الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"بنك الطعام اللبناني"... في مواجهة شبح الجوع

المصدر: "النهار"
من مبادرات "بنك الطعام اللبناني" خلال شهر رمضان
من مبادرات "بنك الطعام اللبناني" خلال شهر رمضان
A+ A-
 تكثر، كما العادة، في شهر رمضان المساعدات الخيرية سعياً لقضاء شهر صوم مليء بالخير والإحسان ومساعدة المحتاجين. ومن المبادرات التي برزت هذا العام في هذا الإطار، ما تقوم به المنظّمة غير الحكومية "بنك الطعام اللبناني"، الذي بات يستقبل الكثير من طلبات المساعدة المتزايدة يوماً عن يوم، منذ اندلاع تحرّكات 17 تشرين. نلقي الضوء على مبادرة "البنك" خلال رمضان.
 
بدأت منظمة "بنك الطعام اللبناني" عملها منذ عام 2012، وكان هدفها الحدّ من هدر الطعام في المجتمع اللبناني، الذي تكثر فيه هذه الظاهرة. فمقابل هدر الطعام في الحفلات والأعراس والمطاعم، هناك فقراء لا ينالون قوت يومهم. وكان تنفيذ هذه الرؤية عبر لمّ الطعام الصالح للأكل من هذه الأماكن، وتوزيعها على الفقراء.
 
وباشرت المنظمة بمشاريع ومساعدات عديدة، منها توزيع المؤونة الغذائية على مدار السنة، منذ حلول الأزمة الراهنة. وتقول المديرة التنفيذية لـ"بنك الطعام اللبناني" وهو منظمة غير حكومية، سهى زعيتر، بأنّه مع اشتداد الأزمة الراهنة بعد انتفاضة 17 تشرين، بدأت تعلو صرخة عدد كبير من اللبنانيّين، من فقراء وفقراء جدد بعد أن خسروا وظائفهم ومداخيلهم. وبدأت المنظمة تستقبل طلبات كثيرة للمساعدة، حتى من خريجي جامعات. ومع مرور الوقت، تزداد حاجة الناس وكذلك طلباتهم. وتتكوّن هذه الحصّة من موادّ غذائية لبنانية، ومن منتجات زراعية لبنانية ومن مؤونة تنتجها سيدات لبنانيات، وذلك لدعم اللبنانيين.
 
 واستمرّ توزيع هذه الحصص طيلة السنة حتى خلال شهر رمضان، إلى جانب مساعدات أخرى خلال الشهر الكريم. وقدّم "بنك الطعام اللبناني" مساعدات إضافية وخاصّة بشهر الصوم، عبر توزيع 5000 حصّة غذائية من الموادّ الأساسية. ووزّعت المنظمة خلال رمضان 1000 قسيمة شرائية لألف عائلة، لشراء مستلزماتها من الدجاج واللحوم بقيمة 100 ألف ليرة، "المبلغ ليس كبيراً لكنّه أحدث فرقاً ولو بسيطاً"، وفق زعيتر. 
 
 
وموّلت المنظمة 6 مطابخ تابعة لجمعيات تتعامل معها، لتحضير 300 وجبة إفطار يومياً في ست مناطق لبنانية، هي بيروت وبشامون وصيدا والبقاع وعكار وطرابلس. وبذلك، تُخلق فرصُ عمل مع الجمعيات، لسيدات يُجِدن الطهو. وتحتوي هذه الوجبات على جميع الموادّ والعناصر الغذائية التي بات كثيرون غير قادرين على شرائها، وتتضمّن الوجبة اللحم والدجاج واللبن والسلطة والتمر والماء.  
 
كذلك، موّلت المنظمة مطبخاً سابعاً مخصّصاً لتقديم وجبات الإفطار إلى مساجين سجن روميه، إذ يتم تحضير 600 وجبة إفطار يومياً لهم. "وعزمنا على مساعدتهم بعدما علت صرختهم أيضاً، لعدم قدرتهم على تحضير طعام الإفطار بسبب تردّي الأوضاع الاقتصادية"، بحسب زعيتر. 
 
واختارت المنظمة التعامل مع الجمعيات الإسلامية خلال رمضان لتأمين المساعدة خلال شهر الصوم للصائمين. لكن لا تزال المساعدة بتوزيع حصص المؤونة مستمرّة لجميع الطوائف والمناطق.
 
وتصل المنظمة إلى المحتاجين عبر عدد من الجمعيات التي تتعامل معها، مستفيدةً من داتا كل جمعية عن حاجتها للدواء والطعام، وعدد المحتاجين المسجّلين لديها. وقد وصل عدد المؤسسات التي تتعامل معها إلى نحو 180 مؤسسة في كافة الأراضي اللبنانية. وتساعد الجمعية الناس الأكثر حاجة والمعدومة وفقاً لأولويات أوضاعهم، بالتعاون معها.
وقبيل عيد الفطر، سيوزّع "البنك" 1000 حصّة خاصّة للأطفال، تم شراؤها من مشاريع إنتاجية صغيرة لبنانية، تحتوي على مأكولات وحلويات خاصّة بهم، ودفاتر تلوين.
 
 
وتقول زعيتر: "عندما أسمع ويلات الناس وظروفهم الصعبة والمنتكِسة، لا أستطيع أن أتخيّل أنّنا وصلنا في لبنان إلى هذا الحدّ. فقد وصلنا إلى مرحلة خطيرة جداً بالنظر إلى مآسي الناس، وأصبح تقديم معجنات أو صحن فتوش أو بعض الحلويات على مائدة رمضان من الرفاهية للأسف، والكلّ متّفِق على أنّنا لم نصل إلى ذروة الانهيار بعد". 
 
من هنا، تتخوّف زعيتر ممّا سيحدث بعد رمضان، فالناس خلال هذا الشهر يعملون الكثير من الخير ويزكّون، "لكن بعد انتهاء الشهر، ماذا سنفعل؟ نحن نقوم بعمل على الدولة القيام به، فيما تزداد حاجة الناس يوماً عن يوم. وأصبحت الحاجة الكبيرة تشكّل ثقلاً علينا، لأنّنا غير قادرين على تغطية ومساعدة جميع مَن هم بحاجة، وهذا يشعرنا بحجم المسؤولية الكبرى علينا". 
 
وتلفت زعيتر إلى أنّ العمل الاجتماعي في المنظمة يواجه تحديات، سواء لجهة انتشار كورونا أو لجهة سعر صرف الدولار غير الثابت. ويجمع "البنك" تبرّعات من أفراد مقيمين ومغتربين ومؤسسات وشركات من داخل لبنان وخارجه.
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم