"مياس" خلف الكواليس… المصمم إيلي خاطر يروي لـ"النهار" سحر المشهد

 
 "نستغرق وقتاً لنستحصل في نهاية العرض على نتيجة مبهرة تطرح تساؤلات لدى المشاهدين: أين اختفى الرّيش؟ وكيف تبدّلت الثياب بهذه السرعة؟"، يقول إيلي خاطر، مصمّم المؤثرات البصرية والمخرج الإبداعي في "ميّاس" لـ"النهار". الفرقة اللبنانية تقترب خطوة من اللقب بعد تأهّلها للنهائي في مسابقة المواهب الأضخم عالمياً "America’s Got Talent". منذ ظهورها في النسخة العربية من البرنامج، كانت لافتة جودة الإنتاج التي قدمته "ميّاس" في عروضها.
 
الرقصات التي تظهر على المسرح، لا تقل ضخامة عما هو "خلف الكواليس" من ناحية الأزياء والمؤثرات البصرية. "العين الثالثة"، هو اللقب الذي أعطته "ميّاس" لإيلي خاطر. وهو يهتم بكافة التفاصيل التي تظهر على المسرح، من شعر ومكياج وإضاءة بالتعاون مع نديم شرفان، مؤسس "ميّاس" ومصمّم الرقص. لا تُستنسخ حضارة معيّنة في اختيار نوع الملابس، بل تتم بلورة الفكرة بحسب ما ستقدمه الرقصة.
تعتمد الفرقة أزياء لا تسبّب الإرباك للراقصات أو تعرّضهن للسقوط خلال تأدية الرقص. وتلعب دائماً على أسلوب خداع المشاهدين مثلاً أن "نخفي الأجنحة أو الريش تحت اللباس الظاهر، ونحرص على تخبئتها من دون رميها على أرضيّة المسرح"، يقول خاطر. يثق شرفان مؤسّس "ميّاس" بخاطر، والتعاون بينهما سلس وفيه الكثير من الإيجابية.
 
وبحسب مصمّم المؤثرات البصرية، فإنّ شرفان سخي في ما يقدّمه لـ"ميّاس"، مثلاً "بعض الأحيان أقول له إن هذا التاج باهظ الثمن، لكنّه لا يمانع ويقول إنّ هذا المسرح العالمي يستحق هذه التكلفة لأنّنا نقدّم عليه عرضاً واحداً". ويدفع شرفان من ماله الخاص ولا يوجد أي تمويل لـ"ميّاس". كما أنّهم يضطرّون أحياناً لتصميم أزياء ودفع مبالغ كبيرة عليها ومن ثمّ لا يتناسب مع العرض فيتخلّون عنه ويخسرون المبلغ الذي تكلّفوه.
 
في عرض نصف النهائي، تطوّر أداء الفرقة ليشمل الرقص التعبيري إلى جانب حركات اليدين التي اعتُمد عليها بشكل أساسي في عروض سابقة. "تنّين ميّاس" الذي ظهر في هذا العرض، وألوان الطبيعة، وتناسق ذلك مع الموسيقى والخلفيّة البصرية أظهر الإبداع والمجهود الذي كُلِّلَ لهذا العرض.
 
عند اختيار فكرة معينة، لا يمكن تصميم اللباس لراقصة واحدة، بل للراقصات الـ37. في العرض نصف النهائي تم تصميم لباسين إلا أنّهما لم يخدما الفكرة، فأعيدت حياكة الملابس. ويشير خاطر إلى أنّ كل الأقمشة والإكسسوارات التي استُخدمت في العروض، استُقدمت من لبنان وليس من الولايات المتحدة الأميركية.
 
تختلف الراقصات عن بعضهن من حيث الطول والوزن، "وهو ما يجعلنا نصمّم اللباس والرقصة بطريقة لا تُظهر هذا الاختلاف بينهن على المسرح، وكأنهن راقصة واحدة"، يردف خاطر. خلال تمارين "ميّاس" في لبنان، تمّ الاتفاق على تقديم العرض بصورة معيّنة، إلا أنّها لم تتناسب مع المسرح الضخم في "America’s Got Talent". اضطرّت الفرقة في حينها لزيادة مؤثرات بصرية كلمعان ذهبي على أيدي الراقصات ليتلاءم مع الإضاءة والخلفية.
 
تحضّر "ميّاس" عرضاً ضخماً للنهائيّات، لا يقلّ عن عرض نصف النهائيات. اعتاد اللبنانيون والعالم على مستوى مُبهر من الأداء للفرقة، ما قد يضعها تحت مسؤولية المتابعة المستمرة لتقديم الأفضل في كل عرض جديد لها. "كرمالك يا لبنان"، اللقب بات أقرب والأمل كبير بعودة "ميّاس" إلى بيروت كالموهبة الأفضل في برنامج المواهب الأضخم.