"إعلان بيروت العمراني": أهراءات مرفأ بيروت إدانة حقيقية وحيّز من حقوق المدينة

شدّد "إعلان بيروت العمراني" على "رمزية مبنى أهراءات الحبوب في مرفأ بيروت، لما يمثّله من ذاكرة جماعية تعبّر عن حدث مأسوي في تاريخ المدينة، نُكبت العاصمة بسببه في الرابع من آب 2022 بأكثر من مئتين وعشرين ضحية وأكثر من سبعة آلاف جريح"، مؤكّداً أنّ "تحديد مصير هذا الأثر المتمثّل بشواهد الصوامع ومحيطها، هو حق لبناني عام ومصلحة عامة يتم بشراكة المجتمع".
 
واعتبر الإعلان أنّ الأهراءات "تشكّل معلماً معمارياً بارزاً في واجهة بيروت البحرية، تحوّل رمزاً عميقاً بدلالاته الوظيفية العمرانية والمأسوية للعاصمة. واستولد انفجار مرفأ بيروت دلالات راهنيه لمبنى الأهراءات، جعلت منه شاهداً تحدّى الانفجار بالرغم من تدمير أكثر من نصفه، يحكي دمار المدينة وزعزعة تماسكها الاجتماعي".
 
وأضاف: "لطالما عانت مدينة بيروت وما زالت من التدمير وإعادة الإعمار في زمنها المعاصر، ولم يتمكن اللبنانيون حتى يومنا هذا من الحفاظ على معلمٍ أو شاهدٍ يوثّقون عبره ذاكرتهم الجماعية، ويحذرون أجيال المستقبل من ارتكاب نفس الأخطاء. لذلك نجد أنه من الضروري المحافظة على مبنى الأهراءات كمَعلم يعبّر عن حق الضحايا بالتعويض المعنوي وللتذكير بالخطأ وعدم تكراره".
 
وتابع: "من الأساسي اعتبار المَعلم حيّزاً من حقوق المدينة، بصفته استكمالاً لمساحاتها العامة، وأحد معالم تاريخها الذي يتم تكريسه للمستقبل ولتكريم الضحايا. وليصبح هذا المبنى جزءاً من طبقات المدينة المكوِّنة لعمرانها".
 
من جهة ثانية، رأى "إعلان بيروت العمراني" أنّ "المعالم والشواهد تشكّل إدانة حقيقية لكل أعمال السوء التي يتم ارتكابها بحق المجتمع اللبناني وشعبه، وأنّ مبنى الأهراءات بواقعه الذي أنتجه الانفجار، يمثل ذاكرة في طبقة من طبقات العمران المديني، يكرّس ثقافة رفض وتكرار التجارب المأسوية. وبالمحافظة عليه نحرر تاريخنا من سماته المعقدة ونتجه نحو العدالة والاستقرار الاجتماعي".
 
من هذا المنطلق، أكّد الإعلان أنّ "معالجة منطقة الانفجار ينبغي أن تكون جزءا لا يتجزأ من المكوّنات العامة للمدينة، وذلك من خلال دمجها مع وسط المدينة وتطوير الواجهة البحرية لبيروت. وذلك لأن مرفأ بيروت هو أحد مداخل لبنان، ويذكّر القادمين بأن الوجود والبقاء في لبنان يُدفع ثمنه غالياً".
 
وأضاف: "أما من الناحية التقنية والإنشائية، فقد صدر ثلاثة تقارير من جهات علمية موثوقة، تؤكّد أنّ مبنى الأهراءات لا يشكل أي خطر على السلامة العامة، الجزء الشمالي منه يشهد حركة متفاوتة ويتطلب تدعيم، بينما الجزء الجنوبي ثابت منذ تاريخ الانفجار".
 
وختم: "نؤكّد أنّ التعاطي مع مدينة بيروت يجب أن يكون وفق نظرة شاملة، تربط كل مكوناتها وتراعي نسيجها الاجتماعي والعمراني، ولا بد من التركيز على مشاريع خدمة الخصوصية المكانية لمناطقها، وتحقق حاجتها الاجتماعية والاقتصادية، وتؤمن سمات تعدّدياتها الوظائفيّة ضمن النّظرة الشّاملة، لإعادة ترميم وتحديث المنطقة المنكوبة".