الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

بالصور- خجولة، مستترة وفردية مشاركة السوريين من البقاع في الانتخابات الرئاسية السورية

المصدر: البقاع- "النهار"
باصات تقلّ النازحين السوريين في البقاع إلى مركز الاقتراع.
باصات تقلّ النازحين السوريين في البقاع إلى مركز الاقتراع.
A+ A-
دانيال خياط
 
رفدت محافظة بعلبك - الهرمل طريق ضهر البيدر- بيروت بمواكب السوريين المنقولين على متن الحافلات إلى السفارة السورية للمشاركة في الانتخابات الرئاسية السورية، في مقابل مشاركة خجولة، مستترة فردية لقاطني البقاعين الأوسط والغربي من السوريين.

في نقطة التجمّع والنقليات عند مركز حزب "البعث العربي السوري" في جلالا، كان مردّ "الخفقة والعجقة" توزيع صور للرئيس السوري وتزيين للفانات والسيارات وطاولة لتسجيل الأسماء أكثر مما هي أعداد المتوافدين ليستقلّوا الفانات التي اصطفّت في انتظار من تقلّهم، فيما كانت النقطة الثانية عند تجمع لمراكز الاحزاب الموالية لسوريا، عند سنتر غصن في تعنايل أكثر هدوءاً ووجوماً للقلّة من الأفراد ممن حضروا، وكانت أعدادهم أقلّ من الفانات التي وضعت في خدمتهم، صفوف المنتظرين من السوريين أمام آلة صرف الأموال لأحد المصارف في بر الياس كانت مزدحمة أكثر ممن كانوا قد تجمعوا في النقطتين المذكورتين.

عند نقطة التجمع الثانية، طلب منا عدم تصوير الوجوه، وأمام المصرف أخفيت الوجوه أمام الكاميرا.
 
 

لكن هذا لا يعني أن نسبة المشاركة من البقاعين الأوسط والغربي كانت معدومة، إنما لم تكن على صورة الدورات الانتخابية السابقة، وهي قطعاً أقلّ استعراضية وأكثر فردية، مما كانت عليه الحافلات القادمة من بعلبك- الهرمل، كأن يذهب شاويش مخيم للانتخابات دون باقي أهل المخيم، وبالإنابة عنهم.

فإذا كان يتوجب على السوريين، القاطنين في البيئة الموالية للنظام السوري وحلفائه في بعلبك_ الهرمل، المجاهرة بمشاركتهم بالانتخابات عبر حمل الأعلام ولصق الصور لضمان دوام سكنهم وإقامتهم، فان السوريين القاطنين، في وسط البيئة المعادية لهذا النظام وحلفائه في البقاع الاوسط والغربي، فالأجواء التي أحاطت بهم والرسائل التي وصلتهم منذ عشية الانتخابات كانت تحذيرية: "من يشارك في الانتخابات تسقط عنه صفة اللاجئ، وبالتالي لا يعود مرحباً بإقامتهم عندنا".

انتشر الجيش، وسيّر دورياته طوال النهار، إلّا أنّ ذلك لم يمنع بضعة شبان عند الديقة العامة لبلدة سعدنايل من رشق "فان" يقلّ سوريين قادمين من بعلبك للمشاركة في الانتخابات، فأصيب أحد ركابه المدعو محسن الأحمد، مواليد 1967، من سكان مشاريع القاع، بذبحة قلبية ونقل إلى مستشفى المياس، حيث فارق الحياة. وعند مستديرة أوتوستراد زحلة، وبعد ورود صور تحطيم الفانات عند نهر الكلب، نزل عدد من الشبان معترضين السيارات مدققين في هويات ركابها، الا أنه سرعان ما فرقهم الجيش.
 

تقطن محافظة البقاع مجتمعات مختلفة من السوريين، هناك اللاجئون الذين هربوا لمعارضتهم نظام الأسد من جهة، وهناك الذين هربوا من الحرب، ومن هربوا من التجنيد الإلزامي من جهة ثانية، وبين هؤلاء من لهم باع في الإقامة في لبنان كعمال زراعيين، مخيماتهم ثابتة ومعروفة، إلى عمّال البناء، والنواطير وموظفي المطاعم والمقاهي منذ ما قبل قيام الثورة وأضحوا لاجئين من بعدها، ولهؤلاء عائلات لا تزال في سوريا، والمشاركة بالانتخابات لهذه الفئة جواز سفر لاستمرار زيارتهم لأهاليهم وعائلاتهم. فالانتخابات الرئاسية السورية تعني أن النظام باقٍ، وهذا أكثر ما يخيف معارضيه ومنتخبيه، في حين مستقبلهم هم في لبنان، بلداً للجوء، بلداً للعمل والاسترزاق في مهبّ الرياح.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم