الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

مشغرة تفقد "قمرها"... احتكاك كهربائي في مقهى أنهى حياة يحيى

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
الضحية يحيى حمود.
الضحية يحيى حمود.
A+ A-
أراد تمضية بعض الوقت مع أشقائه في المقهى الذي يمتلكونه. جلسوا يتبادلون أطراف الحديث من دون أن يتنبهوا إلى أن كارثة تحلّ، وأن النار تلتهم مدخل المكان، ولمّا شعروا بالأمر لم يعد باستطاعتهم الخروج. حاولوا إطفاء النار إلا أنها نالت من جسد يحيى حمود الذي حاول شقيقاه مساعدته لتصل شرارتها إلى شقيقه الثاني، قبل وصول سيارات الإسعاف.

حريق "قاتل"
 
قبل يومين شهدت سحمر الكارثة، فابن مشغرة الذي كان يسكن مع عائلته في بيروت انتقل معها للعيش في هذه البلدة البقاعية كون أقاربهم يسكنون فيها، استأجروا منزلاً وفتح الأشقاء "كافيه" لتأمين قوت يومهم. مختار مشغرة حيدر سرحال شرح لـ"النهار": "صدمنا بخبر احتراق المقهى وإصابة يحيى وشقيقه اللذين نقلا إلى مستشفى البقاع، إلا أن حروق يحيى كانت كبيرة جداً، حيث التهمت النار كامل جسده، وفي الأمس طلب مني والده وهو متقاعد من قوى الأمن الداخلي تحضير إخراج قيد عائلي تمهيداً لنقل يحيى إلى مستشفى الجعيتاوي، أطلعني على المصيبة، وكيف أن احتكاكاً كهربائياً عند مدخل المقهى أدى إلى حريق، وبعدما تنبه الأشقاء له كانت النار تأججت في المكان، لم يعد باستطاعتهم الخروج حيث لا يوجد للمقهى سوى بوابة واحدة، حاولوا إطفاء النيران إلا أن شراراتها أدت إلى احتراق يحيى وشقيقه".
 
خسارة كبيرة
 
"عند الساعة العاشرة من صباح اليوم كان موعد نقل يحيى إلى بيروت لتلقي العلاج، إلا أن إصابته الكبيرة حالت دون ذلك، حيث لفظ آخر أنفاسه مساء أمس ليصدم الجميع برحيله المبكر"، قال المختار مضيفاً: "هو الشاب الآدمي، الهادئ، المحبوب من كل من عرفه، عُرف عنه وعن عائلته حبهم للحياة، لكن للأسف لم يمنحه الزمن مزيداً من الوقت للبقاء على الأرض، رحل في سن 24 ربيعاً تاركاً والديه وأشقاءه الأربعة وشقيقته في حال من الحزن على خسارته الكبيرة... رحل تاركاً خلفه أطيب أثر، واليوم ووري في الثرى في بلدة سحمر، وكل ما باستطاعتنا الآن أن نتمنى له الرحمة ولعائلته الصبر والسلوان".
 
رحيل قبل تحقيق الحلم
 
يحيى الذي هوى الفن، كان يتمتع كما قال صديقه علي حمود "بصوت عذب، ألّف ولحّن أغاني جميلة، كان يطمح أن ينجح في هذا العالم، فرح كثيراً عند طرح تطبيق تيك توك حيث حصد انتشاراً جيداً إذ تابعه نحو 94 ألف شخص، حيث إن فايسبوك وإنستغرام لم يعطيانه حقه، لكن للأسف رحل قبل أن يتمكن من تحقيق حلمه". وأضاف: "على الرغم من أنه قدِم إلى سحمر منذ نحو السنة ونصف السنة إلا أنه تمكّن خلال هذه الفترة القصيرة من دخول قلب السكان، بطيبته  وعفويته وأخلاقه. لا أبالغ عندما أقول إنه من أفضل الشبان الذين جمعتني بهم الحياة"، وأضاف أن "جميع أهالي سحمر حزينون على فراقه، وقد عبّروا عن ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي، متذكّرين خصاله الحميدة".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم