبته الأرقام التي تبين أن الإمارات من أكثر الدول سخاءً وعطاءً ومساعدة في المجال الإنساني والإنمائي، لتحافظ بذلك على موقعها المتقدم بين أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية والإنسانية.
 
وهذا الأمر ليس مستغرباً على دولة اتخذت من مبادئ مؤسسها الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الأسس لسياستها، وخصوصاً حيال التركيز على الإنسان، وهو القائل "إنّ الإنسان هو أساس أي عملية حضاريّة". ففتحت أبوابها، لتجتمع شعوب العالم متجانسة، وتعيش في أمن وأمان ورخاء وسعادة من دون أي تفرقة بالعرق أو الدين أو الجنسية".
 
وبرغم التحديات التي تواجهها جراء خطر انتشار فيروس كورونا، إلا أن ذلك لم يثنها عن السير في خطاها الإنسانية الاستثنائية المعتادة، فقد أطلق نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حملة العام الماضي خلال شهر رمضان المبارك تحت اسم 10 ملايين وجبة لمساندة الفئات الأكثر تأثراً بالتداعيات الاستثنائية لجائحة كوفيد-19 داخل الدولة، ليعلن توسعها هذه السنة الى المستوى الإقليمي وتصبح 100 مليون وجبة، بهدف توفير الدعم الغذائي للمحتاجين من الأفراد والأسر المتعففة في 20 دولة عربية وآسيوية وأفريقية.
 
وتتيح "حملة 100 مليون وجبة" للجميع داخل الدولة وخارجها لمختلف الفعاليات الاقتصادية ومؤسسات القطاعين الحكومي والخاص، ورجال الأعمال والأفراد وفئات المجتمع المساهمة في دعم الحملة من خلال قنوات متعددة للتبرع والمساهمة في مواجهة الجوع الذي يعانيه في عالم اليوم أكثر من 820 مليون شخص.
 
وفيما يعاني أكثر من 52 مليون شخص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من الجوع، غالبيتهم من النساء والأطفال، تدعم الحملة الجهود العالمية لمكافحة الجوع بالتنسيق مع برنامج الأغذية العالمي، وتغطي 20 دولة من بينها السودان ولبنان والأردن وباكستان وأنغولا وأوغندا ومصر.
 
"النهار العربي" حاور سارة النعيمي، وهي مديرة إدارة في مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية عن الحملة:
 
- بما أن المبادرة تعمل على توفير الدعم الغذائي في شهر رمضان، هل هذا يعني أنها ستخصص للمسلمين فقط؟
تشكل حملة 100 مليون وجبة التي تنظمها مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم الخيرية والإنسانية والشبكة الإقليمية لبنوك الطعام والمؤسسات الخيرية والإنسانية المختصة بالتزامن مع شهر رمضان المبارك، شهر الخير والعطاء من دون تمييز، جزءاً أساسياً من قيم دولة الإمارات وسياساتها الإنسانية في مد يد العون وإغاثة المحتاجين والمنكوبين ونشر الخير بين البشرية، والتخفيف من تأثيرات الأزمات والكوارث والتحديات والمعاناة عن مختلف شعوب العالم من دون استثناء أو تمييز بين جنس أو عرق أو دين أو منطقة.
 
- هل سيتم توزيع الوجبات على الأسر مباشرة في منازلهم؟... ومن هي الدول المستهدفة؟
باشرت حملة 100 مليون وجبة بالفعل عمليات توزيع الطرود الغذائية خلال شهر رمضان المبارك في عدد من الدول التي تشملها، بما في ذلك مصر والأردن وباكستان، وبالتنسيق مع المؤسسات الخيرية والإنسانية والسلطات المحلية والمنظمات الدولية العاملة فيها.
 
وتنسق الحملة مع برنامج الأغذية العالمي لتوزيع قسائم تعادل 20.8 مليون وجبة في مخيمات اللجوء والنزوح في كل من فلسطين والأردن وبنغلادش.
وتتعاون حملة 100 مليون وجبة أيضاً مع الشبكة الإقليمية لبنوك الطعام في عمليات توزيع الطرود الغذائية على الفئات المستهدفة في 12 دولة من الدول العشرين التي تغطيها الحملة، وذلك بصفتها مظلة لبنوك الطعام في تلك الدول. تلك الدول هي مصر والسودان والصومال وأنغولا وأوغندا وغانا وسيراليون وتونس والأردن وموريتانيا ولبنان والعراق واليمن.
 
- من يحدد الأسر التي ستفيد من المبادرة؟ وهل يتم التواصل مع الجهات الرسمية لتحديدها؟
تستند حملة 100 مليون وجبة إلى قواعد بيانات دقيقة ومحدثة ومتكاملة، تم اعتمادها بالشراكة بين مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية وبرنامج الأغذية العالمي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم الخيرية والإنسانية والشبكة الإقليمية لبنوك الطعام والمؤسسات الخيرية والإنسانية العاملة في الدول العشرين التي تشملها الحملة.
 
وترسي قواعد البيانات المعتمدة معايير العمل الإنساني المؤسسي والمستدام، وتحدد الأفراد والأسر المتعففة والفئات الأشد حاجة للدعم الغذائي في الدول التي تشملها الحملة، كما تنفذ عمليات توزيع الطرود الغذائية في الدول العشرين بشكل متوازٍ ومتزامن ومباشر لضمان الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المستفيدين طيلة أيام شهر رمضان المبارك.
 
- ما هو عدد الشركات المؤسسات التي ستشارك في هذه الحملة؟ وما هي كلفتها التقريبية؟
حملة 100 مليون وجبة حققت بعد أيام قليلة من إعلان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عنها حراكاً خيرياً مجتمعياً شاملاً، من جانب الأفراد والمؤسسات ومختلف فئات مجتمع الأعمال والفعاليات الاقتصادية والقطاعين الحكومي والخاص في دولة الإمارات.
 
كما أن توفير الحملة 4 قنوات متنوعة للمساهمة في توفير الدعم الغذائي لملايين المحتاجين، شجع المتبرعين من داخل الدولة وخارجها على التبرع، كل بحسب استطاعته، للمساهمة في المبادرة الإنسانية العابرة للحدود من أجل إطعام الجوعى. ويمكن للجميع التبرع للحملة عبر موقعها الإلكتروني www.100millionmeals.ae .
 
- هل ضم لبنان حديثاً الى هذه المبادرة؟... وهل الأزمة الاقتصادية التي يعانيها لبنان حالياً من الأسباب التي دفعتكم لإدراجه؟ وما هو عدد الوجبات المخصصة للبنان؟
لبنان هو من ضمن 20 دولة عربية وآسيوية وأفريقية تشملها الحملة للوصول إلى الفئات الأقل دخلاً، والهدف الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المحتاجين في المنطقة. أما عدد الوجبات المخصصة للبنان فهو يحدد بالتنسيق بين شركاء الحملة في لبنان وطاقتهم اللوجستية في مجال التخزين والتوزيع على الأفراد والأسر والفئات الأشد حاجة. ونتوقع أن يبلغ إجمالي عدد الوجبات الموزعة 22.5 مليون وجبة في لبنان خلال 3 أشهر.
 
- ما هي الركائز التي تعتمدونها لاختيار الدول التي ستستفيد من هذه المبادرة؟
الحملة بدأت العام الماضي في دولة الإمارات خلال شهر رمضان المبارك تحت اسم 10 ملايين وجبة لمساندة الفئات الأكثر تأثراً بالتداعيات الاستثنائية لجائحة كوفيد-19 داخل الدولة. وهذه السنة أعلن الشيخ محمد بن راشد توسيع مداها من المستوى المحلي إلى المستوى الإقليمي لتشمل 20 دولة وتوفر 100 مليون وجبة كأكبر حملة من نوعها لإطعام الطعام في شهر رمضان. وتمت مراعاة الوصول إلى المجتمعات الأقل دخلاً في تحديد الدول التي شملتها الحملة، ونأمل مستقبلاً أن تتوسع لتشمل المزيد من الدول، ترجمة لنهج دولة الإمارات في التوسيع والتطوير المستمر للعمل الخيري والإنساني من أجل استدامته وتعظيم آثاره الإيجابية في المجتمعات المستهدفة.
 
- ما هي الإجراءات التي تتخذها الإمارات العربية المتحدة لتشجيع المطاعم على الحد من هدر الطعام؟
هدر الطعام مشكلة عالمية في كوكبنا الذي ينتج ما يكفي من الغذاء لإطعام 10 مليارات شخص، أي ما يفوق عدد سكان العالم، لكن يتم هدر ثلث الطعام كل عام بما يعادل 1.3 مليار طن سنوياً، وبمعدل 2.6 تريليون دولار على المستوى العالمي، علماً أن ربع الطعام المهدر حول العالم كفيل بإطعام 870 مليون شخص.
 
التوعية أساسية لوقف هدر الطعام على مستوى العالم، وتضافر الجهود أساسي لتحقيق هذا الهدف القابل للتنفيذ إذا ما توافرت الإرادة. وقد شهدت دبي عام 2013 تأسيس الشبكة الإقليمية لبنوك الطعام التي تتخذ من المدينة الإنسانية العالمية في دبي مقراً لها كمنظمة غير هادفة للربح، من أجل توفير الخدمات اللوجستية المطلوبة لتوصيل طرود المواد الغذائية لمستحقيها في مواقع وجودهم.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم