Festive Exhibition يعود في الأعياد من فندق فينيسيا... الإبداع اللبناني يتفوّق على الأزمة

 مع زحمة معارض عيد الميلاد المنتشرة على الأراضي اللبنانية، يعود معرض Festive Exhibition لينطلق بزخم مجدّداً، متحدّياً الأزمة. المعرض الذي يضمّ تصاميم ومنتجات فاخرة لمبدعين ومصمّمين لبنانيين، يُقام في فندق فينيسيا، بعد انقطاع دام 3 سنوات بسبب ظروف البلاد الراهنة. ولإقامته في فندق فينيسيا أيضاً معنى آخر. 
 
للمعرض طابع خاص، لا يشعر به سوى مَن يدخله. فهو يجمع الإبداع اللبناني بالأناقة والفخامة في آن واحد، ويضمّ حوالي 60 مصمّماً لبنانياً يعرضون أرفع التصاميم اللبنانية. وعلى امتداد افتتاحه الذي حضره حشد من الديبلوماسيين والمسؤولين وشخصيات ومهتمين. ويزور المعرض أشهر مدوّني الموضة في أجواء حماسية.
 
في لوبي فندق فينيسيا، تتوزّع التصاميم على مساحات عرض خاصة لنخبة من الفنّانين التشكيليين والمصمّمين اللبنانيّين، يعرضون أحدث ابتكاراتهم من مجوهرات وأزياء وإكسسوارات، موضة وأثاث راقٍ للمنازل، بالإضافة إلى غيرها من التحف والأعمال الفنيّة المتميّزة.
 
تصوير حسن عسل
 
الهدف الرئيسيّ من هذا المعرض هذا العام، بحسب ساندرا غطاس، منظِّمة الحدث، "التأكيد أنّ الإبداع في لبنان لا يموت رغم الأزمات وأنّ بيروت تنبض جمالاً دائماً".
 
وبعدما انقطع المعرض لمدة ثلاث سنوات، يعود اليوم ليوجّه رسالة قوية وفق حديث غطاس لـ"النهار"، من خلال إقامته في فندق فينيسيا، "الفندق الذي يعني الكثير من ذاكرة بيروت وعراقتها".
أعيد فتح أبوابه بعد انفجار المرفأ قبل أشهر قليلة ماضية، لذلك، كان اختيار المكان لإقامة المعرض الميلادي السنوي يُقام عادة في فيلا ليندا سرسق. 
 
جميع التصاميم والأغراض المعروضة في المعرض تُصنع مئة في المئة في لبنان و"تضاهي النوعية والجودة العالمية، وأصداء الزوار خير دليل على روعه الذوق اللبناني المبدع دائماً"، وفق غطاس. 
 
وتقول المنظمة أن "الكثير من العارضين انتقلوا بسبب الأزمة إلى العيش للإنتاج والاستقرار في الخارج، لكن بقي إنتاجهم وإبداعهم مستمراً، وأتوا إلى لبنان للمشاركه فقط بهذا المعرض، وعرض إبداعاتهم في بلدهم وخاصة في السوق اللبنانية، وهنا الرسالة التي تقول بأنّ مَن فقد أمله في لبنان وهاجر، عاد إليه بما أبدع في الخارج". كذلك فإنّ العارضين المحليين المقيمين يظهرون إبداعاتهم لتسويقها للخارج أيضاً لتحسين إيراداتهم.
 
تصوير حسن عسل
 
وتشدّد غطاس على أنّ روحية العارضين كانت واحدة من الجميع، و"حتى إن لم تكن هناك مبيعات، فالهدف هو إرجاع الروح إلى قلب بيروت وقلب الإبداع اللبناني الذي رقد خلال الأزمة الراهنة. إضافة إلى تأكيد مقاومة الظروف الصعبه عبر الإبداع والتمسّك بلبنان، مهما كانت الصعاب، وإيجاد سوق محلية، وإن تقلّص حجمها، للمصمّمين والمبدعين المحليين". 
 
جيهان شهيب، مهندسة ومصممة مشارِكة في المعرض،تتحدّث لـ"النهار" عن فرحتها العارمة بما يعكسه المعرض من أمل، فـ"شعوري بأنّ شعار "لبنان يعود" لم يأتِ من فراغ، وها هو يعود من قلب فندق نال حصة كبيرة من دمار انفجار المرفأ، وعاد ليفتح أبوابه".
 
أمّا كارين فرسان، مصمّمة ألبسة متميزة للأولاد، فقد أثبتت فعلاً أنّ الإبداع يمكن أن يولد من الأزمات، إذ فتحت مشروعها قبل سنة، أي في خضم الأزمة، تتحدّث لـ"النهار" أنّه كان لا بد من ابتكار تصاميم للأولاد لا تشبه التصاميم الرائجة، وبمعايير عالمية.
 
كذلك، تؤكّد لمى عريس، مؤسِّسة علامة تجارية لمستحضرات العناية بالجسم، أنّها افتتحت مشروعها قبل عامين لتستثمر بأموالها المحجوزة في المصرف. زرعت أرضاً واسعة من الخزامى لتنتج أفخر أنواع زيت هذه النبتة. وتقول أن "هذا المعرض هو مساحة ملائمة لتسويق منتجاتنا، وهو يبعث بالأمل الذي نفتقده في ظل الأوضاع الراهنة".
 
وتتخلّل الحدث حفلات استقبال تنظّمها غطاس لعددٍ من الجمعيّات الخيريّة اللبنانيّة لجمع التبرّعات لها بغية دعمها في مسيرتها. كما يدعم المعرض المؤسّسات المتوسّطة والصّغيرة إيماناً منه بدورها في تنشيط العجلة الاقتصادية والمساهمة في بناء مجتمع فعّال.
 
يمتدّ المعرض من 19 إلى 23 كانون الأول، من الساعة 5 إلى 9 مساءً في فندق فينيسيا - بيروت.
 
تصوير حسن عسل