الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

فوز "النادي العلماني" في انتخابات الـUSJ بداية الطريق... ماذا تريد الحركة الطالبية العلمانية اليوم؟ (صور وفيديو)

المصدر: "النهار"
من الوقفة الرمزية التي نظمها "النادي العلماني" في ساحة الشهداء (تصوير حسام شبارو).
من الوقفة الرمزية التي نظمها "النادي العلماني" في ساحة الشهداء (تصوير حسام شبارو).
A+ A-
"يا نحن، يا هني". قال "النادي العلماني" كلمته في انتخابات جامعة القديس يوسف "USJ"، وأطلق التحدّي، فأحرز فوزاً ساحقاً في وجه أحزاب السلطة الطائفية التي عزّزت الانقسامات داخل المجتمع، وانتهجت سياسة الإقصاء في ميادين عدّة، وحازت لائحة "طالب" المدعومة من النادي على أكثرية المقاعد في 18 كلية من أصل 19 كلية.

في ساحة الشهداء، حيث انطلقت انتفاضة الشارع الغاضب في 17 تشرين الأول 2019، كان للنادي العلماني، اليوم، وقفة رمزية جدّد أعضاؤه خلالها التأكيد على التزامه وعوده في أن يكون نواة التغيير في الحياة السياسية والاجتماعية، وطالبوا بمنح الطلاب حقوقهم السياسيّة كاملة، وبتخفيض سنّ الاقتراع البرلماني.

الانتصار التاريخي الذي يسجّل للنادي العلماني هو ثمرة نظال طالبي استمرّ عقوداً، دخل حيّز العمل السياسي قبل 12 عاماً، مع انطلاقة مشروع النوادي العلمانية المستقلة، الذي انتهج خطاباً إصلاحياً جذرياً.
 
(تصوير حسام شبارو).

أطلق "النادي العلماني" في جامعة القديس يوسف، صرخةً جديدة في ساحة الشهداء، ليست الأولى إنّما الأقوى، أكّدت أنّ "الجامعة اليسوعية ليست مساحة نفوذ لأي زعيم وحزب وطائفة وسلاح". وفي وجه العنف الذي لجأ إليه شباب الأحزاب في محيط الجامعة، لشد العصب الطائفي، والحملات الممنهجة التي استهدفت العلمانيين في العملية الانتخابيّة، جدّد النادي أنّ انتصارهم حجر الأساس في بناء منظومة تربوية ترعى قضايا زملائهم المطلبية والطالبية والوطنية.


ماذا يريد الطلاب العلمانيون؟
يُدرك النادي العلماني ما له وما عليه، ويحمل ورقة إصلاح فعلي، تطالب بدولة علمانيّة ديموقراطيّة، تعامل أفراد المجتمع - مواطنين ومقيمين - على قاعدة الأخذ والعطاء، لهم حقوقهم وعليهم واجبات، "لا رعايا طوايف"، على ما قال رئيس "النادي العلماني" في "اليسوعية"، الطالب شربل شعيا.

يطالب النادي بدولة العدالة الإجتماعيّة التي تؤمّن السكن والتعليم والطبابة لجميع الأفراد، "لا دولة زبائنيّة وريعية". يريد الشباب المنتفض وضع حدّ للممارسات العنصريّة ضد اللاجئين والعمّال المهاجرين، في دولة ديموقراطية حقيقيّة ليست وليدة انتخابات قائمة على قوانين طائفيّة. 

ماذا يريد "النادي العلماني"؟ يريد ما أرادته الحركة العلمانية منذ نشأتها: دولة اللامركزيّة التي تؤمّن إنماءً، وتحمي البيئة والتاريخ. دولة تكرّس الحريّات، وتضع حدّاً للنظام الأبوي عبر إعطاء المرأة و"مجتمع الميم" حقوقهم المدنية التي كفلتها المواثيق الدولية. يريد العلمانيون الذين قلبوا المعادلة في انتخابات "اليسوعية" دولة يتساوى أفرادها بالحقوق والواجبات، عبر سلسلة قوانين مدنيّة للأحوال الشخصيّة.
 
(تصوير حسام شبارو).
 
من جهته، يعتبر شعيا، في حديث لـ"النهار" أنّ "الفوز الساحق في المجالس الطالبية أعطى النوادي العلمانية شرعية تمثيليّة غير مسبوقة ستعيد الطلاب إلى صلب المعركة السياسية"، مشيراً إلى أنّ "للنتيجة الساحقة تأثيراً إيجابياً على الانتخابات النيابية المقبلة، لما للحركة الطالبية من تأثير على الشارع ومسار الانتفاضة والحياة السياسية بشكل عام".
 
طلاب "النادي العلماني" في USJ، والذين قلبوا الطاولة إلى جانب طلاب الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) والجامعة اللبنانية الأميركية (LAU)، وجامعة رفيق الحريري (RHU)، رفعوا الصوت في ساحة الشهداء، داعين لإقرار عقد طالبي إلزامي، ينظم علاقة الطالب بالجامعة ويحمي حقوقه، عبر تجميد القسط إلى حين تخرّج كل طالب، وضمان حرية العمل السياسي والنقابي في حرم الجامعات، ومنح المجالس الطالبية صلاحيات واسعة، وإشراكها في صنع القرار في الجامعة.
 
 
وضع اقتصادي متردٍّ وجامعة منهكة
على خطٍّ متّصل، ومع اتساع الهوة الاقتصادية بفعل الانهيار المالي لتطاول شرائح المجتمع كافة، توجّهت الأنظار نحو "الجامعة اللبنانية" الوطنية، التي تغيب عن المعارك الانتخابية مرّة جديدة، وتعتمد كلّياتها التعيين على أساس حزبي يراعي "خصوصية" كلّ كلية، ونتائج الدورة الانتخابية الأخيرة فيها التي وزّعت المقاعد وشكّلت الهيئة الطالبية.
 
(تصوير حسام شبارو).
 
الجامعة اللبنانية ليست بمنأى عن الأزمات، هي التي طاولها تهميش فظيع على مدى سنوات، وعانت فساداً ونهباً كمعظم الإدارات الرسمية. يرى شعيا، ممثلاً "النادي العلماني" في اليسوعية، أنّ "الأزمة المالية طاولت الجميع، وبالتالي، سيتّجه طلاب الجامعات الخاصة إلى الجامعة الوطنية". أمام هذا الواقع الجديد الذي رسم الانهيار الاقتصادي خطوطه العريضة، يطالب النادي بدعم الجامعة اللبنانية، والتعليم الرسمي "كأولويّة"، كي تصبح الخيار الأول للتعليم المجاني عالي الجودة، داعياً المجموعات الطالبية لتأسيس اتحاد وطني لطلاب لبنان، "لاستعادة دور الطلاب في الحياة السياسية وفرض أولوياتنا وانتزاع حقوقنا".
 
كذلك، أكّد "النادي العلماني" إطلاق مؤتمر وطني طالبي لطلاب لبنان كافّة، في 12 كانون الأول، "لرسم خارطة طريق طالبية لمواجهة السلطة، ولنقول إنّ صوتنا سيبقى عالياً، وإنّ لا تراجع ولا عودة إلى الوراء بعد اليوم".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم