الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

لمناسبة مرور 30 عاماً على رحيل زياد سعادة... إطلاق كتاب "البارابسيكولوجيا والإنسان" (صور)

المصدر: "النهار"
 إطلاق كتاب "البارابسيكولوجيا والإنسان".
إطلاق كتاب "البارابسيكولوجيا والإنسان".
A+ A-
أقيم في مركز ميلاد الغزال معوض الثقافي والرياضي في زغرتا حفل إطلاق كتاب "البارابسيكولوجيا والإنسان" للمفكر الراحل زياد سعادة، لمناسبة مرور ثلاثين سنة على رحيله، بدعوة من المكتبة العامة في رعية إهدن - زغرتا وعائلة المفكر الراحل زياد سعاده وزوجته الزميلة هدى شديد.

حضر الحفل وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري، رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض، النائب ميشال الدويهي، النائب السابق قيصر معوض، رئيس بلدية زغرتا إهدن أنطونيو فرنجية وعقيلته السيدة راي بيار الضاهر، منسق التيار الوطني الحر في زغرتا عبدالله بو عبدالله، نقيب محامي طرابلس والشمال ماري تريز القوال، ممثل مدير المخابرات في الجيش العقيد الركن طوني أنطون، رئيس مكتب مخابرات زغرتا، ناشر موقع "الانتشار" إبرهيم عوض، نائب نقيب محرري الصحافة اللبنانية غسان ريفي، مدير كلية الحقوق في الشمال الدكتور خالد الخير، البروفيسور ميشال سعادة، البروفيسور جاك مخباط، والدة المفكّر الراحل نزهة القرطباني وشقيقاته دعد، وعيدا وغادة اللتان جاءتا من كندا، وعائلة شديد، بالإضافة إلى عدد من الوجوه الإعلامية والثقافية والتربوية والاجتماعية والنقابية وأصدقاء الراحل.
 


بعد النشيد الوطني، استهلّ الصحافي زياد مكاري كلمته واصفاً اللقاء بلقاء الفرح، الذي يجمعنا حول المفكّر الراحل، لقاء همّه العطاء من خلال تخصيص مبيع الكتاب كاملاً لدعم الشاب أنطانيوس مرقص الدويهي في كفاحه ضدّ مرض السرطان، لقاء شعاره المحبة التي تجمع وتوحّد".

ووصف المونسنيور إسطفان فرنجية حفل إطلاق الكتاب بلقاء الفرح أيضاً، قائلاً "من خلال الكتاب تعرّفت على زياد بعمق، وتعرّفت على شريكة حياته هدى التي عاشت معه خمسة أشهر، وبعد ثلاثين سنة بقيت روحيهما معاً، وتعرّفت أكثر وأكثر على والدة زياد أم وليد، التي أعرفها تصلّي في كنيسة مار يوسف. وعرفت من خلال معرفتي بعائلتها خلال تحضير الاحتفال كيف تُعمّق الصلاة محبة الإخوة وكيف تزرع المحبّة ضمن العائلة".

وثمّن فرنجية مبادرة عيدا التي أتت من كندا لجمع أفكار أخيها الثمينة. وهي مبادرة تذكّر بروح المحبّة الأخوية وروح الجماعة الداعمة، وتوجّت بالمساهمة مع الشاب أنطانيوس الدويهي في مكافحته المرض.
 

وأشار إلى أنّ حفل إطلاق كتاب زياد سعادة هو أوّل نشاط للمكتبة العامة متمنياً على الجميع زيارتها ودعمها في مشروع حفظ تراث زغرتا الغنيّ.

وقالت الأديبة سوزان بعيني "ثلاثون سنة مرّت بطيئة حزينة، وشريط الذكريات يمرّ بطيئاً حزيناً. يوم كان البيت الثقافي يصجّ حياة ونضارة وزغرتا تضجّ ثقافة وشباباً! وجوه بشرية عزيزة تمرّ في بالي، ولم تغب يوماً عن قلبي! إنّها تحتلّ الذاكرة والروح.. وتنفرد صورة ذلك المارد الجميل الذي كان مروره عابراً إنّما بصماته عميقة.. هو السرّ الأعظم كيف يختار الله من حدائقنا الوردة الأغلى، ليزيّن بها رحاب جنانه! لقد بحث زياد عن الله في حياته، وأدركه باكراً، ورحل إليه. كان رحيل زياد مؤلماً عام 1992. مشت زغرتا كلّها وراء نعشه الأبيض، وكأنّنا في فيلم رعب بالأسود والأبيض! أيّ طاقة فكريّة كان زياد؟ ولماذا يرحل باكراً؟ هو قليل الكلام وقليل الأيام، وإذا تكلّم فبلغة مختلفة وكلام سامٍٍ".
 
