الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

اليوم الأول والأخير لها في الجامعة... سقطت إسراء ضحية "جسر المشاة" وإهمال الدولة

أسرار شبارو
أسرار شبارو
ورقة تسجيلها أضحت ورقة نعيها
ورقة تسجيلها أضحت ورقة نعيها
A+ A-
هي التي حلمت بالدخول إلى الجامعة، والحصول على شهادة لتواجه بها الحياة، فرحتها لم تسعها عند نجاحها في "الترمينال". قبل شهر توجهت إلى كلية الآداب والعلوم الانسانية في زحلة، حجزت لها مقعداً معتبرة أنها الخطوة الاولى في طريقها الجديد نحو تحقيق الهدف الكبير. لم تتوقع أن بلدها مقبرة للأحلام وأن عدم وجود جسر مشاة سيخطّ السطر الاخير من كتاب حياتها... هي إسراء ابرهيم أيوب، إبنة بلدة المنارة ـ البقاع الغربي، التي رحلت اليوم في حادث صدم مرّوع.
 
اليوم الأول والأخير في الجامعة
 
استيقظت إسراء في الصباح، ودّعت عائلتها قبل أن تتوجه إلى الجامعة، وبحسب ما قاله أحد معارفها لـ"النهار": "طلب منها والدها مراراً إيصالها إلا أنها رفضت مصّرة أن تعتاد الذهاب وحدها والاتكال على نفسها، وما إن أوصلها الباص عند الساعة التاسعة والنصف، وأرادت اجتياز الاوتوستراد، حتى مرّ فان لنقل الركاب مسرّعاً، صدمها وفرّ من المكان قبل أن تبدأ اليوم الاول لها في الجامعة"، وأضاف: "سقطت ابنة الـ17 سنة على الارض لافظة آخر أنفاسها على الفور، تم نقلها إلى مستشفى زحلة الحكومي جسد بلا روح"، في حين قال مالك أيوب، ابن عم والد الضحية، لـ"النهار": "فرّ السائق من المكان تاركاً إسراء إلى المصير الذي فرضه عليها، رحلت الفتاة الذكية والمجتهدة التي خططت لمستقبلها وإذ بإنسان متهور يوقف عدّاد زمن عمرها لندفنها اليوم عند الساعة الثالثة والنصف من بعد الظهر، فبدلاً من أن تفرح عائلتها بنجاحها وتخرجها من الجامعة احترق قلبها على فلذة كبدها".
 
والد الضحية ابرهيم أيوب قال لـ"النهار": "كانت إسراء تهمّ بالنزول من الفان لجهة اليمين حين مرّ باص وصدمها قبل أن يفر من المكان"، وأضاف: "التقصير لا يتعلق فقط بالبنى التحتية بل بملاحقة المجرمين الذين يسرحون ويمرحون على الطرق"، مشيراً إلى أنها "المرة الاولى التي قصدت فيها الجامعة وحدها، فقد كنت دائماً أعمل على إيصالها أينما كانت وجهتها، إلا اليوم، فقد أصرت أنها يمكنها القيام بذلك وحدها، لكن للأسف خرجت للمرة الأولى وحدها ولم تعد إلا إلى المقبرة"، مؤكداً أنه سيتوجه غداً إلى مفرزة سير زحلة لرفع دعوى على المجرم.
 

غضب و"نيّة"
 
"جسر للمشاة قبالة الجامعة اللبنانية في زحلة كان قادراً على إنقاذ إسراء"، عبارة كررها رواد موقع التواصل الاجتماعي"فايسبوك"، حيث عبّروا عن سخطهم من مسؤولين أبعد ما يكونون عن المسؤولية، لا يبالون بأرواح المواطنين، فقبل إسراء عشرات الضحايا سقطوا في المكان بسبب الإهمال؛ عن ذلك علّق مدير عام الطرق في وزارة الاشغال والنقل طانيوس بولس في اتصال مع "النهار": "منذ سنة قررنا إنشاء جسر للمشاة في زحلة إلا أن الظروف المادية والاقتصادية حالت دون ذلك، والأمر لا يتوقف عليه بل نحن في صدد إعداد ملفات تلزيم لـ 8 جسور للمشاة في مناطق لبنانية مختلفة وأولها في زحلة على أمل ان تتوافر الاعتمادات لها".
إسراء ضحية للإهمال
 
النائب جورج عقيص كتب في صفحته على "فيسبوك": "إسراء ابراهيم أيوب ضحية جديدة للإهمال المزمن والتقصير في حماية أرواح المواطنين. صبية في مقتبل العمر تسجلّت في كلية الآداب في الجامعة اللبنانية في زحلة وقضت بعد صدمها من قبل سيارة على أوتستراد الموت. متى تبنون جسراً للمشاة؟ متى تنقذون أرواحاً بريئة ذنبها الوحيد أنها تعيش في وطنٍ يُغتال أبناؤه يومياً؟"، مرفِقاً المنشور بصورة للاوتوستراد.
من جانبه، نعى مجلس طلاب الفرع في كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة ـ الفرع الرابع، الطالبة المأسوف على شبابها الزميلة "المرحومة إسراء ابراهيم أيّوب".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم