الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

لبنانيون يهربون من الأزمة إلى اليوغا... "بحثاً عن هدوء ومتنفس" (صور وفيديو)

المصدر: "النهار"
فرح نصور
من صفحة Beirut Yoga Center.
من صفحة Beirut Yoga Center.
A+ A-
شكّلت اليوغا في السنوات الماضية في لبنان ظاهرة مستجَدّة لعدد كبير من الناس، وزاد الإقبال عليها لأسباب مختلفة. أمّا اليوم، وفي الأشهر الأخيرة، شهدت استديوات اليوغا إقبالاً مشهوداً، وفق العاملين في القطاع. ووفّرت ملجأً لهروبٍ موقّت من الأزمات المتتالية والمستفحلة التي جعلت اللبنانيين يعيشون القلق والتوتر والكآبة كجزء أساسي من يوميّاتهم. 
 
 
"إقبال الناس على اليوغا هائل، ويتوجّهون إلى ممارستها بشكلٍ كبير، لدرجة أنّ الأماكن في الصفوف نفدت في استديو "بيت رع" لليوغا، حيث تبدأ الحصص من حوالي الساعة 9 صباحاً بشكلٍ متواصل حتى الـ 8 مساءً". هذا ما يؤكّده بشير رع، مدرب يوغا وصاحب استديو "بيت رع". وتقوم الصفوف على المجموعات أو على الحصص الخاصة. واضطرّ بشير إلى فتح فرع آخر للاستديو ليتّسع لعدد أكبر من الزبائن، كما يقول.
 
 
الناس يقصدون "بيت رع" بسبب معاناتهم الكبيرة من القلق. ووفق قول بشير: "يفجرون هذا القلق جسدياً، ولدى دخولنا في عالم التأمل في الحصص، تحصل حالات بكاء عديدة، لكن هؤلاء الأشخاص لا يدرون لماذا يبكون".  
 
وفيما بدأ الناس يتّجهون نحو اليوغا أكثر من ذي قبل، يشرح بشير أنّ "الثلاثة أشهر الماضية شهدت هجمة غير مسبوقة على اليوغا، فهي تريح أعصابهم المتشنّجة في هذه الأزمة، وتسهل عملية نومهم وتوفّر لهم فقاعة إيجابية للهروب من العالم الخارجي عن الإستديو، ويشكّل هذا المكان بيتهم الثاني، حيث يشعرون فيه بطاقة إيجابية". 
 
 
وتختلف الأسعار بحسب المناطق، لأنّ كثيرين من أصحاب العقارات تسعّر الإيجارات بالدولار. ويراوح سعر الحصة لدى "بيت رع" ما بين 50 إلى 80 ألف ليرة لحصة المجموعات، ويصل سعر الحصة الخاصة إلى 70 دولاراً لتعليم اليوغا. وهناك أشخاص غير قادرين على دفع بدل الحصة، لذلك، يقدّم الاستديو لهم حصة يوغا مجانية واحدة.
 
في السياق نفسه، يوضح علاء غانم، مدرب يوغا وأحد مؤسّسي "Beirut Yoga Center "، أن اليوغا معروفة بتخفيف التوتر وتشنّج الجسم وتعالج بعض المشاكل الجسدية. وفي الفترة الأخيرة، يؤكّد علاء أنّ "جزءاً كبيراً من الناس اتّجهوا نحو اليوغا لعدم قدرتهم على تحمّل الضغوط في ظل الوضع الراهن، ويجدون في اليوغا ملجأً، وهناك مَن يرجوننا لاستكمال الصفوف عندما نضطرّ إلى إلغائها بسبب انقطاع المازوت والكهرباء".
 
 
هو حال ليليان (38 سنة) التي بدأت بتمرس اليوغا منذ الحجر، وباتت تخصص جزءاً من راتبها لهذه الحصص، "الأمر يحرّرني من الضغوط ويسلخني ولو لبعض الوقت عن واقع بشع أريد أن أنساه... اليوغا متنفس هام لي في ظل كل ما نعيشه"، وفق تعبيرها.
 
ويقول غانم: "نتلقى اتصالات من أشخاص وصلوا إلى مراحل صعبة، ويريدون الهرب إلى مساحة تخفف من توترهم"، بحسب علاء. 
 
ورغم الطلب الهائل على صفوف اليوغا لدى غانم، يشير إلى أنّ ليس هناك تسجيل أرباح، "لا بل على العكس، نتكبّد خسائر بسبب غياب الكهرباء وإلغاء صفوفنا أحياناً وإنفاق أكثر من المدخول، لكنّنا مستمرون بسبب اسمنا المعروف في السوق". 
 
 
وفيما يرى غانم أنّه يجب "أن تكون أسعار الحصص مضاعفة"، أبقى أسعار حصصه "مقبولة" بـ80 ألف ليرة للحصة. ويقدّم المركز تخفيضات على باقات الحصص، لمَن هم غير قادرين على دفع كلفة الحصص، وخصوصاً مَن كانوا يمارسون هذه الرياضة في السابق وباتوا غير قادرين على تسديد البدل حالياً.
 
وعن نتائج اليوغا في هذه الأزمة، يورد غانم: "وجدنا أنّ اليوغا مفيدة جداً وقت الأزمات، فالنتيجة هي واحدة على الجميع، ومهما كانت مشاكلهم أو من أي فئة كانوا، هم يشعرون بهدوء أكبر... هذا مؤكد".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم