السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

بيتزا "نابولي" الإيطالية بأنامل لبنانية... مارك نيسان: ستبقى بيروت عاصمة أحلامي (فيديو)

المصدر: "النهار"
فرح نصور
بيتزا "نابولي" الإيطالية بأنامل لبنانية.
بيتزا "نابولي" الإيطالية بأنامل لبنانية.
A+ A-
في خضم الأزمات يمكن اقتناص الفرص وتحويل الأحلام حقيقة؛ هذا ما فعله مارك نيسان بإنجاز بيتزا "نابولي" مميزة تضاهي في مذاقها البيتزا الإيطالية، وذلك بشهادة ذواقة إيطاليين. إلّا أّن الجميل في هذا الإنجاز، أنّ مارك ليس بطاهٍ، ولم يدرس فن الطبخ يوماً، إنّما هو ذو خلفية تسويقية اقتصادية بحتة. 
 
"أنا لست بشيف"، بهذه الكلمة يفتتح مارك حديثه ليروي تجربته. خلال الإقفال التام في آذار 2020، توقّف العمل في شركته التسويقية، وكان قد أنشأ فرن حطب للتسلية في وقتٍ سابق، فهو يهوى تحضير الطعام على الحطب، لا سيّما البيتزا. 
 
تحدّى نفسه في تحضير بيتزا "نابولي" بالتحديد، "فهذا النوع هو الأصعب من بين أنواع البيتزا" يروي مارك. ثابر على الوصول إلى العجينة المطلوبة من حيث الشكل والمضمون لأكثر من شهر.
 
وبعدما أكّد له متذّوق الطعام الشهير، أنطوني رحيّل، أنّ البيتزا التي يحضّرها هي من بين أفضل 10 بيتزا قد تذوّقها في لبنان، نشر تجربته في صفحته بإنستجرام، وبدأت الطلبات والحجوزات تنهال عليه. 
 
 
أنجز البيتزا من الصفر واستفاد من أخطائه وتجاربه حتى نجحت معه، ووصل إلى الطعم الذي يحب أن يتذوّقه، وما اقتنع به وأحبّه في البيتزا هو ما يقدّمه للناس، ولا يشبه بالتالي أي وصفة بيتزا أخرى، والجلسة في منزله تشبهه والبيتزا التي يقدّمها تشبه الطعم الذي يحبّه. 
 
الجدير بالذكر أنّ مارك يستقبل الزوار في منزله الدافئ، حيث يعيشون تجربة تذوّق بيتزا مميزة ولذيذة ويشعرون كأنّهم في منزلهم. يتّسع المكان لديه لنحو 12 شخصاً حدّاً أقصى، وعلى رغم أنّ منزله ليس قريباً جداً في بيروت، إنّما في مزرعة يشوع، إلّا أّنّ بيتزا مارك تستقطب الناس من جميع المناطق اللبنانية، وحالياً الحجوزات لديه "مفوّلة" حتى شهر أيلول، "وبمجرّد كوني مقصوداً رغم بعد مكاني الجغرافي، هذا بحدّ ذاته يشجّعني". وإلى جانب البيتزا المميزة التي يأتي الناس إلى مارك لتذوّقها، ينقلون له أنّهم يزورونه لعيش تجربة جميلة في بيتي وليس في مطعم، مع الموسيقى الإيطالية وجو البيت الدافئ، و"هذا ما جعل الناس يحبّون تكرار المجيء إلى جانب طبعاً تذوّق البيتزا".
 
 
جميع مكونات البيتزا لدى مارك هي إيطالية، حتى طحين العجينة. وقد وصل مارك إلى مرحلة في احتراف البيتزا الإيطالية "نابولي"، حتى أصبح "أهمّ صانعي البيتزا العالميين يبدون إعجابهم بها ويتفاعلون معها". 
 
زار مارك ويزوره بشكلٍ مستمر أشخاص إيطاليون، ومنهم وفد صغير من السفارة الإيطالية، وقد أبدوا شديد إعجابهم بالبيتزا، وقالوا له إنّها الأطيب في لبنان، وإنّها واحدة من الأفضل لمقارنتها عالمياً. وحتى الأشخاص الذين يجولون العالم وقد تذوّقوا البيتزا في تجوالهم، يصنّفون بيتزا مارك من بين الأفضل.
 
ويعبّر مارك عن سعادته بهذا الإنجاز بالتالي:" يعني لي الكثير أن أكون لبنانياً قادراً على إنجاز طعام تراثي غربي بهذه الحرفية العالية وأنا في لبنان، لا سيما لدى سماعي أصداء مشجّعة كالتي أسمعها، وأشعر بالفخر تجاه ذلك، وأحلم بالمشاركة في مسابقة في إيطاليا لأفضل بيتزا نابولي". 
 
 
وبسبب نجاح فكرته، تواصل معه عدد كبير من المستثمرين لتوسعة مشروعه، وكان الأمر مفاجئاً بالنسبة إليه، "إلّا أنّني لا أريد تحويل ما أقوم به إلى صناعة، إنّما أريد أن أبقي شغفي وحبي في ما أقدّم". ووصل صدى نجاح مارك إلى المغتربين خارج لبنان، ويتوقون إلى زيارته لدى وصولهم إلى لبنان. 
 
وبرأيه أنّ ما يقوم به هو "تحدٍّ ورسالة لأي شخص في لبنان قادر على تحقيق خطوة أو فكرة للبقاء في بلده، ففي أواخر العام الماضي عزمت على الرحيل، إلّا أنّ نجاح فكرتي أبقاني في لبنان وأصررت على البقاء هنا، وقلت لأمّي آنذاك سأبقى في لبنان وستبقى بيروت عاصمة كل أحلامي". 
 
وبالنسبة إليه، "الأزمة كانت الفرصة، لأنّ حلمي كان أن أفتح مطعماً، ومن جراء هذه الأزمة، تحقّق حلمي أجمل ممّا كنت أتخيّله، لأنّني لم أفتح مطعماً ويأتيني زبائن، إنّما فتحت بيتي ويأتيني ضيوف".  
 
ورغم الوضع الصعب الذي يمرّ به لبنان، يقول مارك إنّ "الأمل يجب أن يبقى وما زال هناك حياة ثمة أمل، وإن لم يكن هناك أمل علينا أن نوجده، كما فعلت، فما حصل معي هو الأمل بحدّ ذاته، فإن لم نتحلَّ بالأمل لا حاجة للطموح ولا للتفكير بالغد". 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم