الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

حسين لم يفهم اللعبة فقرر تسجيل خروجه من الحياة... ضوضاء تحت القبر تتحوّل حقيقة!

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
حسين.
حسين.
A+ A-
"ما قدرت إفهم اللعبة تسجيل الخروج من شو بيشكي"، عبارة كتبها حسين شمص في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" قبل أن يُسَجل خروجه فعلاً من الحياة. غادر الشاب الذي لفت كل من عرفه بتصرفاته المميزة، هذه الدنيا ليشعل برحيله قضية رأي عام.
ما تعرض له الضحية يتعرض له عدد كبير من الأشخاص على إمتداد الكرة الأرضية، ألا وهو التنمر الذي يقود للإكتئاب، المسبب لإنهاء حياة حسين، وفق الرواية الأولية.
 
الهروب إلى هوايته
 
لم يتوقع أحد من عائلة شمص أن إبنها إتخذ قرار وضع حد لعداد الزمن في عمره، كيف لا وهي التي حاولت أن تؤمن له كل ما يتمناه أبناء جيله، إلا أن الشيء الوحيد الذي ربما لم يُرف تماماً أنه مدمر داخلياً وبحاجة إلى إحاطة وعطف استثنائي، العائلة المفجوعة لا تريد الخوض بالتفاصيل، ومع هذا قال ابن خالة الضحية حسن الابرص لـ"النهار": "عرف حسين بخجله وأدبه، وعندما بلغ الخامسة عشر من عمره ظهرت لديه موهبة الفن، أحب التصوير والرسم، ومن هذه البيئة انتقى اصدقاءه، ربما لأن التصوير يعطيه فرصة للاختلاء بنفسه وقتاً طويلاً كما كان يكتب الأغاني، وقد مرت فترة إعتزل خلالها كل شيء وفضل الانطواء".
 
من التنمر إلى الاكتئاب
 
وعن التنمر الذي كان يتعرض له حسين، شرح حسن "ذلك يعود الى ستايل شعره وطريقة لبسه، وقد ازعجه كثيراً التنمر عليه، سواء نظرات الناس له وهو يسير في الشارع أو كلامهم، لكن كان هناك احتواء من عائلته، وكنت دائماً اخبره أن شعره جميل وانه مميز، واعتقد أن موضوع التنمر تجاوزه". وأكد حسن ان ابن خالته الذي لم يبلغ بعد الـ١٨ من عمره كان يعيش "في أسرة مترابطة على عكس ما تداوله البعض من انفصال والديه"، وشدد أن "ما حصل مع حسين عانى من الإكتئاب، وتقرير الطبيب الشرعي يثبت أنه لم يكن تحت تأثير الكحول او المخدر حين انتهت حياته"، وفيما إن كان حسين يتلقى علاجاً نفسياً، أجاب: "كلا، على العكس كان مرجعاً نفسياً لأصدقائه الذين كانون يشكون له ما يزعجهم".
 
 
وعن بوست ضوضاء تحت القبر الذي أثار علامات تعجب واستفهام من قبل كل من رآه، شرح حسن: "كان حسين يصوّر المجتمع ويعكس حالته بصورة، وفي هذه الصورة تحدث عن القبر الذي نعيش فيه ونحن على قيد الحياة"، وأضاف: "للأسف إكتشفنا مؤخراً أن حسين كان يعاني من مرض الإكتئاب ولكن بعد فوات الأوان، وبما أنه خجول إنطوى على نفسه".
 
 
الخروج من الحياة
 
يوم الحادثة في الثالث من الشهر الحالي، اتصل ابن عم حسين به عند الساعة الثالثة صباحاً طلب منه أن يفتح الباب له، ليخرج بعدها حسين من لعبة الحياة، حسن رفض الخوض في التفاصيل، إلا أنه في الوقت نفسه قال أنه لم يستخدم السلاح لانهاء حياته، فلا يوجد أسلحة في المنزل وهم من أسرة مسالمة، وتعليقاً عما كتبه حسين في صفحته على "فايسبوك" من أنه من جبيل ويعيش في سوريا، رفض حسن كذلك التعليق.
 
 
مرض خبيث
 
 وبحسب ما قالته أخصائية علم النفس الدكتورة ريما بجاني لـ"النهار": "التنمر هو مرض خبيث وذلك لأن الشخص قد يتعرض له من دون أن يتنبه للأمر، وهناك التنمر اللفظي، النفسي، الجسدي والجنسي، وقد يتعرض الانسان للتنمر في منزله من دون أن يعي ذلك، وكذلك في المدرسة، وعندما يبدأ بالانتباه للأمر، يكون المتنمر أو المتنمرين سيطروا عليه فيعتقد حينها أنه لم يعد في إمكانه الدفاع عن نفسه، وهذا أول ضرر يتعرض له اذ يعتبر أنه لا يمتلك القوة".
وأضافت: "من بعدها يدخل الشخص في قلق ثم اكتئاب قد يوصله إلى الإنتحار".
 
لهذا السبب يقدم الشخص على الانتحار
 
وشدّدت بجاني على ضرورة مواكبة أخصائي نفسي للشخص الذي يتعرض للتنمر: "أولاً من أجل الاضاءه له على نقاط قوته، وثانياً أن يظهر له أن المتنمر ليس أقوى وأهم منه، فكل من يتنمر لديه مشاكل نفسية ونقص في مكان ما". وأكدت بجاني على ضرورة وقوف الأهل الى جانب ولدهم وإظهار نقاط قوته. أما عن سبب اقدام من يتعرض للتنمر على الانتحار، فقالت: "سبب الانتحار الأول هو اعتقاده أنه لم يعد يوجد حل لمشكلته، وهناك من يحاول الانتحار للفت النظر وإرسال رسالة بأنه متعب، وقد يصل فعلاً الى الموت".
وعن الصور الغريبة التي كان يلتقطها حسين، قالت "هي تعبير أنه كان يعاني فأراد أن يلفت الانتباه". أما الذي كتبته حسين من أنه لم يفهم اللعبة وسيسجل خروجاً، فعلقت بجاني: "هذا تأكيد على ما قلته بأنه لم يجد حل لمشكلته ولم يعد باستطاعته القيام بشيء".
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم