الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

كريستوفر هامبتون الفائز بالأوسكار لـ"النهار": للأسف أحبّ السينما!

المصدر: "النهار"
هوفيك حبشيان
Bookmark
كريستوفر هامبتون خلال الحديث مع "النهار". (هـ.ح.).
كريستوفر هامبتون خلال الحديث مع "النهار". (هـ.ح.).
A+ A-
"كلّ المشكلة في الانتقال من هنا إلى هنا"، كان يقول جاك تاتي، مشيراً بأصبعه حيناً إلى النصّ المكتوب، وحيناً ثانياً إلى الشاشة. أغلب الظن ان كريستوفر هامبتون (٧٥ عاماً) كسب رهانه هذا في اعطاء الكلمات أضواء وظلالاً. فهو يمسك بأسرار الكتابة السينمائية ومتضلّع في هذا المجال منذ سنوات. هذا البريطاني الذي عمل في المسرح والسينما ذاع صيته بشكل خاص كاتباً لسيناريو ١٨ فيلماً جعلته أحد أبرز المؤفلمين في العالم. حديث طويل ومتشعّب حول تجربته جمعني به في الدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة (كانون الأول ٢٠٢٠) الذي كرّمه عن مجمل أعماله. هامبتون الفائز بـ"أوسكار" أفضل سيناريو عن "علاقات خطرة" لستيفن فريرز (١٩٨٨)، وواضع نصوص أفلام مهمّة مثل "تكفير" لجو رايت (٢٠٠٧) ومشروع "نوسترومو"المجهض الذي كاد ان يكون آخر فيلم لديفيد لين، فتح دفاتره القديمة أمام "النهار" في حديث من القلب، مع التذكير بأنه كتب أخيراً "الأب" لفلوريان زيللر (٢٠٢٠)، بطولة أنتوني هوبكنز في واحد من أعظم أدواره.* أنتَ كاتب سيناريو كبير. هل تملك وصفة جاهزة لسيناريو مثالي؟- بالطبع لا. لكلّ مشروع خصائصه ومشاكله. وهذا ما أحبّ. يعجبني ان أكون مختلفاً في كلّ مرة. وان أقارب كلّ موضوع من وجهة نظرة أخرى. الوصفة الجاهزة تعني تطابقاً وتكراراً. لا أملك نظاماً واحداً يستجيب لكلّ المواضيع. هذا غير ممكن بالنسبة لي.* ذكرتَ كلمة "مشكلة"! هل هذا يعني ان التأليف هو قبل كلّ شيء عمل "مشكلاتي"؟- نعم. كتابة سيناريو مسألة صعبة في كلّ مرة، ولا تصبح أسهل مع الوقت. الكتابة للمسرح تأتيني على نحو طبيعي أكثر من الكتابة للشاشة. ربما لأنني عندما انطلقتُ كنت أعتقد، يا لسذاجتي، ان الكتابة الفيلمية أسهل. كونها - وفق اعتقادي آنذاك - تمنحك حرية أكبر في ادخال تغييرات على النص. لكن، تبين لي في ما بعد انها أصعب، لأنه عليك ان تكون أكثر تنظيماً، وعليك ان تكون واثقاً من ان الخيط الذي تمسكه سيلقطه المُشاهد. الأشياء، في الحقيقة، تأتيني بطرق مختلفة. في حال "الأب"، كنت شاهدتُ المسرحية في باريس قبل ست سنوات وأُعجبتُ بها. فتعرفتُ إلى الكاتب فلوريان زيللر ونشأت بيننا صداقة، ثم ترجمتُ المسرحية من الفرنسية إلى الإنكليزية. عرضناها بدايةً في إنكلترا ثم في نيويورك. كلّ مشروع يأتي بطريقة مختلفة عن سابقه. اذا أردتَ سيرة مهنية طويلة، فمن المستحسن عدم تكرار التجارب، والذهاب صوب التنوع. 

"علاقات خطرة" لستيفن فريرز.* لم تقدّم أعمالاً كثيرة. لك فقط ١٨ - ٢٠ فيلماً ككاتب سيناريو طوال نصف قرن من الزمن، اذا لم أكن مخطئاً…- أعتقد ان "الأب" هو فيلمي الثامن عشر. لكن، بصراحة، كتبتُ على الأرجح تقريباً ٥٥ سيناريواً، ١٨ منها فقط أُفلِمت. هذا هو واقع صناعة السينما. في السينما الناقطة باللغة الإنكليزية، لا تحدث الأمور مثلما تحدث خارجها، حيث الناس المكرّسون يكتبون ما يكتبونه ثم يأتيهم التمويل فيتحقق المشروع. في بريطانيا وأميركا، الأمر أشبه بأن تذهب إلى الكازينو، فتجلس إلى طاولة القمار، ثم تضع رهانك وتتمنى الأفضل. هكذا تحدث الأمور. غير مرة، أستغرق عملي على مشروع أكثر من سنتين، ثم لم يجد تمويلاً. ربما لأني أختار مواضيع صعبة. حتى "الأب" موضوع صعب، رغم وجود أنتوني هوبكنز وأوليفيا كولمان فيه، ورغم ضآلة موازنته.* هل تأخذ الامكانات في الاعتبار عندما تكتب السيناريو، أم انك تطلق العنان لمخيلتك ولا تهتم بأي شيء غير ذلك؟- هذا يتوقّف على مدى رغبتك في ان يعثر فيلمك على تمويل. طبعاً، اذا أردتَ ان يُنجَز فمن المستحسن ان تكتب نصّاً يمكن تحويله إلى فيلم. لكن الحظ يلعب دوراً مهماً أيضاً. أعني باللحظ اللقاء بالأشخاص المناسبين. هذا طبعاً اذا كان النصّ جيداً.* الكتابة التي تُعتبر عملاً إبداعياً كيف تتعايش عندك مع شروط الإنتاج وظروف السوق؟- أعيش في الوسط. من ناحية، أعلم انه يجب إيجاد المال ومن ناحية أخرى لستُ مهتماً بمعظم الأفلام التجارية، أي أنني لا أرغبُ في كتابة واحد منها طمعاً بالمكسب المادي. في أي حال، حتى لو أردتُ لا أستطيع. في منتصف التسعينات، كتبتُ سيناريو فيلم ضخم جداً لـ"فوكس" عن التغير المناخي، وكانت القصّة تجري في نيويورك بعدما ضربها الإعصار. حاولتُ ان أجعله تجارياً بقدر المستطاع، فاعتبرتُ ان من المثير ان يكون الصحافي الذي...

ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم