الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

في عيد الأم... مهنٌ حرمتهم من حضنها ورؤيتها (صور)

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
راشيل كرم وأمها.
راشيل كرم وأمها.
A+ A-
في يوم من الصعب تحديد تاريخه، ظهر فيروس "مخيف". استطاع تغيير حياة سكان الكرة الأضية، فبالاضافة إلى جبروته وخطفه الأرواح، وإصابة مئات الملايين، وتدميره اقتصاد دول،  غيّر حياة الجميع.
 
فرض الإغلاق العام والإنقطاع عن زيارة الأهل والأصدقاء، وفوق كل هذا تمكن من فرض ما لا يتوقعه عقل، فقد حرم البعض من قدرتهم على رؤية أغلى الناس على قلبهم، خوفاً من أن ينتهز الفيروس الفرصة ويتسلّل ليصيب الأحباب. وفي يوم عيد الأم، هناك من لن يعايد حبيبته كما كل عام، بل من لن يقوى حتى على زيارتها.
 
اشتياق للغمرة
 
الإعلامية راشيل كرم، واحدة ممن فرضت عليهم ظروف مهنتهم الإبتعاد عن والديهم في ظل توحش فيروس كورونا.
 
منذ سنة إلى اليوم، لم تغمر والدتها أو تقبلها، ولم تتمكن من الجلوس بالقرب منها، لا بل سبق أن حرمت لمدة ٤ أشهر من رؤيتها خوفاً عليها وعلى والدها من كورونا.
 
 
وبحسب ما قالته لـ"النهار": "حتى عندما أقصدهما في منزلنا في قرطبا للاطمئنان على صحتهما لا أقترب منهما، نحافظ على التباعد الاجتماعي وعلى كل التدابير الوقائية، وفي عيد الأم سأتوجه وأشقائي لمعايدة أغلى البشر، وأتمنى أن يكون الطقس جيداً كي نتمكن من الجلوس في الباحة الخارجية فقد أصبح التجمع داخل المنزل خطراً في ظل الفيروس".
 
أهم ما في الحياة
 
وأكدت كرم أنها منذ انتشار جائحة كورونا في لبنان، توقفت عن التغطية الإعلامية المكثفة في الشارع، وقالت: "لست مستعدة أن أخاطر بحياتي وحياة عائلتي من أجل أي شيء، وكثيرون ممن غطّوا، من زملائي، تحركات الشارع أصيب بالفيروس".
 
 
وأضافت: "تعجز الكلمات عن وصف حبّي لوالدي، ووالدتي نقطة ضعفي، وفي الفترة الأخيرة لا يمرُّ يوم من دون أن أسمع صوتها مراراً وأطمئن عنها".
 
وقالت: "لا أرى الحياة من دونها، فهي بالنسبة لي محورها، فكرة الموت ترعبني، أتمنى من الله أن يحميها ويحفظها ووالدي". وأشارت الى أنها تنتظر أن يتلقى والداها اللقاح، "نحن في بلد يؤخر أهم ما يحافظ على الأرواح، فليسمحوا للشركات الخاصة باستيراده، أياً يكن ثمنه، فحياة أهالينا أغلى من كنوز الأرض".
 
 
أشهر من البعد
 
القصص من جنود الجيش الأبيض كثيرة، فهناك عدد كبير حرم من عائلته خلال المعركة التي يخوضونها ضد الفيروس اللعين، منهم الممرض في مستشفى القديس جاورجيوس والمستشفى الكندي، كريم مغربي (٢٣ سنة)، فمنذ شهرين ونصف الشهر لم يتمكن من لمس والديه، بعدما غادر المنزل خوفاً من أن يصاب بكورونا وينقل لهما العدوى. وقال لـ"النهار": "أراهما بين الحين والآخر حين يجلبا الأغراض لي، يبقيان في السيارة وأنا بعيد عنهما، أكحل عيني بالنظر إليهما لمدة لا تزيد عن الخمس دقائق".
 
 
وأضاف: "أحزن كثيراً أنه في عيد الأم لا يمكنني زيارة والدتي وتناول الغداء معها وشكرها على كل ما قدمته لي".
 
المرارة هي "الاشتياق الى ضحكة أمي وغمرتها، وإلى كل تفصيل صغير لا نعلم قيمته إلا عندما نحرم منه".
 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم