الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

SheCreates من فايسبوك... كتاب الكتروني يحتفي بـ26 امرأة مؤثِرة في العالم العربي

المصدر: النهار
فرح نصور
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
بمناسبة يوم المرأة العالمي، أطلق "فايسبوك" مبادرة #SheCreates للاحتفاء بالنساء الشجاعات اللواتي يقدن صناعة الإعلام والترفيه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا، ويشاركن الأفكار لتمكين الملايين من النساء الأخريات في المنطقة من خلال مواهبهن وشغفهن ومثابرتهن. وتفاعل متصفّحو "فايسبوك" مع هذه المبادرة بشكل كبير، وكانت انطلاقتها رائعة، وحظيت بمشاركة واسعة.
 
وفي إطار هذه المبادرة، أصدر "فايسبوك" كتاباً إلكترونيًا يسلّط من خلاله الضوء على 26 امرأة مؤثِرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا. هؤلاء المؤثِرات هن منشئات المحتوى ومديرات تنفيذيات، وسيشاركن تجاربهنّ وما يعنيه أن تكون امرأة في السلطة في عالم اليوم. 
 
ومن ضمن هؤلاء النساء، لبنانيات طبعن بصماتهنّ في التأثير الاجتماعي كلّ في مجالها، مثل رئيسة مجلس إدارة مجموعة "النهار" الإعلامية نايلة تويني، والشيف ليلى فتح الله، وخبيرة التجميل جويل مردينيان، ورائدة الأعمال والمؤثِرة كارن وازن، والدكتورة ربى محيسن، خبيرة اقتصادية وناشطة ومحرّكة مجتمعية تعمل على النوع الاجتماعي والهجرة والتنمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا.
 
وفي حديث مع الدكتورة محيسن، تشرح لـ "النهار" أنّ أهمية هذه المبادرة تكمن في تسليط الضوء على النساء اللواتي حقّقن تغييراً وتأثيراً في المحيط الذي تواجدن فيه، وفي كافة المجالات والقطاعات التي يعملن فيها، بغية إبراز الجوانب الشخصية والمهنية والعملية من حياتهن، كنموذج للنساء الناجحات اللواتي يتجاوزن جميع الصعوبات لكونهنّ نساء رائدات في مجتمع من الصعب أن تكون فيه المرأة ريادية. 
 
وتواجه المرأة اليوم عقبات كثيرة لتكون في الخطوط الأمامية، وهناك عقبات عديدة سواء من أهلها أو من مجتمعها أو من نظرة الأشخاص لها كقائدة أو ريادية، أو حتى عدم تقاضيها أجراً متساوياً، كما أنّ عليها أن توفّق ما بين واجباتها المنزلية، في حال كانت أمّاً، وواجباتها المهنية، خصوصاً في الشرق الأوسط حيث هناك دائماً تنميط لأدوار المرأة، وفق محيسن.   
 
وبرأيها، أن تتّصف المرأة بصفات قيادية، تكون بنظر المجتمع "قوية" بالمفهوم السلبي للكلمة أو وقحة، بينما أن يتّسم الرجل بهذه الصفات يكون كفؤاً وطموحاً وذا شخصية قوية، إذ يُرسَم للمرأة دائماً صورة نمطية لأدوارها كأن تكون مثلاً ممرضة أو معلّمة، بينما الرجل يكون دائماً القائد كالطبيب والمهندس. أمّا اليوم، فالجيل الجديد من النساء يتحدّى هذه النظرة النمطية ويشقّ طريقه، حتى في المجتمعات التي تنظر بنظرة مجحِفة بحق المرأة ودورها.  
 
وعن مدى قدرة المرأة على التأثير عبر مواقع التواصل في فضاء افتراضي لا حدود له حيث تكون عرضة لانتقادات من أنماط تفكير مختلفة، تصف محيسن الفضاء الإلكتروني بـ "الفضاء القاسي"، لأنّه يسمح بأن يتعرّض من خلاله الشخص للتنمّر والإقصاء وأشدّ أنواع النقد، وخصوصاً عندما يكون الشخص امرأة، يصبح النقد مشخصناً وشخصياً يستهدف مظهر المرأة وسلوكها وأحياناً يمسّ عائلتها. وبذلك، فالفضاء الافتراضي ليس آمناً للنساء، ومع ذلك نجد نساءً ملهِمات ومؤثِرات يبرعن في إثبات وجودهنّ فيه لأنّه فضاء بحاجة إلى ذكاء عاطفي كي ينجح الشخص بالتأثير عبره. ولذلك كثير من النساء نجحن بلعب دور ريادي في تحقيق التأثير الاجتماعي وجمع التبرعات، وكنّ ملهِمات للنساء كما للرجال، وبشكل خاص لفئة الشباب. 
 
هل نجحت المرأة العربية في لعب دور القيادة أو تقلّد مناصب قرار في مجتمعاتنا؟ ترى محيسن أنّه على الرغم من وصول عدد كبير من النساء إلى مواقع قرار ومواقع ذات أهمية في التجارة الخاصة والتأثير الاجتماعي والمجالات الاجتماعية، لكنّ النسبة ما زالت قليلة جداً من النساء اللواتي يتقلّدن مناصب مهمة في السياسة أو اللواتي يترأّسن شركات أو في مواقع صنع القرار. لهذا، العمل جارٍ على هذا المستوى، إذ يختلف الأمر بين جيل وآخر، وخصوصاً لدى الشابات اللواتي يستلهمن من نماذج نسائية مؤثِرة وملهِمة، ويتحدّين الأعراف السائدة في مجتمعاتنا.
 
وفي إطار حاجة النساء في مجتمعاتنا إلى التوعية لمعرفة حقوقهن في سبيل إيجاد كينونتهنّ، تشير محيسن إلى أنّ أي مثال لامرأة ناجحة يقرّب المسافة أكثر لتحقيق العدالة الجندرية ونسبة أعلى بالريادة لدى النساء، لأنّ الفتاة الشابة، اليوم، ترى دائماً نماذج محبِطة من حولها، لذلك هي بحاجة إلى رؤية نماذج لنساء ناجحات استطعن شق طريقهنّ رغم جميع الصعوبات التي أحاطت بهنّ، ونحن من خلال عملنا كنساء، وفي قطاع التطوّر الاجتماعي، نقوم ببرامج توعويّة تستهدف النساء، من محو أمّية وإنشاء مشاريع صغيرة ومشاريع تمكين للمرأة لتقترب أكثر من دورها الفعال في الحياة العامة".
 
وبنظرها، عندما تكون المرأة مستقلّة مادياً، تحظى بموقع أقوى في المفاوضات داخل منزلها وداخل مجتمعها ولا تتعلق استمرارية حياتها بشخص، وبذلك يكون تموضعها أقوى بكثير وتكون قادرة على الدفاع عن أفكارها تجاه المجتمع الذي يحاول الحدّ من طموحاتها.  
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم