الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"الاشتباك مع السّلطة خيارنا الوحيد"... إحياء الذكرى الثانية لـ17 تشرين في بيروت (صور وفيديو)

المصدر: "النهار"
إضاءة شعلة ثورة 17 تشرين في وسط بيروت (نبيل إسماعيل).
إضاءة شعلة ثورة 17 تشرين في وسط بيروت (نبيل إسماعيل).
A+ A-
أحيَت قوى "انتفاضة 17 تشرين الأوّل" الذكرى الثانية لبدء الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت قبل عامين وسط انتشار أمني كثيف.
 
بأعداد خجولة واحباطات متراكمة، بدت الساحات شبه خالية إلّا من مئات ردّدوا ثوابت الثورة وشعاراتها. ومثّل مطلب العدالة شعاراً متقدّماً ربطاً بالتحقيق في قضية المرفأ، والاشتباك السياسي حول مطلب الثنائي تنحية المحقّق العدلي القاضي طارق البيطار. 
 
ولفت غياب مجموعات ووجوه واظبت على حضور تجمعات الثورة الرمزية. وإن برّر بعض الناشطين ضعف الحشد بالعامل المناخي، فإنّ الأمر لم يكن مقنعاً بقدر الاخفاقات المتراكمة التي سبّبها استشراس المنظومة لضرب قوى التغيير في حيّز أساسي، أضف إلى الأسباب الأخرى التي أوردها ناشطون أجروا نقداً ذاتياً لناحية الإطارات التنظمية والمشاريع السياسية وخطاب الناس في زمن الانهيار. 
 
وتوزعت نقاط التحرّك بين قصر العدل وساحة الشهداء وتمثال المغترب. 
 
وتجمّع مئات المتظاهرين أمام قصر العدل في بيروت الذي يجسّد مطلب "الثورة" وهو دولة القانون، ورفعوا الأعلام اللبنانية وصور ضحايا انفجار مرفأ بيروت، إضافة إلى صور الأشخاص الذين أصيبوا خلال الانتفاضة.
 
تأتي ذكرى 17 تشرين هذا العام، بعد أيّام من اشتباكات الطيونة التي أسفرت عن سقوط عدد من 7 ضحايا وأكثر من 30 جريحاً.
 
 
 
 
وطالب المحتجون بـ"تحقيق العدالة وتسليم المجرمين في قضية انفجار المرفأ إلى القضاء، الذي يجب أن يكون نزيهاً وشفافاً بعيداً عن التدخلات السياسية والتهديدات المرفوضة".
 
"ما رح تقتلونا مرتين"، "مسيرة المقاومة اللبنانية ضدّ الاحتلال الإيراني"، "القرار للشعب"، "استعادة وطن وبناء دولة"، "الاشتباك مع السلطة خيارنا الوحيد لبناء دولة"، شعارات رفعها المحتجون ضمن مسيرة انطلقت من أمام قصر العدل ومن المتوقع أنّ يكون لها محطات عدّة قبل أن تصل إلى ساحة الشهداء، مركز التجمّع الأخير.
 
 
(الصور بعدسة الزميل نبيل إسماعيل)
 
 
إلى ذلك، أكّد عدد من المحتجين في حديث لـ"النهار" أنّ "وقفتهم اليوم ليست رمزية وحسب بل هي مطالبة يومية سيدافعون عنها إلى حين بناء دولة تليق بأبناء الوطن وتعيد المغتربين".
 
وأوضحوا أنّهم "لن يقبلوا تسييس مسار التحقيق في قضية تفجير مرفأ بيروت وعرقلة مهم المحقذق العدلي في ثالث أقوى انفجار في العالم".
 
وانتقل بعدها المتظاهرون الى تمثال المغترب حيث أضاؤوا شعلة الثورة. 
 
 
(الصور بعدسة الزميل نبيل إسماعيل)
 
 
 
 
وأشار الممثل طلال الجردي في حديث لـ"النهار" إلى أنّ "الهدف من الثورة ليس التجمّع بأعداد كبيرة، فعلى الرغم من الطقس الماطر نزل الشعب ليُطالب بحقوقه وليُعيد رفع الصرخة عالياً بوجه كلّ من تسبّب بتجويعه وحرمانه من أبسط حقوقه". 
 
وأضاف من أمام قصر العدل في بيروت: "إيماننا بالعدالة والقضاء لا حدود له، وشريعة الغاب لن توصلنا إلى أيّ مكان ولا نريد العودة إلى الحرب التي طوينا صفحاتها المؤلمة منذ زمان".
 
 
بالموازاة، أعلن المتظاهرون أنّه "سيكون لديهم أكثر من مرشح للانتخابات النيابية المقبلة من أبناء الثورة لإيصال صرختهم إلى داخل البرلمان اللبناني وتمثيلهم كما يريدون"، موضحين أنّه "سيتمّ الإعلان عن المرشحين في الوقت المناسب، كما سيكون لهم سلسلة تحرّكات شعبية حتّى ذلك الوقت".
 
بدوره، شدّد أحد المتظاهرين لـ"النهار" أنّه "انضمّ إلى الحشود في ساحة الشهداء بعد أحداث الطيونة للتأكيد على رفضه الكامل لأيّ محاولة فتنة أو حرب".
 
وقال: "نُحيي ذكرى 17 تشرين هذه السنة في ظلّ ظروف صعبة وقاسية، إلّا أنّ إرادتنا قوّية وإصرارنا لا يزال على حاله ولن نسمح لهم بتسييس تحرّكاتنا أو قمعها بعد الآن".
 
 
واللافت كان الحضور الواضح لعدد من المغتربين الذين حرصوا على المشاركة في المسيرة الشعبية تضامناً مع أبناء وطنهم في ذكرى الانتفاضة الثانية.
 
كما لفت المهندس بول نجار والد أصغر ضحية في انفجار مرفأ بيروت ألكسندرا نجار، إلى أنّه "يشارك في هذا الحدث الوطني تأكيداً منه على ثقته الكاملة بالمحقّق العدلي القاضي طارق البيطار، وأنّ قضية الشعب لم تمت".
 
ومن جهتها، أشارت زوجته إلى أنّها "اعتادت المشاركة في الثورة برفقة ابنتها ألكسندرا التي كانت ضحية الفساد".
 
 
 
وكان نجار قد نشر في وقت سابق اليوم صورة تجمعه مع ابنته عبر "تويتر"، وعلّق كاتباً: "من وقت الصورة لليوم والأبد رح تضلك على كتافي تنجبلك حقّك يا حياتي، وعد".
 
 على وقع أغانٍ وشعارات ثوريّة، وأعلام تحلّق في السماء، وبحضور مئات اللبنانيين، أمام مرفأ بيروت، أُضيئت شعلة ثورة 17 تشرين وذلك إيذاناً باستمرارها.

وقبيل إشعال الشعلة، شهدت الطرقات المؤدّية إلى وسط بيروت تدفّقاً لمئات الناشطين من الأراضي اللبنانيّة كافّة، حيثُ وقفوا دقيقة صمت على أرواح ضحايا انفجار المرفأ، وشهداء "ثورة 17 تشرين".
 
(الصور بعدسة الزميل نبيل إسماعيل)
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم