السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

تهافت هستيريّ على السوبرماركت... "الناس فوق بعضها" فهل هكذا نواجه كورونا؟

المصدر: "النهار"
تصوير حسام شبارو.
تصوير حسام شبارو.
A+ A-
كان ينقص الناس أن تخبرهم الدولة بأنّها ستقفل السوبر ماركت حتى يزداد هلعهم هلعاً! فراحوا يتهافتون بشكل هستيريّ لشراء الموادّ الغذائية مخافة مرور أيام وهم في الحجر، مع ما يعنيه ذلك من نقص في هذه الموادّ، وخصوصاً مَن يشترونها "اليوم بيومه"، لأسباب عديدة منها طبعاً الوضع الاقتصادي الصعب، والإقفال العام، وارتفاع سعر المنتجات.
 
 
إذاً، "الناس فوق بعضها" في السوبر ماركت، وحتى في محالّ السمانة أو الميني ماركت، يهرعون للتموّن وكأنّ المجاعة مقبلة في مشهد موجع من مَشاهد هذا البلد الذي يُحتضر. يبقى السؤال، هل هكذا نواجه كورونا؟ بتخويف الناس و"إرغامهم" على التهافت دفعة واحدة من دون الإجراءات المطلوبة؟ صحيح أنّ كثراً انتقدوا التراخي في الاستثناءات، لكن أن يطال الأمر لقمة المواطن فهذا ما لا طاقة للبلد على احتماله. وفي انتظار قرارات المجلس الأعلى للدفاع لتبيّن ما هي التوصيات التي أُخذت في الاعتبار وما هي التي لم يؤخذ بها، وحتى حصول ذلك، تبقى الأنظار على الاكتظاظ الذي سبّبه الهلع، والأمل ألا يرفع من نسبة الإصابات بدل الحدّ منها.
 
في جولة على سوبرماركت "سبينيس"، يمكن توقّع تهافت الناس في الداخل من زحمة سيارات الزبائن المركونة في الخارج. هو يوم الاثنين الذي يحمل معه سعيَ الأسبوع كلّه، لكنّه حمل معه هذا الأسبوع تمويناً إضافياً وتهافتاً لشراء المواد الغذائية وغيرها، تحضيراً للإقفال الشامل والتام الذي تتّجه نحو تنفيذه الحكومة. وعلى صندوق المحاسبة، يقف الناس بالصف برفقة عرباتهم الممتلئة.

الموظفون يملؤون الرفوف بكلّ أنواع السلع، ولا نقص لافتاً فيها. لكن في استصراح لبعض الزبائن، فهم يؤكّدون على أنّ بعض السلع غير موجودة، ويُجمِعون على ضرورة الإقفال التام لأكثر من أسبوع.

امرأة تجرّ عربة مليئة بالمواد الغذائية، ويظهر في العربة عدد مضاعف من كل سلعة ،"أنا أموّن قبل الإقفال التام طبعاً، وكان من المفترض أن يطبَّق هذا الإجراء منذ رأس السنة، والآن يجب أن تقفل البلاد لشهر كامل، ولم ألحظ أي نقص في السلع". في الخط الموازي، رجل منهمك بتعبئة عربته، ويظهر جلياً أنّه يملؤها لفترة طويلة، ويقول :" قالوا أنّهم سيقفلون البلد لمدة أسبوع لذا جئت للتموين، إذ لا يسعنا القيام بشيء خلال الإقفال سوى تناول الطعام، لكن هناك بعض السلع التي لم أجدها لشرائها، وأنا أعمل في قطاع الألبسة وهو من أكثر القطاعات التي تضررت جراء الأزمة الاقتصادية وانتشار كورونا، لكنّني أطالب بالإقفال لشهرين كاملين رغم الضرر المادي الذي سيلحقني، إنّما لا يمكن العبور إلى برّ الأمان إلّا بهذه الطريقة".
 
من جهتها، امرأة تحمل سلة تضع فيها بعض الأغراض لتتموّن لأسبوعها، ولم تقصد السوبرماركت للتموين تحسّباً للإقفال لأنّه لم يؤكَّد القرار بعد، لكن لدى إعلانه ستهرع فوراً للتموين، وفق قولها.

وعن وضع السوبرماركت في ما يتعلق بحركة الناس ومخزون السلع، يؤكّد المسؤول في أحد فروع السوبرماركت، أنّه "هناك حركة كبيرة"، لافتاً إلى أنّ "هذا أمر طبيعي بعد معرفة الناس بتوجّه الدولة إلى الإقفال التام في اليومين المقبلين".

ويشير إلى أنّه "لا انقطاع في أي من السلع وجميعها موجودة، ورغم التهافت، نحرص على التزام جميع إجراءات الوقاية اللازمة من تباعد وتحديد عدد معيّن من الزبائن داخل السوبرماركت".
 
هنا جولة بالصور والفيديو للزميل حسام شبارو في سوبر ماركت رمال
 
من جهتها، دعت نقابة مستوردي المواد الغذائية برئاسة هاني بحصلي المواطنين، وفي ظل تفشي وباء كورونا، الى توخي الحيطة واعتماد كل الاجراءات الوقائية حفاظاً على سلامتهم وسلامة الآخرين.

وإذ أكدت أنّها تتفهم إقبال المواطنين على شراء المواد الغذائية مع التوجه لإقرار الاقفال العام لفترة اسبوع، إلا أنها اعتبرت ان التهافت الحاصل ليس في محله ومن شأنه زيادة تفشي الوباء.

وطمأنت النقابة المواطنين الى توفر المواد الغذائية في مخازن المستوردين من كافة الاصناف المعروضة في السوق وبكميات تكفي البلد لمدة شهرين على الاقل، مؤكدة أنها حاضرة على الدوام لسد أي نقص في أي مادة من المواد الغذائية في حال حصوله.

ودعت النقابة المواطنين الى شراء حاجياتهم فقط بالمقدار الذي يكفيهم لمدة اسبوع، منعاً لحصول الازدحام في السوبرماركت والمحال التجارية الذي يزيد من خطر تفشي الوباء.

وإذ اعتبرت النقابة أنّ البلد على مفترق خطر جراء تفشي وباء كورونا وتراجع قدرة القطاع الطبي والاستشفائي على استيعاب الأعداد المتزايدة من الإصابات بالفيروس، شددت على ضرورة اعطاء الأولوية للسيطرة على الوباء وحماية اللبنانيين.

الا أنّ النقابة شددت في الوقت نفسه على ضرورة إعتماد الدقة والمنطق العلمي وإخضاع اي قرار في هذا الشأن لدراسة مشبعة والأخذ في الاعتبار مصلحة المواطنين من كافة جوانبها، وعليه فإن النقابة تدعم أي اجراء ستتخذه الدولة في هذا الإطار بما فيه الاقفال العام.

 
 
تصوير مارك فياض امام wooden bakery جل الديب
سبنيس الجناح تصوير حسام شبارو
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم