إحياء مراسم الجمعة العظيمة في المناطق... عظات أملت أن ينعم لبنان بالخلاص

أحيت الطوائف المسيحية، التي تتبع التقويم الغربي، رتبة الجمعة العظيمة، في مختلف الكنائس والأديرة.
 
في بيروت، ترأس متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الكاثوليك المطران جورج بقعوني، رتبة جناز المسيح في كنيسة مار يوحنا الذهبي الفم في المطرانية، المتحف طريق الشام.
 
 

وألقى بقعوني عظة قال فيها: "يقف المسيحيون في العالم اليوم متأملين بأحداث آلام وصلب وموت ودفن يسوع المسيح، وهذا التأمل يقودنا إلى الرغبة في الاقتداء بالمسيح المحبة الذي عبّر عن محبته قولاً ونهجاً".
 
وأضاف: "ونحن في لبنان نعاني ما نعانيه، لذلك أطلب من المسيحيين خصوصاً من المسؤولين الدينيين والسياسيين، من رجال الأعمال والمصرفيين، من القضاة والمحامين، من العاملين في المجال الصحي والأطباء، من جميع الذين لديهم مسؤولية، من الأمنيين والمسؤولين الحزبيين، من أرباب وربات المنازل ومن الاهل أن يسلكوا بحسب هذا النهج".

وأضاف: "إن لبنان يحتضر وتظهر على المواطنين الكثير من علامات الموت، سنحتفل بقيامة المسيح، والمسيح لم يبق في القبر ولكنه قام. واذا أردنا أن نقوم فعلى كثير من المسؤولين لدينا الذين لم يختاروا نهج يسوع وهم هنا ليخدموا لا ليخدموا وليبذلوا الكثيرين من أجلهم، فهؤلاء بحاجة إلى توبة وأقول لهم: "توبوا وغيروا قلوبكم"، فالتغيير الخارجي لا يفيد بشيء إن لم تتغير قناعاتنا ومقارباتنا، ولهذا فلبنان مفكك والكثير من العائلات تتفكك".
 
(تصوير مارك فياض قداس في مار جرجس المارونية يتراسها بولس عبد الساتر)
 
المتن

وفي دير مار الياس- انطلياس، ترأس الرتبة الأباتي انطوان راجح، وقال في عظته: "نحن اليوم في ظل جائحة غير منظورة تكشف عري البشرية التي وصلت إلى تأليه ذاتها باختراعاتها، وأدت إلى إفقار سريع لبلدنا وبلدان اخرى، إفقار بلبل حياتنا وقضى على زهونا وأحلامنا، فاصبحنا ضعفاء وعراة أمام ما يفتك بنا، وأصبحت بديهيات الحياة مفقودة، لكن المسيح استطاع أن يظلم السماء كي يستر عرينا، وبرهن عن عظمة ومخرج لم يتوقعهما البشر، ونحن اليوم نؤمن أنه ما زال قادراً أن يستر عرينا بطريقة لا تخطر على بالنا".

وتابع: "مع كل الألم الذي يحمله الصليب فهو ليس باعثاً للحزن بل يحمل الحياة ويبيد النتانة فينا ويحيي العطر، ولكن ذلك يتطلب مروراً طويلاً بالصوم والألم والصبر لخروجنا إلى القيامة ولكي يستند إيماننا على قدرة الله".
 
جبيل

وترأس راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، في كنيسة السيدة في عمشيت، رتبة سجدة الصليب، في حضور مدير المراسم والعلاقات العامة في رئاسة مجلس الوزراء لحود لحود وآخرين.

وألقى عون عظة أشار فيها إلى أننا "لا نبكي اليوم على يسوع بل نستقبل حبه بحياتنا، الحب الذي يعطي المعنى لكل الآلام والمظالم الموجودة على ارضنا، فيسوع البار أراد أن يحقق كل نبوءات العهد القديم، لم يدافع عن نفسه بل حمل كل آلام البشرية والمظالم والخطايا لكي يعطينا بقيامته الانتصار والمعنى لكل شيء يحصل في حياتنا".

وذكّر بكلام قداسة البابا بأن يسوع المصلوب حامل الآلام نراه اليوم في كل إنسان يتألم بسبب الحروب والمصالح والمظالم والأطفال الذين يموتون جوعاً ومن الاجنة التي تجهض، وكل الألم الموجود في العالم يسوع المصلوب موجود فيه وهو من خلال ذلك يتابع خلاص العالم، وكل هؤلاء المتألمين والموجوعين إذا ما نظروا إلى الرب يستقبلون منه الحب عندها يختبرون أن هذا الخلاص يتحقق أيضاً اليوم في الواقع الذي نعيشه".
 
  
(تصوير مارك فياض قداس في مار جرجس المارونية يتراسها بولس عبد الساتر)


البترون

وفي البترون، ركّز راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله على أهمية الحب الذي كان يحمله المسيح، سائلاً "هل نحن قادرون على هذا الحب؟ اليوم وفي ظروفنا الاستثنائية والكارثية؟ إنها وصية تتحدانا اليوم في عمق كياننا وإنسانيتنا والتزامنا المسيحي"، داعياً إلى " التطلع إلى يسوع المصلوب اليوم أمامنا ومعه الآلاف من المصلوبين في مجتمعنا ووطننا، وهم: المرضى من وباء كورونا وغيره من الأمراض المزمنة والمميتة، والمتألمون، والمنبوذون، والمحتقرون، والمظلومون، وفاقدو الكرامة والحرية، والفقراء، والجائعون إلى رغيف الخبز، وضحايا الحروب والإنفجارات والتهجير، والمجرمون والظالمون عن اليمين وعن اليسار. ونقول له: حقاً أنت أبن الله! أنت ربنا وإلهنا! كم تحبنا من على صليبك وكم تظهر لنا أننا محبوبون من الله بالرغم من ضعفنا وخطايانا وجرائمنا! أذكرنا يا يسوع إذا ما جئت في ملكوتك" (لوقا 23/42)".


طرابلس

في طرابلس، ألقى المونسنيور نبيه معوض، عظة تناول فيها معاني المناسبة، وأكد أن "المسيح جاء ليخلص العالم من الخطيئة والشر"، ودعا المؤمنين إلى "التسامح وترسيخ المحبة والسلام والابتعاد عن الكراهية والانانية"، آملا "ان تنجلي الغيوم السوداء عن الوطن مع قيامة السيد المسيح".

عكار

وفي كنيسة مارت مورا في بلدة القبيات، احتفل راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، برتبة سجدة الصليب،في كنيسة مارت مورا في القبيات العكارية، وقال في المناسبة: "إننا نؤمن بأن لبنان المعلق على الصليب سيغلب الشر بنعم صليب المسيح"،
وتوجه إلى المسؤولين قائلاً: "نسألهم بحق صليب المسيح، أن يكفوا عن ممارسة الظلم بحق شعب يسير درب جلجلة شاقة طويلة، يأمل أن تنتهي فينعم بالخلاص والأمان والإستقرار، بحق صليب المسيح الفادي والمخلص، خذوا المبادرة الجريئة الشجاعة، كشجاعة هذا الشعب العظيم واستنبطوا الحلول غير منتظرين الخارج"، مضيفاً: "استخدموا ما أوكلتم عليه بوضوح وشفافية وبحوكمة نظيفة وسليمة تؤمن للبنان بكل مناطقه الإنماء العادل وتصون كرامة كل مواطنة ومواطن. وما نطالب به القيمين على شؤون الوطن وعلينا، نطالب به ذواتنا، كل منا من موقع مسؤوليته".

صيدا

وترأس مطران أبرشية صيدا المارونية مارون العمار رتبة دفن المصلوب في كاتدرائية مار الياس الحي في مدينة صيدا، وعاونه النائب العام المونسنيور مارون كيوان والشدياق عبدلله بو عيد، وسط حضور خجول لعدد من المؤمنين، التزاماً بشروط التعبئة العامة التي فرضتها جائحة كورونا للعام الثاني على التوالي.
 
وترأس راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران إيلي بشارة الحداد رتبة جناز المسيح، في كاترائية مار نقولا للروم الكاثوليك في صيدا.
 
وألقى الحداد عظة قال فيها: "الجمعة العظيمة هي الحب الأكبر في تاريخ البشرية... إن المسيح قد مات من أجل خطايانا، تألم وقبر، ثم قام في اليوم الثالث، هو تاريخ الخلاص، تاريخ الحب الالهي الذي هو خلاصنا وقد خلصنا لأنه أحبنا".

وختم: "إذا ركزنا إيماننا على حدث القيامة، فنحن بالتأكيد سوف ننتصر على الألم والعذاب والموت ونصعد مع المسيح الى السماء".

صور

وفي صور ترأس راعي أبرشية صور للروم الكاثوليك المطران إيلي حداد رتبة سجدة الصليب، مؤكداً على معاني المناسبة، مشيراً إلى أن "السيد المسيح صلب ومات لأجلنا"، آملاً في أن "تنجلي الأيام المقبلة خلاصا للبنان من أزمته السياسية والاقتصادية".

 
 رأس بعلبك

وفي كنيسة مار اليان في رأس بعلبك، ترأس رتبة دفن المسيح الأب إبراهيم نعمو، وعاونه الأب ربيع شعبان وخدمت الرتبة جوقة رأس بعلبك، في حضور رئيس المجلس البلدي منعم مهنا والمخاتير وعدد من المؤمنين.