الحطب ملاذ الفقراء لدرء البرد القارس

حريق وغريق وتشحشط على الطريق...إنها حال اللبنانيين عموماً وأبناء المناطق الريفية البعيدة والتي تسكن القرى والبلدات الجبلية بشكل خاص الذين يعانون ويكابدون للعيش وسط ظروف معقدة وصعبة للغاية على مختلف الصعد مع الأزمات المالية والمعيشية والصحية المتفاقمة التي باتت تتهدد حياة الكثيرين جراء تفشي وباء كورونا الذي فرض نمطاً جديداً على حياة الناس المضطرين إلى الالتزام بمنازلهم للحد من تفشي هذا الوباء الخطير الذي أتى بالتزامن مع حال اقتصادية صعبة جداً، وفي عز مواسم الشتاء والبرد القارس الذي رتب أعباء إضافية ليس بمقدور العائلات الفقيرة والمهمشة بشكل خاص تحملها، فمن أين لهم تأمين مصادر الطاقة لإنارة وتدفئة منازلهم وسط انقطاع شبه دائم للتيار الكهربائي وعدم القدرة على تأمين المحروقات من غاز ومازوت، وكذلك الحطب، مع الإشارة إلى ارتفاع كبير بأسعار مواقد التدفئة التي في غالبيتها بالعملات الأجنبية.
يقول محمد الخالد إنه واقع مأسوي للغاية، ذلك أن حال الفقر والعوز يتمدد بشكل متسارع وسط تراجع كبير في نسبة التقديمات للعائلات الفقيرة سواء من الدولة أو التي كانت تقوم بها بعض الجمعيات والمنظمات الدولية والدول المانحة.
ويقول عامر المحمود إن الأسعار المرتفعة بوتيرة تصاعدية وجشع التجار والغلاء الفاحش يشكلان عاملاً ضاغطاً وكذلك تهريب المحروقات وحرمان السوق اللبناني منها، دفع بقسم كبير من الأهالي إلى الاستعاضة عنها في عز البرد باللجوء إلى الغابات والأشجار المثمرة لتحطيبها واستخدامها للتدفئة والطبخ وغير ذلك من الاستخدام المنزلي، وهذا أمر لا بد ستكون له تداعياته السلبية على غابات المنطقة وعلى ثروتها الحرجية الآخذة بالتناقص.
وطالبت سمر حمدان الدولة بالوقوف إلى جانب الأهالي في هذا الظرف الصعب على كل الأصعدة والإسراع بتأمين مستلزماتهم الأساسية من مأكل ومحروقات وأدوية لتخطي هذه الأزمة التي إن طالت ستهدد عائلات كثيرة ليس بمستطاعها تأمين قوتها اليومي، فكيف الحال لتأمين المحروقات...والأدوية، في ظل تفشي وباء كورونا واضطرار الناس إلى التزام منازلهم.
أنطون الأسمر أشار إلى أن قسماً كبيراً من الأهالي بدأوا على مضض بتقطيع ما أمكن من الأشجار المثمرة في بساتينهم وأراضيهم في محاولة منهم لدرء مخاطر البرد عن عائلاتهم .
وأكد أن الأمور سيئة للغاية وحال الناس إلى تراجع دائم وتتوسع دائرة الفقر والعوز وهذا أمر ستكون له تداعياته السلبية على كل الصعد، مع ارتفاع معدل أعمال السرقة والنهب.. وعلى الجهات المعنية التنبه لهذه المخاطر الكبرى.