الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مدارس "المبرات" وضعت ثلاثة مسارات تعليمية بيد الأهالي: "جاهزون للتعليم عن بُعد"

المصدر: "النهار"
فرح نصور
تلامذة من "المبرات" ("فايسبوك").
تلامذة من "المبرات" ("فايسبوك").
A+ A-
 
ممّا لا شك فيه أنّ العام الدراسي لهذه السنة هو استثنائي بكلّ ما للكلمة من معنى. وجدت المدارس نفسها أمام ظرفٍ أُجبِرت جراءه أن تبذل جهوداً جبارة، للانطلاق بعامٍ دراسي مثمرٍ وفعّال رغم الظروف الاقتصادية وانتشار كورونا. في ملف عودة المدارس، نعرض في هذا المقال تحضيرات مدارس جمعية المبرات الخيرية لهذا العام الاستثنائي.

"أرسلت لي المدرسة التابعة للمبرات منذ نحو أسبوع تعميماً بالمسارات التعليمية التي ستعتمدها هذا العام، وأنا اخترت التعليم المدمج لأنه فعالٌ أكثر، إذ اختبر أولادي العام الماضي التعليم عن بُعد ولم يكن فعالاً أبداً وعانيت منه كثيرا"، تقول السيدة فاطمة، أمّ لثلاثة أولاد في إحدى مدارس المبرات الخيرية.
 
أولادها يعانون من الربو، وقد تواصلت مع إدارة المدرسة للتأكّد من اتخاذها الإجراءات الواقية من كورونا، وكان الجواب أنّ الصف سيُعقّم بين كلّ حصة وأخرى، وسيوجد نصف عدد الطلاب في الصف للحفاظ على التباعد الاجتماعي وسيتناوبون على الأيام، مع التزامٍ بارتداء الكمامة من الطلاب والأساتذة، والتعقيم سيكون متوافراً في جميع الصفوف للطلاب والحقائب. 
 
وسجّلت فاطمة أولادها هذا العام وحصلت على حسمٍ على رسم التسجيل. ومن ناحية الكتب وفّرت المدرسة خيار التقسيط، أو التبديل بين الطلاب من الصفوف المختلفة، أو استئجار الكتب.

سينطلق العام الدراسي رسمياً في 28 أيلول، بحسب التاريخ الذي حدّدته وزارة التربية، لكن ابتداءً من 8 أيلول ستبدأ مدارس جمعية المبرات الخيرية برنامج التعليم هذه السنة بمراجعة وامتحان تشخيصي، وسيتوزّع الطلاب بحسب الثغرات التي يعانون منها، ومن ثمّ نسير بخطة التعليم الجديدة وفقاً لمسارات ثلاثة، وفق نائب المدير العام للتربية والتعليم في جمعية المبرات الخيرية، رنا إسماعيل.
 
جهّزت المدارس نفسها لهذا العام الدراسي بشكلٍ يراعي تحديداً سلامة الطلاب في ظلّ انتشار كورونا، ويراعي أيضاً الظروف الاقتصادية لأهالي الطلاب. لذا، وضعت الإدارة ثلاثة مسارات صحية – تربوية للتعليم، وتركت الخيار للأهالي في اختيار ما يناسبهم منها وفق ظروفهم. فهناك طلاب، ولأسبابٍ صحية، معرضون أكثر للإصابة بالفيروس. لذا، معيار السلامة هو أولاً في المؤسسة في هذه الظروف، وإذا لا قدّر الله أصيب أحد منهم بكورونا، أوجدت الإدارة لهم بدائل تعليمية. وهناك أهالٍ يخافون كثيراً على أولادهم، ولا يُلامون، ولا يمكن إلزامهم إرسال أطفالهم إلى المدرسة، فوجدنا في هذه المسارات أنّه يمكننا أن نضمن أنّ طلابنا الذين يفوق عددهم الـ 22000، يتعلّمون بشكلٍ يمكن أن نراقبه ونراقب جودته في جميع المدارس، بحسب إسماعيل. 
 
 
المسار الأول هو الصفوف الافتراضية للطلاب المقتدرين أكثر من الناحية المادية، والذين تتوافر لديهم الكهرباء بشكلٍ متواصلٍ والإنترنت بالشكل المطلوب. أمّا المسار الثاني فهو خيارُ المنصة الإلكترونية، حيث يمكن للطلاب تحميل المواد والدروس تماشياً مع توافر الكهرباء والإنترنت لديهم، ويتضمّن هذا المسار أيضاً الدروس على شكلِ أقراصٍ مدمجة لمَن ظروفهم الاقتصادية صعبة جداً. والمسار الثالث هو التعليم المدمج (حضوري ومنصة إلكترونية). ومنذ بداية حزيران حتى الآن، المناهج تحوّلت إلى مناهج رقمية للتعليم عن بُعد، وقد تمّ تدريب الأساتذة خلال الصيف بشكلٍ مكثّف وما زالت التدريبات سارية حتى الآن، و"نحن جاهزون للتعليم عن بُعد"، برأي إسماعيل.
 
"نحمد الله أنّنا أنهينا البروتوكول التربوي - الصحي الخاص بنا في حزيران ولم ننتظر برتوكول وزارة التربية، وقد وافق عليه وزير الصحة ووقّعه، وأخذ نسخةً عنه ليستفاد منها في وضع البروتوكول الذي ستحدده الوزارة للمدارس الرسمية، فنحن تجاوزنا هذه المرحلة قبل أي شيء آخر، فبروتوكولنا وافٍ جداً، وشمل التفاصيل الصغيرة، حتى الإرشاد النفسي والعاطفي أيضاً"، على ما تقول اسماعيل. لكن تطبيقه على أرض الواقع ليس سهلاً، لذا ستبدأ المدرسة تدريجياً من 8 أيلول بمجموعةٍ من المدارس تلو الأخرى وصولاً إلى 28 أيلول، وسيوضَع الطالب في جوّ نوع التعليم الجديد بجميع تفاصيله.
 
أمّا من الناحية الاقتصادية، تشرح إسماعيل أنّ الإدارة اتخذت قراراً بعدم الزيادة على الأقساط وستتحمّل جميع التكاليف الإضافية، فأوضاع الأهالي صعبة جداً. "نشعر مع الأهل في هذه الظروف وواجبنا التكافل معهم، رغم أنّ كلفة الإجراءات الخاصة بالوقاية من كورونا مع كلّ التدابير اللازمة لضمان صفوف مدمجة ناجحة، باهظة". وقدّمت الإدارة تسهيلاتٍ للأهالي ووضعت حسوماتٍ على رسوم التسجيل، وحسومات حتى 20% على الأقساط لمَن لا يستطيع الدفع بشكل كامل، ووفّرت خدمة التقسيط، ودعمت الكتب.
 
وأنشأت الجمعية فريقاً متفرغاً للأهالي، فمَن لم يسدّد أقساط السنة الماضية، تُدرَس ظروفه ويُنظر بما يمكن أن يقدّم وكيف يمكن المدرسة أن تساعده، كلٌّ بحسب ظروفه، بحسب إسماعيل. وبعض الطلاب انتقلوا من مدارس المبرات وعددهم لا يتجاوز أصابع اليدين.
 
من جهةٍ أخرى، وفي حديثٍ سابق لـ "النهار"، أكّدت مديرة الإرشاد والتوجيه في وزارة التربية والتعليم العالي هيلدا الخوري على أنّه "علينا الاتفاق على عنوان عريض أولاً يكمن في وجود قرار بفتح القطاعات تدريجياً بحسب مرسوم مجلس الوزراء الذي اعتُمد على أسس علمية لتحديد القطاعات التي ستفتح في كل مرحلة، كما أن خطر فيروس كورونا بحسب الأبحاث لن يصبح صفراً في المئة إلّا بعد أكثر من سنة".
 
والوزارة اطّلعت على دراسات منظمة الصحة العالمية ومختلف التجارب الخارجية. وهناك بروتوكول صحي تربوي شامل سيصدر في الأيام المقبلة لكيفية تطبيق الإجراءات الصحية من التباعد وارتداء الكمامات وتوزيع الطلاب في الصفوف وعدم السماح بالطعام داخل المدرسة. ولن يسمح لأي طالب تظهر عليه عوارض مرضية أن يدخل المدرسة، ولدينا قدرة بشرية على صعيد الوزارة للمراقبة في كافة الأراضي اللبنانية، وسنوزّع معدات خاصة لقياس الحرارة والتنظيف والتعقيم على المدارس الرسمية، وفق الخوري.
 
وفي رأيها، أنّ خطة فتح القطاعات تتطلب تضحية من الجميع، وسيكون هناك أشخاص متضررون، كالمعلمات اللواتي قد يترتب عليهن تدبّر مكان لوضع أولادهم الذين لن يعودوا إلى المدرسة، لكنّنا في ظرف استثنائي ونعتمد على التعاون بين جميع الأفرقاء في التربية.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم