الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

لوحة الأسبوع: ملكة الأشياء الكبيرة والنُزهة... لبنانيّة!

المصدر: "النهار"
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
ديانا عساكر
ديانا عساكر
A+ A-
ملكة الأشياء الكبيرة. وطعم الليالي الطوال. والشابة يحق لها تحصين نفسها من غارات الواقع. الخلق دون قيود. والمعرفة قنديلها الذي تُضيء من خلاله أيامها. والليالي طويلة. والشابة لا تنام بفعل داء الربو الذي حوّلت هزّاته الارتداديّة قنديل أيامها. تُهدهد من خلاله غارات الواقع. وانفجار المرفأ، "حرقني. بتعرفي إنّو حرقني؟ ضلّيتني على شهرين كل يوم إبكيلي شي 3 – 4 ساعات. Dans Le Minimum. وصلت لمرحلة بس عم نام عم شوف إنفجار. بس عم بوعى عم ضلّني فكّر بالإنفجار". أجبرت نفسها على إدارة ظهرها للأخبار. والليالي طويلة. وملكة الأشياء الكبيرة حوّلت ساعات الليل التي لا تنتهي كتابها المليء بالفصول الإبداعيّة. فنانة شابة تُتقن جميع لغات الألوان. والانفجار "خرقها". ولوحة الأسبوع اخترناها من كتاب هذه الشابة المُلقبة: ملكة الأشياء الكبيرة. عنوانها:La Balade Libanaise (النُزهة اللبنانيّة). شاركت الشابة المُتعددة الموهبة ديانا عساكر من خلالها أخيراً في معرض Art Unsuspended الجماعي في غاليري "ميشن آرت". تم بيعها لسلطان سعود القاسمي – مؤسسة برجيل للفن – الشارقة. اللوحة تُلخّص ذاك المساء التاريخي، وكل ما حصل بعد ذلك. هؤلاء الذين تظاهروا، والذين انتقلوا إلى دنيا الحق، والذين يرثون من أحبوا، والذين انهمكوا بإعادة البناء، والذين ركزوا على التصوير، والسياج حاضر. وملكة الأشياء الكبيرة تقرأ وتُثقف نفسها على جميع الأصعدة. تُتقن صنع المربى، والخبز الطازج. وهي ملكة في تفكيك رموز علم الأرقام وعلم النفس... وتصفيف الشعر. واللوحة أنجزت بواسطة الحبر الصيني على الكانفا. وفيها أيضاً ومضات من "إيام زمان" في ساحة النجمة. الأولاد يلعبون على دراجاتهم الصغيرة. وبائع البالونات "معجوق" بهم. وفي اللوحة تعتمد ديانا على المفاهيمي والساذج. إيصال الفكرة من خلال الرموز الكونيّة. والليالي طويلة. أحاديثنا كانت مُشوّقة. نسينا من خلالها غارات الواقع. كانت تمتد أحياناً حتى الثالثة من بعد منتصف الليل. الشابة "بتفهم بكل شي".
 
 
حوّلت ساعات الليل قنديل أيامها. وأسماء الشهداء مُتوغلة في لوحة النُزهة اللبنانيّة. والرموز التي توسّلتها عساكر فيها هي الخط. وتقنية الحبر على الكانفا صعبة. تعتمد على العمل المباشر، "وما فيكي تلعبي بالحبر كمادة". خطأ صغير و"بتنتزع اللوحة". بنت اللوحة بسكينة. الحبر الصيني يحتاج إلى الكثير من التركيز. الفكرة كانت "تتغندر" مع يد ديانا، ملكة الأشياء الكبيرة التي تقرأ وتثقف نفسها وتكدّس الشهادات الجامعيّة. والحبر الصيني ينساب بيدها، "متل كأني عم خيّط. عم حيّك". نحن جميعاً "مربوطين ببعضنا. هذا يبحث عن فقيد، هذا يُزيل الركام، وهذا يُساعد". في منزلها محترف حميم تحتمي فيه من غارات الواقع. ولكنها، عندما قررت إنجاز اللوحة، اختارت غرفاً أخرى في المنزل. خرجت من الحميميّة إلى الضوء. وأحاديثنا الليليّة كانت مسليّة. مُشوّقة. ملكة الأشياء الكبيرة "بتفهم بكل شي". وعندما قررت إنجاز اللوحة "بلّشت حيّك. كيف بتحيّكي القطبة وبتطلعيها؟ هيك بيشبه شغل الحبر". المسألة أشبه بالرقص. بعض نعومة. بعض صلابة. وديانا، أو "ديدي" للأصدقاء، أنجزت لوحتها خلال أسبوع. و"أنا ما بعرف وقّف وقت بلّش إشتغل". عادةً تعمل خلال ساعات الليل الطويلة. "أفكر كثيراً خلال الليل". تكتب مذكراتها. تُخطّط للوحاتها المُستقبليّة. تهتم بتكوين اللوحة. تُشاهد كل أسبوع ما يُقارب الـ20 شريطاً وثائقياً، "أعشق المعرفة. من دون معرفة، الفن ما إلو طعمة".
 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم