الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

Live Love Recycle لفرز النفايات... "ديليفري" عبر التطبيق الرقمي

المصدر: النهار
فرح نصور
من مساحة فرز النفايات التابعة لـ live love recycle (تصوير مارك فياض)
من مساحة فرز النفايات التابعة لـ live love recycle (تصوير مارك فياض)
A+ A-
مبادرات فرز النفايات ليست كثيرة في لبنان. إلّا أنّ حملات إعلامية وبيئية كثيرة تدعم وتشجّع هذا الإجراء. لا شكّ في أنّ المشكلة ثقافية قبل أن تكون من أيّ نوع آخر. ورغم أنّ البلد يرزح أكثر من نصف شعبه تحت خط الفقر، انطلقت مبادرة لفرز النفايات في السنوات الماضية، لكنّها تتقدّم حالياً، وتتوسّع مع استخدام التكنولوجيا والدرّاجات النارية للمّ النفايات "ديليفري"، ومع إقبال الناس شيئاً فشيئاً نحو هذا الاتجاه.


تصوير مارك فياض

مبادرة Live Love Recycle انطلقت عام 2015 مع أزمة النفايات المستفحِلة. واجه حينها صاحب المبادرة، جورج بيطار، مشكلتين: الأولى عدم إتقان الفرز في المنزل، والثانية غياب جهة واضحة تستقبل النفايات القابِلة للتدوير.

تواصل آنذاك جورج مع جمعيات ومؤسّسات معنيّة، لكنّها طلبت مبالغ طائلة لإرسال شاحنة لنقل نفايات منزله التي لا تتعدّى الكيسين، ومن دون مواعيد ثابتة وتعاون سليم ودقيق.

لم يقتنع الشاب بهذا الطرح. فكّر في حلّ المشكلتين اللتين عانى منهما "بكبسة زرّ، عبر إنشاء تطبيق رقمي لتدوير النفايات"، بحسب حديثه لـ"النهار". فعلاً، قام بهذه الخطوة، بحيث يطلب الشخص وهو في منزله، موظفاً يأتي إليه للمّ هذه النفايات وأخذها إلى مصنع التدوير.

من هنا، انطلقت المبادرة وباشرت العمل حتى عام 2017، حين تلقّت أوّل تمويل من الحكومة الألمانية لمدّة عام لتغطية المشروع كلّه. وتمّ حينها توظيف حوالي 436 شاباً وشابة ليجولوا على الدرّاجات النارية للمّ هذه النفايات في العاصمة بيروت.
 

تصوير مارك فياض

بعد 4 أعوام، أي الآن، توسّع عمل المبادرة، ولم تعد مبادرة أصلاً، بل أصبحت مشروعاً قائماً يمتدّ على مناطق عديدة في لبنان مثل طرابلس وجونية والذوق وبعبدا والمتن والضاحية، بعمليات فرز مجّانية من دون تكليف أيّ أحد، بحيث يأتي الموظف في غضون ساعتين من طلبه عبر التطبيق.

وتستقبل المبادرة جميع أنواع السلع القابلة لإعادة التدوير، من موادّ مثل الورق والبلاستيك والكرتون والتنك وغيرها، إلى الإلكترونيات، وصولاً إلى الألبسة والأدوية والأطعمة وحتى نظارات النظر، ويتمّ التبرّع بها إلى مَن هم بحاجة إليها.

اليوم كبرت المبادرة، وأصبح 60 شخصاً يعتاشون منها. وقد أمّن القيّمون عليها مستودعاً في المنصورية بمساحة 2500 متر، لتجميع النفايات وكبسها وبيعها، "فبيعها هو المدخول الوحيد لنا"، بحسب جورج.

ويستمر المشروع بعائدات مبيعاته التي بالكاد تغطي نفقاته، وبعض المساعدات الصغيرة جداً والمتفرقة من قِبل جهات مثل الحكومة الأميركية، والحكومة السويسرية التي موّلت تطوير المرحلة الثانية من التطبيق في عام 2017.
 
تصوير مارك فياض

وفيما يعتمد عمل المبادرة على التنقّل بشكلٍ أساسي لتجميع النفايات، في استهلاك للمحروقات، وفي ظلّ ارتفاع أسعارها، يقول جورج "مؤخراً أضيفت خاصّية التبرّع بالمحروقات للمبادرة، من خلال التطبيق، والقادر على المساعدة يسهم في أن نستمر، وهناك 30% من الأشخاص يتبرّعون في هذا الإطار، وهذا يساعدنا جداً"، مضيفاً: "نحن ننظّف بلدنا ونخلق فرص عمل فيه، ونرحّب بأيّ مساعدة، لكن مَن ليس قادراً على المساعدة، فليكتفِ بتنظيف بلده".

ويُزوَّد الموظف الجوّال بدرّاجة نارية أو شاحنة، بحسب الكمّية المنوي تجميعها. وتستقبل المبادرة أيّ شخص لديه درّاجة نارية يرغب في الانضمام إلى العمل معها.

وعن إقبال الناس على تدوير النفايات، ومدى تغيّر هذا المفهوم لديهم، يفيد جورج أنّه "حتى الآن، هناك 40 ألف شخص يقومون بالتدوير معنا، وتزيد طلبات التدوير شهرياً بحوالي 12%". ولا تزوّد المبادرة الأشخاص بأكياس ذات ألوان مختلفة للفرز، بل تعلّمهم كيفية الفرز وأنواع السلع القابلة للتدوير، من خلال تعليمات داخل التطبيق.
 
تصوير مارك فياض
تصوير مارك فياض
تصوير مارك فياض
تصوير مارك فياض
تصوير مارك فياض
تصوير مارك فياض
تصوير مارك فياض

تصوير مارك فياض
تصوير مارك فياض
تصوير مارك فياض

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم