الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

ماذا وراء تحرّك الثوار الأخير بعد سبات؟

المصدر: "النهار"
كلوديت سركيس
كلوديت سركيس
صدامات أمام منزل ميقاتي. (نبيل اسماعيل).
صدامات أمام منزل ميقاتي. (نبيل اسماعيل).
A+ A-
 كرَت سبحة اكتشاف خزانات الوقود المخبأة في جميع الأقضية بعد انفجار التليل في عكار، لتتكشف عورات التخزين الداخلي غير الشرعي من المحتكرين بقصد تحقيق الأرباح  والتهريب الى سوريا، رغم أن المطالبات بوضع اليد على هذه البؤر تعالى منذ أكثر من سنة من دون الوصول إلى قرار حاسم حتى حلت مصيبة  التليل التي نالت من مواطنين هرعوا من قرى مجاورة لتعبئة مادة شديدة الاشتعال في عتمة الليل. 
 
وحلّت الفاجعة التي وضع القضاء العسكري يده عليها مكلفاً الضابطة العدلية في الجيش إجراء التحقيقات الأولية بإشراف مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية بالإنابة القاضي فادي عقيقي. وبانتظار جلاء نتيجة هذه التحقيقات توصلاً الى تحديد أسباب الانفجار ، تواصل القوى الأمنية تباعاً الإعلان عن اكتشاف خزانات الوقود غير الشرعية والتي تعد قنابل موقوتة، وتنفذ هذه المهمة بتكليف من المجلس الأعلى للدفاع الذي أناط بها بنتيجة اجتماعه الأحد، فرض الرقابة على مصادر الطاقة وتنظيم توزيعها لمدة شهر  والعمل على تفريغ المستوعبات المخالفة للأصول والأنظمة. وسبق هذا الانفجار توقيف صهاريج محملة بمحروقات في غير قضاء ومنها عكار ولاسيما بعد انقطاع المازوت عن المولدات وما تبعه من انقطاع الكهرباء عن الأهالي في هذا القضاء المنكوب أصلاً والبعيد عن عيون الدولة.
 
وفي خضم مأساة التليل وتداعياتها جرى الاعتداء على منزل رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي في توقيت ترك علامة استفهام . ثم كان استهداف مقر نائب عكار طارق المرعبي، علما أن النائب المرعبي كان سحب تصويته على عريضة رفع الحصانة والاتهام أمام المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء. واعتبر نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي أن سحب التوقيع يكون خطياًُ. وتالياً كانت الدعوة لمجلس النواب لبت هذه العريضة، بحسب مصادر قانونية.
 
 لقد سبق لذوي ضحايا انفجار المرفأ أن توعدوا السياسيين قبل الذكرى السنوية الأولى لجريمة المرفأ. وكانت محاولة في السياق استهدفت البناء الذي يقيم فيه الوزير المستقيل للداخلية محمد فهمي. ويعلق المحامي في لجنة الدفاع عن المتظاهرين المحامي جاد طعمه على ما يحصل أنه بعد حرمان المسؤولين من الولوج الى المطاعم سيحرمون من الدخول الى منازلهم. وقصد منزل المرعبي هو باكورة تحرك الثوار أمام  تداعي الانهيار وما خلفته أزمة المحروقات من زحمة أمام محطات الوقود والأفران. وفي رأيه ان" الثورة ستنتقل من ثورة سلمية الى ثورة عنفية عندما لا يعطي رفع الصوت مفعوله. وهذا التوجه ليس أسوأ من القعر الذي نعيشه".
 
ويتحدث عن أن "ثمة مجموعة مستعدة للانتقال من مكان رفع الصوت الى مكان آخر. والمحامون الى جانب الثوار"، معتبراً أن استهداف مقر إقامة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لأن الشهر شارف على تكليفه الذي قطع على نفسه هذه المهلة ولم تشكل الحكومة ليدلي بعد إجتماع بعبدا ان مهلة التشكيل مفتوحة ما خلق ردة فعل شعبية" . ويقول ان "المستهدفين في حملة الثوار ليسوا من لون معين كما جرى الإيحاء، اذ سبق استهداف نائبين من لون آخر قبل ذاك". واعتبر محامي الثوار "أننا وسط منظومة اعتادت جماية نفسها بتأجيج المشاعر الطائفية. والمستهدف  من الحملة على المسؤولين "هو كل مسؤول يتعاطى برعونة مع الانهيار الاقتصادي ووجع الناس".
 
وفي وقت تجري محاولة حثيثة لتشكيل حكومة سأل المحامي طعمة "هل  الظروف التي تمر بها البلاد تسمح  بالاختلاف على المحاصصة في وقت يلفظ المواطن أنفاسه من الأزمة الخانقة"، آخذاً على القضاء "عدم السماع منه أن مسؤولاً واحداً جرى توقيفه من محتكري المحروقات والدواء ولقمة العيش".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم