صمت مدينة!

 مدينة تائهة. تُحاول أن تُرمّم منازل روحها. شوارع تمتلئ  ببطئ. همهمات مُختلطة. غير مفهومة. أقرب إلى فوضى فارغة. والمدينة مُثقلة بالخسارة. مشاهدها خالية من زهوها المُعتاد. والناس مُصرّون على الوقوف إلى جانبها في هذه اللحظات التاريخيّة التي تعيشها. مشاهد يوميّة تكاد أن تكون عابرة، لولا معرفتنا بخلفيّاتها، والرُعب المُتربّص خلف سكونها الظاهري. قطط وكلاب شاردة تخلّى عنها أصحابها لعدم قدرتهم على إطعامها. وجدت ملاذها المؤقت في بعض الحدائق الصغيرة التابعة لمنازل بيروت القديمة. في الشوارع، نجد عشرات الصحون الممتلئة بطعام للحيوانات الشاردة وأكواب صغيرة مُزينة بالمياه لترتوي منها الكائنات الضعيفة. هذا الرجل المُسنّ، حوّل الرصيف الملاصق لمنزله البيروتي القديم، غرفة جلوس يُراقب من خلالها "الرايح والجايي" ليتسلّى. يحتسي قهوته الصباحيّة كل يوم على الكرسي المصنوع من...