الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

طوابير لبنان تتمدّد... الانتظار لساعات أمام مراكز الأمن العام!

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
الانتظار لساعات أمام مراكز الأمن العام!
الانتظار لساعات أمام مراكز الأمن العام!
A+ A-
طوابير "لبنان" تتمدّد من البنزين، إلى الأفران، فمراكز الأمن العام وغيرها، حيث يشتكي المواطنون منذ مدّة اضطرارهم إلى التوجّه منذ ساعات الفجر الأولى إلى تلك المراكز لحجز دورٍ لهم، وتقديم طلب الحصول على جواز سفر جديد أو تجديد القديم منها.
 
أسئلة كثيرة يطرحها اللبنانيون عن الأسباب التي تفرض عليهم كلّ هذه المشقّة أمام مراكز الأمن العام، ويُجيب عنها العميد رمزي الرامي، رئيس دائرة العلاقات العامة في الأمن العام بالقول: "نحن ندعو الناس إلى قصد مراكز الأمن العام عند الساعة الثامنة صباحاً، إلا أنهم يتوجّهون باكراً للحصول على دور، فيبقون خارجاً، ويقومون بتنظيم أنفسهم إلى حين فتح أبواب المراكز بين الساعة السابعة والسابعة والنصف صباحاً، حين نبدأ توزيع أرقام عليهم".
 
 
أسباب الزحمة
وعن ارتفاع الطلب على جوازات السفر أجاب: "نعم ارتفع عدد الطلبات إلى الضعف تقريباً؛ وذلك يعود لأسباب عدّة، منها أن المغتربين الذين قصدوا لبنان للاصطياف مع الأهل يفضّلون تجديد جوازاتهم في لبنان؛ فتكلفته تصل إلى 35 دولاراً فيما ترتفع التكلفة إلى 200 دولار أو 300 دولار في الخارج، كما أن البعض يقوم بتجديد جوازات السفر لكوننا في السنة الخامسة لبدء الجوازات البيومتريّة، إضافة إلى الشائعات المتداولة عن أن تكلفة جوازات السفر سترتفع، أو أن الأوراق المستخدمة لجوازات السفر ستنفد، فضلاً عن أن الناس لا تقصد المراكز القريبة من منازلها، بل يتوجّه معظمهم إلى دائرة العلاقات العامة في العدليّة، حيث يتمّ دفع بدل خدمات 210 آلاف ليرة للحصول على جواز السفر في نفس اليوم؛ وكلّ ذلك أدّى إلى الضغط على مركز واحد بدلاً من توزّعه على 60 مركزاً في لبنان".
 
 
خطوة لحلّ المسألة
وعن البيان الصادر اليوم عن المديرية العامة للأمن العام، الذي جاء فيه أن المديرية "ستقوم اعتباراً من تاريخ 13/08/2021 باستقبال طلبات جوازات السفر في دائرة العلاقات العامة، وفي المراكز الإقليمية كافة، بشكل اعتيادي خلال الدوام الرسمي، من دون الحاجة للاستحصال على رقم مسبق قبل الدخول. ويهمّ هذه المديرية أن تشير إلى أن الازدحام الحاصل أمام مراكز الأمن العام يعود إلى تهافت المواطنين غير المسبوق على تقديم طلبات جوازات سفر"، علّق العميد رمزي: "في فترة من الفترات كنّا نستقبل عدداً محدوداً في المراكز. الآن، أصبح العدد مفتوحاً، وكلّ شخص يريد جواز السفر كي يمكنه التوجّه إلى المركز القريب من منزله ضمن الدوام الرسمي، أي من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثالثة والنصف من بعد الظهر باستثناء يومي السبت والأحد".
 
 
الطلب تضاعف ثلاث مرات
مختار الأشرفية إيلي صباغة أكد لـ"النهار" أن الطلب على معاملات جوازات السفر ارتفع نحو ثلاث مرات، في وقت لا يوجد إخراجات قيد في دوائر النفوس والأحوال الشخصية.
 
وعن كيفيّة تسيير أمور المواطنين، قال: "المديرية العامة للأمن العام وافقت على تجديد إخراجات القيد الصادرة منذ العام 2017، إلا أنّه ليس جميع المواطنين يملكونها، ما يعني أن الحلّ لن يطال كلّ الراغبين في الحصول على جواز سفر"، لافتاً إلى أن ما يحصل مهزلة "فكل شيء مقطوع في هذا البلد، إذ كان يجب على الدولة تلزيم شخص قبل نفاد إخراجات القيد".
 
 
"المهم فلّ من لبنان"
"هناء ق." واحدة من الذين قرّروا مغادرة لبنان بحثاً عن مستقبل لها خارج وطن لم يؤمّن لها أدنى حقوق العيش الكريم. الشابة العشرينية، وبعد أن قصدت مركز الأمن العام في السوديكو، أطلعها عنصر أنّها إذا لم تكن على استعجال للحصول عليه فعليها أن تعود إلى ذات المركز بعد نحو 10 أيام؛ أمّا إذا كانت تريده على عجل فعليها التوجّه إلى مركز الأمن العام في العدلية، وشرحت لـ"النهار": "توجّهت إلى مركز السوديكو عند الساعة الرابعة فجراً، كنت الثانية في القادمين. وبعدها بربع ساعة بدأ الناس بالتوافد بشكل كبير. بقيت من دون نوم حتى الساعة السابعة والنصف حين وصل موظّف ووزّع الأرقام علينا. تمكّنت من الحصول على الرقم 2، ولو أنّني تأخّرت ربع ساعة لكان عليّ أن أنتظر حتى الظهر، وربّما بعده، لكي أنجز المعاملة. لكنّني أحمد الله أنّه عند الساعة الثامنة والعشر دقائق صباحاً دخلت إلى المركز، وأنهيت عملي، مع العلم أنه يتمّ توزيع 200 رقم في اليوم"، مشدّدة على أن "كلّ شي بهون بس فلّ من لبنان".
 
 
امتعاض كبير
كذلك هي حال سيرين التي قدمت من السويد مع زوجها لزيارة الأهل في لبنان، حيث أرادت تجديد جواز سفرها، فقالت: "أيّ بلد هذا الذي علينا الحرمان من النوم، والوقوف في طابور، في ظلّ خطر انتقال عدوى كورونا مع العلم أنّني حامل في شهري الرابع؛ كلّ ذلك لكي نحصل على دور، ما هو أكيد أن الدولة لا تحترم شعبها، وهذه آخر مرّة أزور لبنان فيها".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم