قاصر يحرق كلباً... المحاسبة ضروريّة ولا تكفي

أثار فيديو حرق كلب صغير، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعيّ، غضب اللبنانيّين، وارتفعت صرخة الناشطين لمحاسبة الفاعل.
 
وفي المعلومات، اتّضح أنّ مراهقاً يبلغ من العمر 15 عاماً، أحرق الجرو بسبب "انزعاجه منه"، على ما زعم، وبقي يشاهده يلفظ أنفاسه، وهو يضحك بشكل لافت، كما يظهر الفيديو، الى أن توفّي الكلب.
 
نائبة رئيس جمعية "بيتا" هيلينا حسيني قالت لـ"النهار" أنّ ما حصل "جريمة مروّعة في حقّ الحيوانات"، مضيفةً أنّه "حين رأينا الفيديو تواصلنا على الفور مع محافظ بعلبك - الهرمل بشير خضر، ونُفّذت إجراءات قانونيّة في حقّ الولد. وبحسب قانون حماية الحيوانات الذي أقرّ عام 2017 سيُحاسب، وهو حاليّاً موقوف، في انتظار محاكمته".
 
ولفتت حسيني الى أنّ "هذا النوع من العنف بدأ يتكاثر في الآونة الأخيرة، خصوصاً الإجرام الذي يُمارسه "مرضى نفسيّون"، ما يمثّل دلالة على السلوك الكارثيّ في مجتمعنا. ووُجّهت دعوة للتبليغ عن أيّ حالات مماثلة أو خطرة لإنقاذ الحيوانات".
 
وعلمت "النهار" أنّه رغم توقيف الفتى ه.ر. في نظّارة القصار في بلدة بوداي، لن تطول فترة توقيفه بحسب إشارة قضائيّة. 

ما الأبعاد النفسيّة لهذا التصرّف؟

من جهتها، اعتبرت الإختصاصيّة النفسية إليسّا رشدان أنّ عملية التشخيص عبر الفيديو غير ممكنة، لكن من المؤكّد أنّ هذه الحالة ليست طبيعية وتدلّ على اضطراب نفسيّ داخليّ قد تتعدّد أسبابه وفق سيرة الشخص، مضيفةً: أنّ "ما ساعده في تنفيذ جريمته يكمن في النظرة المتدنية حيال الحيوانات، إذ يُعتبر مجتمعنا من المجتمعات التي لا تعطي أهمية للحيوانات، ما سهّل إقدامه على هذا الفعل الشنيع،
 ومن خلال هذا الفيديو، نعلم أنّ الفتى بحاجة ماسّة الى مساعدة نفسيّة".
 
من مجزرة طيور اللقلق في عكّار الى حرق الكلب، حوادث إجراميّة تؤشّر الى عنف اجتماعيّ متنامٍ، والى ضرورة الموازاة بين الحلول، وأهمّها تفعيل المحاسبة وتطبيق القانون، وتعزيز التوعية الإعلامية والأهلية والتربوية حيال احترام حقوق الحيوان. فحين نسجّل تقدّماً في هذا المسار، ربما يصبح احترام حقوق الإنسان تحصيلاً. 
 
 *لا تنشر "النهار" الفيديو نظراً لقساوة المشاهد.