وتابعت: "وها أنت اليوم، تعود إلينا بعد ثلاثين سنة بكامل أناقة فكرك وطيب قلمك لتقول "الإنسان خليقة الله، أقوى من الحياة وأقوى من الموت". وختمت "زياد، يستفيق اليوم الجرح، فأناجيك، وتنزف الذاكرة.. سيظلّ طيف روحك يملأ المساحات، أحبك صديقاً عزيزاً وإنساناً رائعاً".



توجّه الدكتور واكد إلى الأم والزوجة والأخ والأخوات وأهالي زغرتا ببيت شعري "لا تبكِه حياً بذكرى مماته. عبقُ القداسة يفوح من كلماته". ورأى "أن زياد يُفهمنا أنّ البارابسيكولوجيا هو علم ما وراء علم النفس، ويسأل هل هو علم يبلغ من خلاله علوم المعرفة المطلقة اللامتناهية تلك التي لا تنحصر ضمن الحواس إنما تنفذ إلى أبعاد الوجود كافة، إلى حد الوصول إلى المعرفة اللامحدودة التي تتخطّى الزمان والمكان؟...والحقيقة، كلّ الحقيقة لا تنكشف برأي زياد إلّا بالعودة إلى الذات، إلى الأنا، إلى داخل النفس البشرية التي تتوخّى المعرفة من خلال تعليم المحبّة، التواصل في الألوهية والثالوث الأقدس.… السعادة الروحية تتجلى بالحقيقة المطلقة غير المشروطة حيث تشعّ من الكائن البشري عندما يتسامى روحياً. والإنسان عند زياد يقاس بعقله وروحه".

شكرت الزميلة شديد في كلمة العائلة كل من حضر وكل من ساهم في إنجاح هذا الحفل. ورأت أنّ هناك تدبيراً إلهياً عندما في اليوم نفسه من سبع سنوات كانت توقّع كتاب "ليس بالدواء وحده" الذي كان تتويجاً لرحلة مكافحة المرض، واليوم يتم إطلاق كتاب "البارابسيكولوجيا والإنسان" لافتة النظر إلى نصّ "ليس بالخبز وحده" الذي كتب فيه زوجها الراحل عصارة أفكاره.

وتوجّهت إلى الشاب أنطانيوس قائلة "نحن هنا جميعاً نشكّل جهاز دعم لك كي تستمرّ". ورأت أنه "لا يمكننا مواجهة المرض وحدنا بدون جهاز دعم، وأقصد وجود الجميع بدون استثناء، انطلاقاً من العائلة، ومن عائلة العمل. وهنا أوجّه تحيّة حبّ ووفاء للشيخ بيار الضاهر الذي كان ورائي في مواجهة هذا المرض، كما أشكر زملائي في جريدتَي "النهار" وl’orient le jour.

وفي خلال الحفل، تمّ عرض وثائقيّ عن المفكّر الراحل من تصوير وإخراج جورجيو بشارة، تضمّن شهادات للدكتور العلّامة الأب يوسف يمّين، الذي وصف الراحل بالنابغة، مؤكداً أنّه الوحيد في لبنان الذي كتب البارابسيكولوجيا باللغة العربية منذ ثلاثين سنة.
 
ولفت الفنان عبود معوّض إلى ثقافة الراحل الفنية، ثم كان كلام مؤثر لوالدة الراحل السيّدة نزهة القرطباني التي حافظت على مخطوطاته ومكتبته وإرثه.

ويقع كتاب "البارابسيكولوجيا والإنسان" في 197 صفحة. أعدّته الأديبة ابتسام غنيمة، وقدّم له الشاعر أنطوان السبعلاني، وتضمّن كلمة لعائلة الراحل، وكلمة للمحامي طوني شديد شقيق هدى، كتب فيها:" تفوّقت في مدرستي يوم كان أستاذي، ثمّ تراجعت بعد وفاته، ثم تقدّمت بعدما اعتمدته ملهمي، وأكملت حياتي لاجئاً دائماً... زياد سعادة بحث عن الله في حياته، وأدركه باكراً ورحل إليه. لقد تقاطعت مشيئة زياد بموته بمشيئة الله، وصار لنا وسيطاً بين هذه الفانية وبين الأبدية، ولتكن دائماً مشيئتك يا الله". وجاء في الإهداء "إنّ آخر درس نتلقّاه في حياتنا يكون في آخر اللحظات التي نعيشها".
 
تجدر الإشارة إلى أن مردود الكتاب يعود كاملاً لدعم الشاب أنطونيوس مرقص الدويهي في علاجه من السرطان.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم