الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

قصة الشاب حسين العلي وعائلته في بلدة تفاحتا... ملياردير لساعات فقط

المصدر: "النهار"
الشاب حسن العلي.
الشاب حسن العلي.
A+ A-
 
احمد منتش
 
قصة الشاب حسين العلي الملقب بـ"ماريو" ابن الـ 19 عاماً وهو عاطل عن العمل بعد أن كان يعمل على دراجته النارية عامل توصيل دليفري، وعائلته المؤلفة من والده العاطل أيضا عن العمل بعد أن كان هو أيضا معلم بناء باطون ووالدته وشقيقته، لا تشبه أي قصة أخرى. هي ليست حلماً ولا هي كذبة، وهي ليست حقيقية ولا سراباً أو خيالاً، هي حلم عاشته العائلة ومعها كل أبناء البلدة لساعات معدودة وكأنه حقيقة، حسين اعتاد أن يوسم ثلاث شبكات لوتو بمبلغ ستة آلاف ليرة ووالدته عطاف عز الدين اعتادت ان توسم على هاتفها شبكة واحدة بمبلغ الفي ليرة من خلال رسالة نصية عبر خدمة الـ "اس ام اس" على أمل الفوز بالجائزة الأولى في لعبة اللوتو اللبناني خصوصاً بعد أن وصلت قيمة الجائزة الأولى إلى أكثر من عشرة مليارات ليرة لبنانية للمرة الأولى منذ تاريخ صدور اللوتو، علما أن مئات الآلاف من الناس يهرعون يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع الى محال ومكاتب وسم اللوتو، وكل منهم يأمل أن يكون الحظ من نصيبه، وكثر منهم لا يكتفي بوسم شبكة واحدة وانما عشرات الشبكات، وبعض من هذه الشبكات التي يوضع فيها عشرة أرقام يصل سعر الواحدة منها الى نحو 500 ألف ليرة لبنانية.
 
ماذا حصل في منزل حسين العلي
بعد اجراء سحب اللوتو قرابة الساعة السادسة من مساء أمس جاءت الأرقام الستة للجائزة الأولى على النحو الآتي 12 – 14- 20- 36 – 38 – 40
وأعلن على الفور عن فائز واحد بالجائزة من خلال الهاتف خدمة "اس ام اس" وجرت العادة ان ترسل إدارة اللوتو الأرقام الرابحة لكل الأشخاص الذين يوسمون شبكاتهم عبر الهاتف، ولدى وصول رسالة نصية إلى هاتف عطاف عز الدين والدة حسين العلي، أطلقت صفارة الإنذار في المنزل وبدأت بالزغاريد ظناً منها ان الرسالة التي وصلتها عبر هاتفها تعلمها بأنها الفائزة بالجائزة. وعلى الفور انتشر الخبر في البلدة كالنار في الهشيم قبل أن يحتل صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، ويقول أحد أبناء البلدة محمد المير صديق العائلة ان جميع أبناء البلدة شعروا بالفرح والسعادة لخبر فوز عائلة حسين بالجائزة على اعتبار ان العائلة فقيرة ومتواضعة. وطوال اكثر من خمس ساعات تحول منزل العلي إلى عرس وطني وقمنا مع ماريو المحبوب من الجميع بجولة على الدراجات النارية في شوارع البلدة ونحن نطلق الزمامير ثم بدأنا تباعا نكتشف الحقيقة المرة ونصاب مع العائلة بالصدمة وخيبة الأمل.
 
الوالدة لم تقتنع إلا بعد التوجه إلى مكاتب اللوتو في بيروت
 
وحدها والدة حسين لم تتقبل او تقتنع بخبر عدم فوزها بالجائزة، لم يغمض لها عين. وعند صباح اليوم استأجرت سيارة تاكسي وتوجهت بها برفقة ابنتها الى مكاتب اللوتو في بيروت، وعادت منها مصدومة وخائبة من دون أن يكون لها نفس على الكلام.
 
حسين حزين وضحوك "لم أصدق قبل أن أرى بعيني"
 
النهار زارت منزل العائلة وهو منزل صغير ومتواضع مؤلف من غرفتين، بعض الشبان كانوا لا يزالون يتوافدون إليه رغم انه كان مقفلاً. الوالدة مع ابنتها توجهتا الى بيروت وحسين كان لا يزال نائماً، وبعد انتظار لبعض الوقت خرج الى شرفة المنزل، وعلى الرغم من بعض الحزن الذي كان يظهر عليه إلا أنه تحدث بكل بساطة والضحكة لم تفارقه بين حين وآخر وقال: أنا ما صدقت قبل ما شوف بعيوني، لكن والدتي بلشت مثل سيارة اسعاف "و ن و ن". أنا ما كان عندي حلم وعادي، ربحت أو ما ربحت، وألف مبروك للفائز. وطبيعي لو ربحنا كانت حياتنا رح تتغير وكنت رح أتزوج وكان صار عندي بيت، شغلي محير أحياناً عامل توصيل وحالياً الشغل واقف واكيد بتمنى أربح شي مرة.
ولماذا لقبه ماريو يقول: في لعبة بطلها اسمه ماريو بينط كثير، أصحابي لقبوني في هذا الاسم لأني بشبهه.
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم