الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

ما هي ظاهرة "المواطنيات الحرجة" وكيف تنعكس على واقعنا؟

المصدر: "النهار"
روزيت فاضل @rosettefadel
نموذج للمواطنيات الحرجة "النهار"
نموذج للمواطنيات الحرجة "النهار"
A+ A-

دعا مركز تموز للدراسات والتكوين على المواطنية إلى ورشة تفكير ونقاش بعنوان "المواطنيات الحرجة" بالتعاون مع مؤسسة هانس زايدل الألمانية في قاعة المحاضرات في فندق "فيكتوري" في جبيل يومي السبت والأحد 12 و13 كانون الأول 2020 بمشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين وطلاب الدراسات العليا والمهتمين.

 

"المواطنيات الحرجة"، بحسب الدكتور علي خليفة منسق أعمال الورشة، يمكن ترجمتها في العالم كله من خلال موجات الاحتجاجات التي تعم العالم وتجتاح كل المجتمعات الديموقراطية منها وغير الديموقراطية، عالم ثالث وعالم متقدم: "من حركة السترات الصفر، وصولاً الى المتظاهرين ضد العولمة مروراً بالمحتجين في العالم العربي"، مشيراً إلى أنها "ظاهرة حديثة للغاية و"المواطنيات الحرجة" هي من سمات مجتمعات ما بعد الحداثة، وبهذا المعنى فإن مشاعر عدم الرضا والتشكيك بالأنظمة السياسية القائمة لا تزال راهنة ولَم يتم تخطيها بعد".

 

 عدم الرضا

هكذا عرض منسق أعمال الورشة الدكتور علي خليفة، أستاذ التربية على المواطنية في الجامعة اللبنانية، لأهمية موضوع ورشة العمل عن "المواطنيات الحرجة Critical Citizenship ،" وتعريفها بالنسبة له "هي مشاعر عدم الرضا حيال الأوضاع العامة في مجتمع ما، وسياسات الدولة لا سيما منها الاجتماعية، والاقتصادية، والمالية، والصحية، والخدمات العامة".

وأكد الدكتور خليفة أن "المواطنيات الحرجة تظهر على شكل  مشاعر عدم الرضا، التي تنقلب إلى التشكيك في أطر الديموقراطية وآليات عملها وحتى الاتجاه نحوها، بحيث تصبح حركة الاحتجاجات، محلياً وإقليمياً وعالمياً، هي السمة العامة للمطالبات الشعبية على اختلاف الأنظمة السياسية للتشكيك بالنظام السياسي حتى الديموقراطي منه".   

وقال: "إذن مشاهد عديدة يجمعها عدم الرضا والتشكيك بالسلطات في تجربة لبنان مثلاً.  هذه المشاهد من التشكيك على اختلاف أسبابها في كل مجتمع هي "المواطنيات الحرجة".

 

واعتبر خليفة أن "المواطنيات الحرجة" تعكس تعثر الأنظمة عن تلبية حاجات المواطنين أو مصادرة حقوقهم تحت ذرائع متنوعة، منها الصحية ومنها الأمنية، وتظهر تجلياتها في المشهد السياسي منذ ثورة 17 تشرين حتى اليوم حيث كانت النقمة المتصاعدة على تردي الأوضاع العامة في البلاد والتدهور الاقتصادي، الأرضية التي وحدت الساحات وراء رفض مشترك لكل ما هو

 قائم".

المواطنية التشاركية

أضاف خليفة أن "المواطنيات الحرجة شكلت نهايات لنماذج من المواطنيات ظلت لفترة طويلة متآلفة مع السلطات السياسية كالمواطنية الصالحة والمواطنية الفاعلة والمواطنية التشاركية... وجميعها تفترض أن الدولة يهمها دور المواطن في المجتمع لا طمس هذا الدور تحت مسميات شتى وضرورات تبيحها لنفسها أجهزة الدولة والقائمون على السلطة، ما يؤدي إلى تصاعد
.مشاعر عدم الرضا والتشكيك لدى المواطنين".

برنامج ورش التفكير

 

عدد خليفة محاور الورشة بدءًا بالمواطن ودوره تجاه إلزامات النظام الصحي حيث تمت إدارة أزمة جائحة كوفيد-19 من قبل السلطات السياسية والصحية، عالمياً ومحلياً، بأشكال متفاوتة على اختلاف نماذج الانتشار الوبائي واستجابات السياسيين وأصحاب القرار. فانعكس تقصير الأنظمة السياسية والمنظمات الصحية على حياة المواطنين وأنماط عملهم وإقامتهم وحالتهم النفسية وعلاقاتهم الشخصية والاجتماعية.

والمحور الثاني يتطرق إلى دور المواطن وإلزامات النظامين الأمني والمالي حيث استفحلت الأزمات الاقتصادية والمالية في العالم بأسره وفي لبنان على وجه التحديد، مع تراجع حاد في مؤشرات النمو وتدابير غير مسبوقة تنتقص من حقوق المواطنين، تارة بسبب الإقفال العام وطوراً من خلال ممارسات تجانب القانون والقاعدة الحقوقية، كما يحدث مع المصرف المركزي والمصارف التجارية. كما تقضم التدابير الأمنية المتخذة من الحقوق الأساسية للمواطنين، وسط تساؤلات جدية حول فعاليتها واستخدامها غطاءً من قبل السلطات تحت مسميات جدلية كالأمن الاستباقي والشامل والوقائي.

ويتطرق المحور الثالث إلى عودة الإيديولوجيات وضمور المواطنية وسط صحوة الجماعات الثقافية والإثنية وتضييقها على دائرة حقوق الإنسان كفرد وانفلاش العامل الديني في المجال العام.

ويعالج المحور الرابع بعنوان "حرج ما بعد الحقيقة في الفضاء السيبراني" ما أحدثته ثورة الإتصالات والمعلومات في العصر الرقمي لناحية تآكل وعي المواطنين وتنامي أدوات تجهيلهم المقصود من خلال التعليم من بعد والإدمان الإلكتروني كنمط حياة مفروض.

ويتطرق المحور الخامس إلى المواطنية والسياسة وما بعد الحداثة وتأثير غياب التفكير النقدي عن برامج التكوين على المواطنية وتنمية مهاراتها.

والمحور السادس والأخير يعالج "المواطنيات الحرجة" كظاهرة عالمية حيث تلف موجات الاحتجاجات اليوم المعمورة، وتعبر الحدود السياسية، ويدق وقع أقدام المحتجين عتبات الأنظمة والسلطات.

أمام هذا المشهد العارم، هل ثمة أزمة أنظمة بلغت حد فشل تلبية تطلعات المواطنين أم أنها أزمة تطال السياسة في ذاتها وفي المبادئ المؤسسة للحكمية؟.

 

[email protected] r

Twitter:@rosettefadel

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم