الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

حريق منشأة الزهراني... ما هي آثاره البيئية والصحية، وما مدى خطورته؟

المصدر: النهار
حريق منشأة الزهراني (تصوير حسام شبارو)
حريق منشأة الزهراني (تصوير حسام شبارو)
A+ A-
اندلع حريقٌ كبيرٌ في واحد من خزّانات المحروقات في منشآت الزهراني النفطيّة، فسبّب هلعاً لدى المواطنين الذين تخوّفوا من إمكانيّة انفجاره. وقد أكّد وزير الطاقة والمياه وليد فياض  أنّ "الخزان المشتعل هو خزان بنزين تابع للجيش موجود في المنشآت ويحوي كمّية معيّنة من المحروقات. تمّت السيطرة على الحريق، وباتت المنطقة آمنة حالياً، في وقت تتداعى أسئلة كثيرة حول آثار الحريق المختلفة، خصوصاً تلك المتعلّقة بالصحة والبيئة.  
 
ونسأل في هذا الإطار، ما هي الآثار السلبيّة التي خلّفها هذا الحريق بيئيّاً؟ وما مدى خطورة الحريق واحتمال أن ينفجر الخزّان؟

يؤكّد مدير برنامج تغيّر المناخ والبيئة في معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية، في الجامعة الأميركية في بيروت، نديم فرج الله، في حديث لـ "النهار" أنّ "المصيلح والعقيبة وجوارهما تعرّضت للتأثّر بنسبة كبيرة من دخان الحريق، لأن الهواء أتى من الناحية الشماليّة الغربيّة، وعرّض مناطق جنوب شرق الخزانات للتلوّث. وهذا الدخان امتدّ زمنيّاً لما يقرب من 3 ساعات ونصف"، مشيراً إلى أن "أكثر مكوّنات البنزين التي تُثير الخوف هي أوكسيد النتروجين، فهو من الملوّثات الهوائيّة التي تساعد على تكوين المطر الحمضيّ، لا سيّما في غياب المطر المائي؛ فهذا المطر سيصعد في الهواء والجوّ، وينسحب بعيداً". 
 
ويُشدّد فرج الله على أنّ "الأمر المخيف والآني هو خروج الجزيئيّات من الحريق، وسقوطها أرضاً على شكل "شحتار". وإذا ما تمّ تنشّقه، يسبّب مشكلات صحيّة بالتأكيد"، مضيفاً أنّه "في مكان الحريق، الماء الذي أُخمِد به الحريق في مرحلة التبريد، سيجري وسيصل إلى البحر، وهو قريب جداً منه، وهي تحتوي على ملوّثات ضارّة بالنباتات والثروة الحيوانية".
 
تصوير حسام شبارو
 
لكن ما يشفع في ما جرى - وفق فرج الله - أنّ "الحريق حدث خلال مدّة قصيرة، والكمّيات المستخدَمة من رغوة لإخماد الحريق، ومن ماء لتبريد المكان، أقلّ بكثير من التي تُستخدم لإخماد حريق كبير لمدّة طويل"، مشيراً إلى أنّ "الأضرار كانت لتكون أكبر، لو كان الهواء جنوبيّاً غربيّاً، ولكانت منطقة صيدا تضرّرت بشكل كبير". 

في سياق متّصل، يشرح الباحث في مجال الطاقة في معهد عصام فارس في الجامعة الأميركية في بيروت، مارك أيوب، في حديث لـ "النهار"، بأنّ "البنزين والمازوت مادّتان قابلتان للانفجار، وكميّة البنزين التي احترقت في منشأة الزهراني لم تصل إلى قعر الخزان لكي تنفجر، بل الكمية التي تطفو على سطح الخزان هي التي احترقت، ولو لم تتمّ السيطرة على الحريق، لكان انفجر الخزان بالطبع"، لافتاً إلى أنّ "الكمّيات المتبقّية من البنزين في الخزان لم تعد قابلة للاستخدام، ويجب تفريغها بطريقة علميّة ودقيقة منعاً لتسرّبها إلى جوف الأرض والبحر". 
 
تصوير مارك فياض
 
أمّا عن مخاطر هذا الحريق، فهناك شقّان - بحسب أيوب -: الأوّل هو تسرّب المحروقات إلى البحر والشاطئ من المنشآت التي تقع في مكان قريب جداً منهما. أمّا الشق الثاني، فهو الانبعاثات السّامّة التي خرجت من الحريق، وستبقى في طبقة الهواء لفترة معيّنة فوق منطقة الحريق والمنطقة المجاورة، بحسب اتجاه الرياح، وسيحتوي هذا الهواء على انبعاثات كربونية هي الأكثر خطورة لدى احتراقها، إذ ستكوّن سُحُباً سوداء، يجب التنبّه لها وعدم تنشّقها وإغلاق النوافذ في المنازل المحيطة لعدم دخولها إليها". 
 
وهناك خطر يجب الالتفات إليه، على ما ذكَرَ أيوب، وهو انتقال الحريق إلى أماكن أخرى. وبالتالي، يجب معرفة سبب الحريق، سواء أكان عملاً أمنيّاً أم احتكاكاً كهربائيّاً، منعاً لعدم انتقاله إلى مكان آخر، خصوصاً أنّ هناك معملاً لإنتاج الكهرباء في الزهراني. 
 
تصوير مارك فياض
 
تصوير مارك فياض
 
 
تصوير مارك فياض
 
 
 
  
 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم