الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

جامعة الوطن اليتيمة

المصدر: "النهار"
Bookmark
الحامعة اللبنانية.
الحامعة اللبنانية.
A+ A-
البروفسور كميل حبيب*الجامعة اللبنانية تبدو اليوم يتيمة لفقدانها دعم الأب (أي الدولة) وحنان الأم (أي أهلها). ولذا، فإن هذا البحث سوف يعالج الأسباب الجوهرية التي أوصلت الجامعة الوطنية على ما هي عليه من خوف على المصير؛ هذا المصير الذي بات بحكم مسؤولياتها الأكاديمية والوطنية مرتبطاً عضوياً بمصير الوطن اللبناني، تماماً كما جاء في المادة الأولى من قانون إعادة تنظيم الجامعة رقم 75/67 الصادر بتاريخ 26-12-1967.وهكذا، وعلى عكس كل مؤسسات التعليم العالي العاملة على الأراضي اللبنانية، يبقى دور الجامعة اللبنانية استثنائياً على المستويين العلمي – المعرفي والوطني – الإنساني. فإن كانت ولادة الجامعة ثمرة نضال الطلاب والأساتذة وبعض القادة الوطنيين، فإن أزمتها اليوم هي نتاج منظومة فاسدة ومفسدة ارتقت بافتئاتها على حقوق الجامعة، وبسلب استقلاليتها، وبجعلها بؤرة للتجاذبات المذهبية، ارتقت إلى مستوى الخيانة الوطنية. إن صراع الجامعة اللبنانية، مرتبط أشد الارتباط بصراع الوحدة والتجزئة داخل المجتمع اللبناني الحديث والمعاصر.هذا يعني أن النظرة الخاطئة إلى مفهوم التعدّدية الثقافية وربط ذلك بالنظام الطائفي – الطبقي المتحكم بمفاصل الحياة اللبنانية قد أساءت إلى المجتمع نفسه، وأعاقت بناء الدولة الحديثة، ومنعت تطوّر الجامعة اللبنانية.تتميز الجامعة اللبنانية عن سواها من الجامعات والمعاهد الخاصة، لا في أنها الأكبر من حيث عدد الكليات والاختصاصات والطلاب، بل أيضاً أنها الأوسع ديموقراطية من حيث وجود كل الفئات الاجتماعية فيها. يكفي أن نشير إلى أن خريجينا لا يتنافسون مع أحد لأنهم الأوائل، وفي كافة الاختصاصات. وكعميد لكلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية أعتز بالقول إن الأوائل في امتحانات مجلس الخدمة المدنية ومعهد...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم