الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

بالفيديو- مآسي أهالي التليل في مستشفى السلام ومناشدة لتأمين أدوية... "لينقذ الله البلد"

المصدر: "النهار"
جريح في مستشفى السلام في طرابلس (أ ف ب).
جريح في مستشفى السلام في طرابلس (أ ف ب).
A+ A-

آب لبنان لاهب بمقياس انفجارات. بين 4 و15 آب سنة وأيام من جرح لم يندمل. ثم تأتي المواطنين فاجعة لتنبّئهم بأنّ ظلال الموت لا تزال جاثمة على لبنان، وكأنّه غارق في مأتم موصول. فجر اليوم، خطف انفجار صهريج بنزين في التليل العكارية مواطنين أبرياء، خسروا أرواحهم، فكانوا ضحية مواد حيوية لا يجدونها في بلد انعدمت فيه أدنى شروط العيش. ومن نجا تركت نيران البنزين ندوباً على الجلد، تذكّره للأبد بلعنة من يعيش في دولة تتفتّت، مقدّراتها برسم مجموعات احترافية في الاحتكار والتهريب على حساب حياة الناس ولقمتهم، بدون حسيب ولا رادع.

وأمام فداحة المجزرة، استنفرت المستشفيات إمكاناتها المحدودة بالأساس جراء أزمة المازوت والقطاع الطبي لاستقبال ومداواة المصابين بالانفجار، الذين بلغ عددهم 28 ضحية و80 جريحاً، وفق آخر حصيلة رسمية لوزارة الصحة العامة.

وتداعى إلى مستشفى السلام في طرابلس، المختصة في معالجة الحروق، 17 مصاباً على الأقل في مجزرة التليل. وواكبت "النهار" المجريات منذ ظهيرة اليوم، تنقل عينة عن هذه المأساة التي وسمها الحريق في أجساد من رحلوا وقلوب أهاليهم.

 

 

تجلس "أم أحمد" ملتصقة بباب الإنعاش، تنتظر مصير نسيبها محمّد الذي تناديه بـ"حمودي"، أما وحيدها أحمد الذي رحل متأثّراً بجروحه، فلا بكاء ولا رثاء يطفئ فاجعة فراقه، الأقسى في قلب أم.

تنتقل السيدة الثكلى إلى جانب سيارة نقل الموتى، وهي تشيّعه بكلمات محترقة ترافقه إلى مثواه الأخير: "الله يترضى عليك يا أمي"... تحاول التعبير عن مأساتها لإحداهن على الخليوي: "سندي وظهري رحل... ووحيدي أحمد رحل. لم يبقّ لديّ أحدٌ في هذه الدنيا يا الله!".

 
 

وبعد إتمامه عمليات علاج الحروق، جال على غرف الجرحى مدير مستشفى السلام الدكتور غبريال السبع، برفقة مدير عام وزارة الصحة فادي سنان، للوقوف عند حاجيات المستشفى، التي نقلها السبع لـ"النهار" كالآتي: "نستخدم كل المواد الموجودة، لكن قريباً ستنفد كل الامكانات. ومنذ السادسة صباحاً، نتعاون مع المدير العام للوزارة في سبيل إنقاذ الجرحى"، شارحاً أنّ "كل مصاب بحروق يستهلك كميات كبيرة من الأدوية، ونحن استقبلنا ما يناهز 17 جريحاً، بالاضافة إلى معالجة أشخاص في الطوارئ".

وأفاد أنّه كان من الصعب التعرّف على جثث متفحّمة جراء الحروق البليغة التي أصابت بعض الضحايا، وهي من أصعب الدرجات.

وختم متمنّياً "النجاة للبنان وأن ينقذ الله هذا الوطن، وأن يعمل مجلس الوزراء ووزارة الصحة لإنقاذ ما يمكن من مصلحة البلاد".

 

وتفقّد رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق الجرحى في مستشفى السلام، واصفاً انفجار التليل بـ"الكارثة المأساوية التي أحمّلها للمسؤولين، وهي مهيّأة للوقوع في أي مكان في لبنان وبالذات في طرابلس".

وأضاف: "منذ أيام عدّة، اتصلنا برئاسة الوزارة ووزارة الطاقة، وطلبنا منهم وضع آلية لتوزيع المازوت لكن طلبنا لم يلقَ تجاوباً. يضعون أرواح الناس وأمن المدينة رهينة لتجار خارجين عن القانون، يستلمون حصص المحروقات ويحتكرونها".

 
 
 
من جهته، أطلق الشيخ أحمد المير  من أمام المستشفى صرخة عبر النهار"، مناشداً دور الإفتاء في طرابلس وبيروت وعكار التدخل، فقال: "كفى، لم نعد نتحمل المزيد من التهميش والشقاء والذل والقتل والتهجير. أمام هذه الفاجعة تسقط كل المنظومة. نحن نعيش تحت رحمة كارتيلات شركات الوقود".
 
 وكان المير قد زار منذ أيّام مصفاة النفط في البداوي، وتعقّب "كذب الموزعين الذي يعكس جشع المحتكرين والسياسيين"، مشدّداً أنّه لا يجب السماح بتضليل الحق كما يحصل في قضية مرفأ بيروت.
 
 ونشرت مستشفى السلام لوائح بأسماء أدوية تحتاجها لاستكمال إسعاف مصابي انفجار التليل، طالبة مِمَّن يستطيع تأمينها التواصل معها بصرف النظر عن السعر.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم