السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

توقيع اتفاقية تعاون مع قبرص... هبة لإنشاء مركز متطوّر لغسل الكلى في مستشفى الروم

المصدر: "النهار"
توقيع اتفاقية تعاون بين قبرص ومستشفى الروم.
توقيع اتفاقية تعاون بين قبرص ومستشفى الروم.
A+ A-
وقّع وزير خارجية قبرص نيكوس كريستودوليدس والمدير العام لمستشفى القديس جاورجيوس الجامعي (الروم) ادغار جوجو على اتفاقية تعاون لمنح هبة من الجمهورية القبرصية وقيمتها مليون و83 ألف يورو في مستشفى الروم، مساء الثلثاء، مخصصة لإنشاء مركز متطور لغسل الكلى مجهز بالتقنيات العلاجية الجديدة
 
ورافق وزير الخارجية سفير قبرص في لبنان بانايوتيس كيرياكو، ومديرة الشرق الأوسط وأفريقيا في وزارة الخارجية القبرصية السيدة تيساليا سالينا شامبوس، واستقبلهم الى المدير العام مجلس إدارة المستشفى.
وألقى جوجو كلمة نوّه فيها بجهود الملحقة السابقة في سفارة قبرص في لبنان ايليني بابانيكولاو التي حضرّت لهذه الهبة، وقال: "نوقع اليوم هبة وقيمتها مليون و83 ألف يورو مخصّصة لانشاء مركزٍ متطورٍ لغسل الكلى، وهذا يمكّننا من الاستمرار بإعطاء العناية اللازمة لمرضانا واستقبال اخرين بحاجة لهذه الخدمة الطبية، وهو ما يأتي في هذا الوقت العصيب الذي يمر به لبنان".
 
وأضاف: "هذه المؤسسة التي خدمت الانسانية نحو 150 سنة تعرضت لانفجار مدمر في 4 آب من العام الماضي فخسرنا ممرضات ومرضى وزواراً وأصيب العديد من اطبائنا واداريينا اصابات بالغة، ولا يزال مستشفانا يحمل الى اليوم آثار الجراح النفسية والمادية الاليمة التي ألمّت به. ايماننا واصرارنا لم يتزحزحا، ومعاً مع حب اصدقائنا ومساعدتهم تمكنّا من متابعة رسالتنا بعد اسابيع من الانفجار"، مشيراً إلى أنّه "اليوم استعدنا 145 سريراً مع خطة لاعادة تشغيل غرف اكثر وبسرعة اكبر، لكن اكبر مشكلة نواجهها حاليا هي تجهيز المصاعد التي دمر الانفجار معظمها مما تطلب اعادة تصنيع عدد منها في الخارج".

وتابع في كلمته: "انفجار مرفأ بيروت قد سبقه الانفجار الاقتصادي اللبناني حيث خسرت الليرة اللبنانية 90 في المئة من قيمتها، وكذلك القدرة الشرائية للمواطن اللبناني الذي خسر مدخراته. وأصبحت العناية الصحية خارج قدرة فئة كبرى من اللبنانيين، وادى الانهيار الاقتصادي الى هجرة العديد من الاطباء والممرضات والعاملين في القطاع الصحي. وانهار تعويض نهاية الخدمة لدى الموظفين، ومن ابرز اولوياتنا اعادة تكوين تعويض نهاية الخدمة"، لافتاً إلى أنّه "من التحديات الاخرى التي واجهتنا جائحة كوفيد الصحية، وكان مستشفانا في طليعة الحرب ضد هذه الجائحة، ليصبح مستشفانا المنكوب أكبرَ مركزٍ للتلقيح، وأعدنا تأهيل مستشفى مستقل لاستقبال مرضى الكوفيد ومعالجتهم".
كما أعلن جوجو أنّ "مستشفى القديس جاورجيوس في لبنان يستمر باستعادة مكانته على الرغم من كل الظروف، ونعمل على مشاريع جديدة من ضمنها تحديث قسم الطوارئ وتوسيعه وانشاء مركزٍ لعلاج الامراض الجرثومية وتوسيع قسم العناية الفائقة وطبعا مركز غسل الكلى الذي لم يتوقف عن استقبال مرضاه على الرغم من الكوارث المتتالية، وهو سيتجدد بفضل هبتكم السخية. وقد وضعنا برنامجا هدفه المحافظة على اطبائنا ونعمل على برنامج مماثل للمرضات والممرضين".
 


وفي كلمته أمام الحضور، لفت إلى أنّ "التحديات التي نواجهها مهمة، لكننا مصرون ومؤمنون بأن كرم الواهبين، كالهبة من جمهورية قبرص، سيدفعنا الى المضي والاستمرار"، متوجّهاً "باسم مستشفى القديس جاورجيوس والمجتمع الذي يخدمه، بالشكر الى الشعب القبرصي وحكومته على هذه الهبة السخية".
وخلال توقيع اتفاقية التعاون، تمّ عرض فيلم أنتج في الذكرى السنوية الأولى على انفجار المرفأ لخص ما تم إنجازه بعد عام على الانفجار الكارثي الذي دمر نحو 85 في المئة من المستشفى واين اصبحت عملية إعادة البناء في ظل الظروف الاقتصادية الحالية وجائحة كورونا.
ورد وزير الخارجية القبرصي بكلمة تحدث فيها عن سروره كونه في بيروت المدينة ذات المكانة الخاصة في قلبه، كما سائر اهل قبرص. وقال: "يسعدني انني في مستشفى هو جزء من تاريخ بيروت ويتطلع لأن يبقى رائدا في مجال العلم والعلاجات الطبية. واعي تماما الصعوبة الكبيرة التي مرّ بها لبنان وشعبه هاتين السنتين لناحية الانفجار وجائحة كورونا وخصوصا بعد مشاهدتي لهذا الفيلم، ولازلت الى الان غير مصدقا المشاهد التي رأيناها على التلفزيون عن هذا المستشفى. على الرغم من ذلك ومع كل الفوضى والخوف والدمار، بشجاعتكم وتفانيكم استطعتم ان تحافظوا على قَسم ابوقراط، وعلى الرغم من كل العقبات والتحديات تمكنتم من إعادة تنظيم صفوفكم واكمال رسالتكم في المساهم في انقاذ حياة مرضاكم وإعادة اهم ما يملك الانسان عنيت الصحة، وهذا ما دفعني الى الحضور اليوم للمساهمة معكم لمساعدة العاملين في هذا المستشفى والوقوف على ذكرى من فقدتم هنا".

وأضاف: "في نفس الوقت اتيت حاملا رسالة امل في هذا الوقت العصيب الذي يمر به لبنان، قبرص ملتزمة بصداقة لبنان وشعبه وقد قررت مساعدة مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي لمتابعة رسالته باعلى المعايير والتقاليد لتأمين الصحة والرعاية للشعب الشقيق. وبهذا الهدف سنوقع وثيقة تعاون تقوم على أساسها جمهورية قبرص بإعادة اعمار مركز غسل الكلى وتجهيزه، والذي سيحمل لاحقا اسم قبرص تقديرا للعلاقة الوثيقة والصداقة بين بلدينا وشعبينا. انا متأكد أيها الأصدقاء ان هذه اول خطوة في تعاون مثمر بين قبرص ومستشفى القديس جورجيوس".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم