الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

رمزي نجار....عملاق هوى

المصدر: النهار
رمزي نجار....عملاق هوى
رمزي نجار....عملاق هوى
A+ A-
 
 
البروفسور غسان سكاف
 
بحزن لا يوازيه حزن تلقيت نبأ انتقال الصديق رمزي نجار إلى الأخدار السماوية. ففي وطن جريح وفي عز الحاجة الى الشجاعة والجرأة، الى الحكمة والعقل، الى النبل والذكاء، الى النظافة والنزاهة، الى الشفافية والاستقلالية، الى الموهبة والبصيرة، الى الثقافة والانفتاح، الى الترفع والحرية فقدنا رمزي نجار الصديق الصدوق والأخ المختار وشريك الإنتماء والفكر. 
 
لقد تمكن ذلك الفيروس اللعين المسمى كورونا من جسد رمزي المارد الجبار فأرداه بعد أسابيع قليلة. هذا العدو الذي لا تراه العين المجردة والذي أجاد فن التحول والتغيير والانتشار فوضع البشرية كلها في أقفاص وحول العالم بين عشية وضحاها الى مدن أشباح تواجه كابوساً مرعباً، سبق حتى اليوم كل القوى، قوة المال وقوة السلاح وقوة السياسة وهو ماض في إذلال العالم. أما ما نجده اليوم أكثر رعباً هو أن كورونا قد سبق حتى الآن العلم الذي استنفد أهم الطاقات البشرية والبحثية، فإلى أن يحقق العلم خرقاً أو تفوقاً في هذه المواجهة الشرسة ما زال كورونا يخطف أحباءنا يومياً.
 
هناك اليوم مواجهة حادة بين الفيروس والعلوم البشرية وهناك محاولات جبارة من علماء العالم لعدم السماح للعلة بأن تهزم العلم ولن يسمحوا أن يهان العلم أمام الفيروس وعلى المجتمع والشعوب كافةً أن يوقفوا محاولة تسخيف العلم والطب وترويج نظريات المؤامرة. 
رمزي نجار، يا عملاق الفكر والحكمة لقد علمتنا أن نحاور ولا نناور، علمتنا كيف نقبل الاختلاف ولا نقع في كراهية الخلاف، علمتنا أننا أحرار الرأي وأنقياء القلب وأصحاب العقل الراجح فلا نقبل ما لا ينسجم مع مثلنا وقيمنا. فمما نخاف؟ 
 
رمزي نجار، أيها الحالم السماوي يا من طويت معك بعض من زمن الكبار، لا يقاس رحيلك بأي وجع وليس هناك من ظلمة أظلم من هذا العالم لكن يقيني بأنك اليوم ذاهب إلى مكان أجمل تحت رحمة رب رحيم مما يملأ القلب طمأنينة رغم ألم الفراق.
رحمات الله لروحك الطيبة والحرة بين الغيوم وإلى جوار القديسين يا صديقي.
 
الجامعة الأميريكية في بيروت 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم