الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

كارثة بيئيّة متنقّلة لليوم الثاني... حرائق هائلة تلتهم الغطاء النباتي في لبنان (صور)

المصدر: "النهار"
حريق عكار بعد إخماد طرف منه.
حريق عكار بعد إخماد طرف منه.
A+ A-
في ظلّ انعدام السياسات الرادعة والخطط المحكمة لإدارة الأزمة، يستمرّ مسلسل الحرائق بالقضاء على الغطاء النباتي في منطق لبنانية عدّة، لليوم الثاني على التوالي، بوتيرة تُنذر بكارثة بيئية لا تقلّ عن حرائق 2019 ضراوة.
 
ففي عكار، اندلعت حرائق في خراج بلدات الدبابية وخربة الرمان على امتداد الضفة اللبنانية لمجرى النهر الكبير، حيث أتت النيران على مساحات واسعة من الأراضي الحرجية والبساتين والحقول الزراعية ، وعمل عناصر الدفاع المدني والأهالي على السيطرة عليها، إثر جهود كبيرة، رغم الصعوبات التي تسببت بها الرياح الجافة التي تضرب المنطقة.
 
 
وأفاد رئيس بلدية النورا منير عباس، أنه قد تمت السيطرة بشكل تام على الحرائق التي اندلعت في خراج البلدة، شاكراً الدفاع المدني والأهالي على الجهد الكبير الذي بذلوه، ولساعات طويلة، لحين تم اهماد النيران بشكل تام.

إلى ذلك بدأت منذ قليل طوافة تابعة للجيش اللبناني بالعمل على إخماد الحريق الذي كان اندلع أمس وتمدّد اليوم، ليأتي على مساحات جديدة في خراج بلدات عيات وعين يعقوب والشقدوف، ويتم تزويد خزان الطوافة من بحيرة عصام فارس في بينو القريبة من موقع الحريق.

ويأتي تدخّل الطوافة إثر تمدّد النيران باتجاه إحدى التلال التي لا يمكن لسيارات الإطفاء في الدفاع المدني بلوغها.
 
 
وكانت طوافات الجيش، باشرت منذ الصباح الباكر، عملية إطفاء النيران التي ما زالت مشتعلة منذ أكثر من 36 ساعة في أحراج خراج بلدات سفينة القيطع، جديدة القيطع وبزال وفي محلة كاف الشومر في منطقة عيون السمك. ولاحقاً، تمكّن عناصر الإطفاء في الدفاع المدني، تؤازرهم مروحيتان تابعتان لسلاح الجو في الجيش، من إخماد النيران التي اندلعت منذ أول من أمس بالاشجار الحرجية والمثمرة في النقطة الفاصلة بين بلدتي بزال وسفينة القيطع وصولا الى منطقة عيون السمك.
 
وكان حريق ضخم قد اندلع، أمس، في الأشجار الحرجية والمثمرة وكروم الزيتون في خراج بلدة شيخلار الحدودية، في عكار، وتتمدد النيران بسرعة في بساتين الزيتون التي لم يحن موعد قطافه بعد، بفعل الرياح الشمالية الجافة.
 
وفي منطقة فغري في خراج بلدة دوما (قضاء البترون)، شبّ حريق هائل أتى على عشرات آلاف الأمتار المربّعة من الأشجار الحرجية التي لطالما كانت تشكل مساحة خضراء خلابة على ضفاف طريق "سكة الشام"، التي تربط دوما ببلدة بلعة ضمن طريق درب الجبل اللبناني.
 

ولفتت البلدية في بيان إلى أنّ "الظروف المناخية الحارة والهواء القوي أدّيا إلى الإنتشار السريع للنيران في مكان لا تصل اليه الآليات، مما اضطرّ فرق الدفاع المدني بالتعاون مع فريق من الجيش وأبناء بلدة دوما، إلى العمل يدوياً وبالوسائل المتاحة، لمدة يومين متتاليين، على إخماد الحريق، وتدخّلت بعد ذلك طوافة تابعة لسلاح الجو في الجيش للمساعدة في إخماده نهائياً".
 
حرائق هائلة قضت على غابات واسعة في مناطق عدة، كما في الشوف والمتن الأعلى وعكار وجزين وصور، عنها أشار الدكتور جورج متري، خبير في الحرائق والغابات، في في حديث سابق مع "النهار"، إلى أنّ بيانات مؤشر خطر اندلاع الحرائق "أظهرت احتمالاً كبيراً لارتفاع معدلاتها". ويعود ذلك إلى عوامل الطقس المسيطرة، والمتمثلة بالتدنّي في مستويات الرطوبة في المناطق الداخلية، وارتفاع الحرارة التي ترافقت وهواء الجاف.
 
وفي سلعاتا، اندلع حريق كبير على شاطئ البلدة، وامتدّت النيران على مساحات من آلاف الأمتار من الأعشاب والقندول، وتوجّهت أربع آليات للدفاع المدني إلى المنطقة للعمل على محاصرته واخماده.
 
 
أمّا في كسروان، فقد تمكّنت فرق الإطفاء في الدفاع المدني من إخماد حريق اندلع بعد ظهر اليوم، وأتى على مساحات من الأشجار الحرجية والأعشاب اليابسة وأكوام من النفايات والإطارات غير الصالحة في بلونة.
 
الحرائق طالت المناطق اللبنانية كافّة، ولم تستثنِ محافظة واحدة أو قضاء. ففي الكورة، أخمدت فرق الدفاع المدني الحريق الذي اندلع في بلدة أميون قرب المنازل، وأتى على بعض أشجار الصنوبر والزيتون، في حين أن الحريق الذي اندلع في وادي فيع ما زال مشتعلاً حتى اللحظة لصعوبة وصول سيارات الإطفاء الى تلك المنطقة الوعرة والمغروسة بأشجار الزيتون والصنوبر.
 
 
 
حرائق مفتعلة
وفي حاصبيا، اندلع حريق هائل في مزرعة فشكول، امتدّ إلى أحراج معمّرة وبساتين زيتون، في اتجاه مزرعة زبدين في الأطراف الغربية لمزارع شبعا. وحضرت دورية تابعة للعدو الاسرائيلي مؤلفة من 7 آليات على طريق موقع ثكنة زبدين، وعملت على إشعال النار غرب الطريق المذكورة، حيث سمع صوت انفجار لغم أرضي وعدة طلقات نارية.
 
أمّا في البقاع الغربي، وتحديداً عند المدخل الشمالي لبلدة عيتنيت، قرب عين الدب، فجر اليوم، أتت ألسنة النيران على قرابة 30 دونما من الأشجار المثمرة والزيتون والحور. وكانت سيارات الدفاع المدني والهيئة الصحية الإسلامية وبلديات مشغرة وصغبين وعيتنيت وباب مارع، هرعت الى المكان وساهمت في تطويق الحريق ومنع امتداده الى أحراج البلدة، ما حال دون وقوع كارثة بيئية كبرى كانت ستطاول جبال مشغرة، صغبين وباب مارع.
 

وذكرت بلدية عيتنيت أن "الحريق مفتعل إذ أشعلت النيران عن سابق تصميم عند الرابعة والنصف صباح اليوم، ولولا تنبّه المارة وإبلاغ الأهالي لكان الحريق حاصر المنازل وأتى على مساحات واسعة من الأحراج والأشجار المثمرة في البلدة والمحيط".
 
وفي الشوف، ما زال الحريق، الذي اندلع أمس في المنطقة الفاصلة بين باتر ونيحا وجزين، مستمراً، رغم انحساره من جهة بلدة باتر، حيث تمت السيطرة على جزء كبير منه بالقرب من المنازل المأهولة.

وتستمر الجهود المضنية من قبل الجيش من خلال الطوافات العسكرية والدفاع المدني والحزب "التقدمي الاشتراكي" الذي ناشد أصحاب الصهاريج التوجه الى المكان للمساعدة على السيطرة على الحريق الذي طال الأحراج والمزروعات وبعض السيارات والبيوت.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم