الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"شمالنا": المعارضة تتّحد في أربعة أقضية... تجربة تبثّ الأمل

المصدر: "النهار"
الائتلاف الجديد.
الائتلاف الجديد.
A+ A-
أثمرت الثورة في شمال لبنان وأنتجت ائتلافاً جديداً قد يكون الأقوى في الأقضية الأربعة: الكورة، البترون، زغرتا وبشري. بعد قرابة سنة من النقاشات والمداولات، في فترة زمنية لم تخلُ من العقبات، استطاعت أربع قوىً رئيسية في شمال لبنان إعلان الائتلاف في ما بينها وذلك عصر الأحد الفائت في مطعم "الأكتاغون" في كفرحزير - الكورة.

ولا يمكن المرور على هذا الحدث الذي حضره أكثر من 500 شخصية تمثل مختلف أحزاب ومجموعات وأقطاب ثورة 17 تشرين، مرور الكرام. وتكمن أهمية هذا التجمع في كونه أقدم على ما لم يقدِم عليه الآخرون وهو الإعلان عن ائتلاف سياسي قبيل الانتخابات النيابية في منطقة صراع حقيقية.

الائتلاف الذي ضم حركة "أسُسْ"، ومجموعات "الفكر الحرّ"، و"رؤية قنوبين"، و"المشروع البديل"، و"مجتمع الكورة المستقل"، صرَّح عن نفسه كقطب سياسي في دائرة الشمال الثالثة، في وقت لا تجرؤ منصات أخرى على الإعلان عن نفسها في حفل مماثل كجبهة المعارضة اللبنانية ونداء 13 نيسان.

لقد أظهر هذا "التجمع الثوري" أن الشمال الذي لطالما تم التغنّي به على أنه "ٌقلب الثورة"، مشرّع المجال لانضمام المجموعات والأفراد التغييريين المستقلين لخوض المعركة ضد المنظومة خارج كل العصبيات الحزبية والتقليدية والعائلية. وهذا الامر يفتح الشهية أيضاً لتجارب مماثلة على صعيد الوطن وتسميات شبيهة كـ"جنوبنا"، "بقاعنا"، "متننا"، "عكارنا"... والسير "نحو الوطن" بـ "إرادة" كليّة.

وعلى رغم تفاؤل البعض بهذا الاطلاق إذ يرون فيه إطلاقاً للعملية الانتخابية المعارضة في مواجهة السلطة، إلا أن المجتمعين لا يقدّمون أنفسهم على أنهم ائتلاف انتخابي رغم الإشارة إلى الانتخابات في خطاباتهم، بل يؤكدون أن ما جرى إطلاقه هو تجمع سياسي طويل الأمد لا تحدّه ولا تنهيه صناديق الاقتراع، هو مزاج شعبي سائد يتم تأطيره في كيان سياسي حقيقي بديل من القوى السائدة.

لذا وضع المنظمون أمام الحضور الورقة السياسية التي نتجت عن عملهم المشترك الذي حرص في رؤياه على مُكتَسَبات ثورة 17 تشرين، والإيمان الجدّي بضرورة العمل على إحداث التغيير من خلال توحيد الجهود والأفكار والمبادرات والتعاون ما بين القوى التغييرية في مواجهة منظومة الفساد. ويتضمن المشروع جانبا سياسيا وآخر اقتصاديا يعبّران عن رؤية هذه المجموعات.

وفي كلمة الائتلاف التي ألقتها رنا عبود أكدت "أن لبنان يواصل اليوم مسيرته النضالية، السياسية والسيادية، بالعمل على إدخال كتلة اعتراضية، مستقلة، حرة وفاعلة إلى مجلس النواب في الانتخابات المقبلة". ودعت للانضمام إلى الحملة "لأنه حان وقت الحسم والخيار الصائبين لدائرة الشمال الثالثة بغية صنع البديل".

كذلك دعا جو كيروز اللبنانيين الى أن يكونوا "شركاء في اختيار المرشحين، وممارسة نهج سياسي مختلف، يكون فيه الناس هم أصحاب القرار بخياراتهم السياسية"، مذكّراً بالمشروع السياسي للائتلاف والذي يشمل "رؤية سيادية للبنان تنطلق من حصرية السلاح وقرار السلم والحرب بيد الدولة، استقلالية القضاء، فصل السلطات، نهج سياسي ديموقراطي، الحريات العامة والخاصة ودولة تحمي الحريات، الدستور، وعلاقات خارجية قائمة على مصلحة لبنان".
وختم كيروز داعيا المغتربين إلى "التسجيل للمشاركة في الانتخابات من أجل صنع التغيير في وجه المافيا والميليشيا".

وفي حديث مع المنظمين، أكدوا لـ "الـنهار" أن توقيت الإعلان فرض نفسه بعد سنة من النقاشات والتنظيم وبعدما تم الانتهاء من الورقة السياسية بين الأقضية الأربعة، مؤكدين أن الائتلاف استطاع أن يشمل الاقضية الأربعة ويجمع كل من لديهم القدرة التنظيمية، والقدرة في الوقت نفسه على الإنتاج ويتشابهون في الرؤى السياسية.

ويقدم المنضوون في الائتلاف أنفسهم على أنهم "مجتمع سياسي" جدّي يضم أفراداً حقيقيين غير وهميين، منخرطين في التوجه السياسي ذاته، ولا يحبذون أن تُطلق عليهم صفة "الجبهة"، فهم يفتحون الباب للتنسيق مع كافة الافرقاء، ويرون ان الإعلان هو مشروع وطني بعيد كل البعد عن فرز المعسكرات أو الجبهات حتى لو ضم "الاقضية الأربعة" فقط، إلا أن هذا الأمر بمنظورهم كان واجباً كي يكون مقدمة لإعلانات مماثلة.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم