"ميّاس"... خبيرة الرقص نادرة عساف لـ"النهار": المؤثرات حاسمة في أداء الفرقة

فعلتها "ميّاس"، وتربّعت على عرش America's got talents. أبهرت الفرقة ملايين المشاهدين بعروضها الفريدة. شعر لبنانيون كثيرون بالفخر مع وصولها إلى نهائيّات المسابقة العالمية. لوحات "ميّاس" الراقصة جسّدت لغة عابرة لكلّ الحدود والفواصل. لاريب أنها استفادت من مؤثرات بصريّة ذكيّة هائلة. مؤثرات تقول ألا حدود للخيال، كما كان عامل المرأة العربية بالنسبة إلى مشاهد غربي مؤثراً واضحاً. ولكن في الموازاة، لفت الأداء ومعاني الاستعراضات الأنظار. في الآتي قراءة لخبيرة
الرقص والتواصل، الدكتورة نادرة عساف.
 
ينتمي أداء فرقة "ميّاس" الى الرّقص الاستعراضي. وتنقل عساف عن خبراء رقص في الولايات المتحدة، تواصلوا معها لدى تأهّل "ميّاس" ونيلها الباز الذهبي، سؤالهم عمّا إذا كان أداء الفرقة لبنانيّاً، معتبرين أنّ هذه العروض هي أداء وليست رقصاً، "وهذا أمر جميل أيضاً".
 
"رأيت نفسي وشعبي في أداء الفرقة في النصف نهائي، ونحن فخورون بكلّ ما تقوم به الفرقة"، تقول عساف، وتوضح بأنّ هناك أمراً صعب جداً في تنسيق الرقص، وهو القيام بحركة موحّدة من جميع أعضاء الفرقة. فمن الصعب جداً جعل 20 أو 30 جسداً يتحرّكون في الوقت والثانية عينها، فإذا ما أخطأ أحدهم في جزء من الثانية يخرب الأداء، الخطأ في الأداء الجماعيّ يظهر بشكل فاضح أكثر ممّا لو كان الشخص بمفرده يؤدّي، بالإضافة إلى أن أداء مماثلاً يستغرق أشهراً لتنفيذه بالشكل المطلوب. 
 
معاني العروض
 
الجسد هو لغة لكن قد لا تُفهم حركته بالطريقة نفسها من قبل الجميع. هذا ما تراه عساف. عرض الفرقة الذي برز فيه شكل الأفعى، يحكي قصة آدم وحواء وشعب من هذه المنطقة وقصة حبّ وإغراء، ويدلّ على مصر حيث ولِد الرقص الشرقيّ الذي نؤدّيه في لبنان. وفي العرض الأخير، المرأة التي ترأّست العرض تُجسّد لبنان، وبرزت الموجات المتردّدة والانفجار الذي يحدث في منتصف العرض يمثّل الشعب بنظرها، فـ"هناك دائماً رسالة من أيّ أداء رقص". 
 
وأهمّ ما في تنسيق الرقص - وفق عساف - هو أن يشعر المنسِّق بشيء لإيصاله، و"أنا شعرت أنّها الرّسالة التي أرادت الفرقة إيصالها في عرضها الأخير". وفي رأيها، ليس مهماً أن يشعر جميع المتلقين بالرسالة نفسها والشعور نفسه، إنّما "الضروري هو أن يشعروا بشيء، وأن يتم التأثير بهم، فلغة الرقص كلغة الشِعر، وكلّ يفهم الشعر بطريقته ويتأثر بشكل مختلف".
 
و"الرقص ليس لغة موحَّدة"، في رأي عساف، التي تعطي مثال الكلمات في لغة معيّنة، فـ"إذا ما أردنا ترجمة أيّ لغة، فلن نحصل على ترجمة دقيقة، والحال نفسها مع الجسد، إذ يتعامل كلّ فرد مع جسده بطريقته". 
 
وعن المؤثرات البصريّة والصوتيّة وأهمّيتها في التأثير بهذه العروض، تؤكّد عساف أنّها تحتلّ 9 من 10 في هذا النوع من الرّقص الاستعراضي، من حيث الأهمية، بينما قد تحظى في أنواع أخرى من الرقص، بأقلّ من 6 إلى 10 في سلّم الأهمية. وما هو أكيد، أنّ هذه المؤثرات تُضيف سهولة في فهم وإيصال الفكرة إلى الجمهور، وحضور  عرض مماثل من دون أن ترتدي الفرقة الزيّ المناسب ودون إضاءة ملائمة، لن يوصل الشعور نفسه للمتلقّي. هذه المؤثرات تضعه في الجو المناسب للرسالة والفكرة، وتساعده على السفر في رحلة مدّتها دقائق، لكون جميع عناصر العرض هي مكمِّلة لبعضها.