تبعات كارثية لأزمة المحروقات: الافران تقفل والغاز لأيام معدودة توقف خدمات الاتصالات في بعض المناطق و"ثورة فلاحين" في الافق

 

أزمة المحروقات تضرب كل القطاعات ومنها ما يطاول لقمة عيش المواطن وصحته، من مستشفيات وأفران ومطاحن وزراعة وغيرها. فقد أشار أمين سر نقابة الأفران في بيروت وجبل لبنان ناصر سرور الى انه أجرى إتصالا بوزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال راوول نعمة وأبلغه ان عشرات الأفران اغلقت ابوابها، وكان جواب نعمه: "انا ما خصني روحو شوفو وزارة الطاقة". من جهته، أكد نقيب أصحاب الافران علي ابرهيم أن ربطة الخبز في الافران لا تزال تباع على السعر الرسمي اي بـ4000 ليرة. وقال: "أما في ما يتعلق بالمحال، فليس من مسؤوليتنا، إذ يتم التداول بأن الربطة تباع في بعض المناطق بحوالى 15 ألف ليرة، ونحن كأفران نلتزم السعر الرسمي رغم التحديات والصعوبات التي نواجهها". وعن احتمال إقفال الافران غدا، قال: "وعدونا بتوزيع المازوت على الافران والمطاحن، لكننا لم نر شيئا". وسأل: "ماذا ينتظرون ولماذا لا يفون بوعودهم رحمة بالمواطن؟". وتابع "سيقفل الكثير من الافران التي نفد لديها المخزون، فيما بعضها ما زال لديه القليل وسيبيع داخل صالاته، انما لن يوزع للمحال". 

 

بدوره، اعلن رئيس نقابة العاملين وموزعي الغاز وخبير النفط والغاز فريد زينون ان "مخزون الغاز لا يكفي الا لخمسة ايام". وطالب مصرف لبنان بـإعطاء الموافقة المسبقة حتى تتمكن الباخرة الموجودة في عرض البحر منذ 20 يوما من الدخول، مشيرا الى انها تحمل 5000 طن، وهناك باخرة آتية بعد 4 ايام تحمل 9000 طن". واوضح ان الغاز والبنزين والمازوت لا تسلم، فمصرف لبنان يسعر على 20000 ليرة للدولار ووزارة الطاقة تسعر على 3900، وناشد "المعنيين عقد اجتماع حالا للاتفاق على السعر لان المواطنين لا يمكنهم التحمل في ظل انعدام اي من مقومات الحياة".

 

ومن تبعات أزمة المحروقات، إعلان "هيئة أوجيرو" عبر صفحتها على "فايسبوك" انه "نظرا لنفاد مادة المازوت توقفت خدماتنا ضمن نطاق سنترالات عكار العتيقة، فنيدق، حرار، حيصا، ساحل عكار، العبودية، العريضة وعدد من المناطق المجاورة. و‏باشرت فرقنا الفنية العمل على متابعة الموضوع". أما وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال طلال حواط، فقد نفى صحة ما ورد في الخبر الذي يتم تداوله عن أن وزارة الاتصالات ستقطع خدمة الانترنت اعتبارا من الشهر المقبل من الساعة 12 ليلا حتى الساعة 7 صباحا بشكل دائم.

 

أما على صعيد القطاع الزراعي، فقد حذر رئيس جمعية المزارعين اللبنانيين انطوان الحويك من "مغبة رفع الدعم عن المازوت والبنزين"، لافتا الى انه "بمجرد اعلان الاسعار الجديدة على اساس اسعار السوق السوداء، فان ثورة الفلاحين ستنطلق لتطيح جميع الفاسدين الذين وضعوا يدهم على مقدرات البلاد". وأكد أن الانتاج الزراعي سيتوقف في الكثير من القطاعات وسيتم تلف الكثير من الزراعات الحقلية. ولفت الى ان قطاعات الانتاج والنقل ومبيعات التجزئة ستكون ضحايا قرار وقف الدعم، فبالاضافة الى تدني القدرة الشرائية لدى اللبنانيين من جراء ارهاقهم بمصاريف لا قدرة لهم على تحملها ولا سيما ان اكثر من 75 في المئة من اللبنانيين ايراداتهم محدودة وبالعملة اللبنانية، فإن مصاريف الانتاج والنقل والتوزيع لا قدرة لأصحاب العلاقة على تحملها وسيتوقف النقل والتوزيع والانتاج بشكل اساسي. وبالنسبة للبطاقة التمويلية قال: "ان الحد الادنى المطلوب لعائلة من خمسة افراد هو 500 دولار اميركي، وان ما ينشر عن دعم بمبلغ 15 دولارا للشخص هو استغباء للبنانيين". وفند الحويك بعض المصاريف الشهرية لعائلة متوسطة الحال من 5 افراد بعد تحرير اسعار المحروقات ومنها: "كهرباء موتور 5 امبير: 5 ملايين، مازوت للتدفئة ( 1/2 تنكة يوميا) نحو 4 ملايين، بنزين 7 تنكات عند 2,5 مليوني ليرة ، طعام على اساس 4 كلغ لحم عند مليوني ليرة، بالاضافة الى الادوية عند مليوني ليرة. بالتالي، الحد الادنى من المصاريف هو 15 مليونا شهريا لمعدل معاشات شهرية في القطاعين الخاص والعام 3 ملايين ليرة، فالمساعدة لا يجب ان تكون اقل من 10 ملايين ليرة اي ما يعادل 500 دولار".