الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مساعدة عائلات ذوي الصعوبات التعلمية بعد الانفجار

مساعدة عائلات ذوي الصعوبات التعلمية بعد الانفجار.
مساعدة عائلات ذوي الصعوبات التعلمية بعد الانفجار.
A+ A-
يعيش الأولاد الذين يعانون من الصعوبات التعلمية في لبنان، داخل مجتمع غير مكيّفٍ بشكل كامل ليؤمّن لهم مستلزمات الحياة الأساسية والبديهية. ومؤخراً، عصفت بالبلاد أزمة اقتصادية-اجتماعية، هي وليدة أزمات سياسية سابقة، ترافقت وجائحة كورونا التي خسر بسببها كثيرون مورد رزقهم. واليوم، يعيش أكثر من 40 بالمئة من المواطنين تحت خط الفقر، أي بمدخول لا يتجاوز الـ 7000 ليرة لبنانية في اليوم (1.81 دولار). من هنا، جاءت مبادرة Care by CLES، لمساعدة عائلات الأولاد ذوي الصعوبات التعلمية المحدّدة، الأكثر حاجة.

 

تأسست CLES، وهي مؤسسة غير حكومية، عام 1999، بهدف مساعدة الأطفال الذين يعانون من صعوبات تعلمية محددة على التطور ومواجهة الحياة بشكل أفضل. ومؤخراً، تلقّت عدداً من الملاحظات من أعضاء فريقها المتخصص، العامل في مراكزها الثمانية المتواجدة على مجمل الأراضي اللبنانية. والعدد الأكبر من الملاحظات جاء مشابهاً لناحية نقص في الاحتياجات المنزلية، كالمواد الغذائية والمستلزمات الصحية، ومعاناة الأهل في كفاحهم لتلبية الحاجات اليومية.

 

"تقدير المواطنين اللبنانيين لأنفسهم في خطر، وعلينا التصرف". هذا ما قالته المؤسسة والرئيسة كارمن شاهین دبانه، التي جعلت من CLES محطة لتزويد الأطفال ذوي الصعوبات التعلمية المحددة بالوسائل التي يحتاجون إليها للتقدم ومواجهة الحياة بثقة ووضوح في الرؤية.
في المرحلة الأولى، عملت CLES على تلبية احتياجات المجتمع المباشر بدءاً من عائلات أطفالها المتواجدين في مناطق مراكزها. ومع تدفّق الطلبات، أطلقت دبانه Care by CLES وطلبت المساهمة من جهات عالمية.

 

من خلال قاعدة بيانات، تطوع فريق CLES لإعداد حصص غذائية ومستلزمات صحية للأسر المحتاجة، تغطّي الاحتياجات الحيوية للأسرة لستّة أسابيع. "إنها سلسلة عالمية نحن جزء منها، نعطي أحياناً وأحياناً نتلقّى، وهناك كثير من الكرامة في كلا الحالتين، كرامة العطاء وكرامة الاستلام"، تقول ديانه، معربةً عن فخرها بالفريق.

 

 
مع استمرار البلد في الانهيار تحت وطأة التضخم، استمرّ عدد العائلات التي تلقّت الدعم بالازدياد إلى أن بلغ 10 آلاف عائلة مع حلول تموز 2020، مع الأمل بمساعدة 20 ألف عائلة. وقد تعاونت CLES مع عدد من المنظمات غير الحكومية المحلية والإقليمية لمد يد المساعدة وإرسال الحصص لمزيد من العائلات المحتاجة في مختلف المناطق اللبنانية. ولغاية تاريخه تعاونت CLES مع:

 

الصليب الأحمر اللبناني
Teach For Lebanon (TFL)
Centre Euromediterranean Pour Le Développement (CEMEDE)
AUB Faculty of Agricultural and Food Sciences 
الكشاف اللبناني
الجمعيات المحلية
المستوصفات المحلية
أقسام التمريض
المحافظين

 

وفي سياق متّصل، بادرت CLES إلى مساعدة العائلات التي تضررت منازلها بفعل انفجار مرفأ بيروت، وعملت على المساعدة في ترميمها وإعادة تأهيلها، بحيث يجد الأطفال السكينة والاطمئنان. كما وزّعت خلال شهر آب 2300 قسيمة شرائية لتمكين العائلات من شراء ما يحتاجون إليه من مواد غذائية وألبسة.
وأظهرت الدراسات أن الانفجار، بالإضافة إلى الخسائر المادية التي خلفها، ترك آثاراً نفسية بليغة لدى آلاف الأولاد، لذلك عمد فريق المعالجين في CLES إلى التطوع وتكريس الوقت لتقديم جلسات علاجية مجانية للأطفال وتقديم الإرشادات للأهل حول كيفية التعامل مع عوارض ما بعد الصدمة التي تظهر لدى أطفالهم.
ومع اقتراب بداية العام الدراسي، وزعت Care By CLES مستلزمات مدرسية على 20 ألف تلميذ في كل لبنان. "التعاطف والمساعدة المتبادلة هي الطريق الجديد للحياة "، تقول دبانه، "وإن لم تلح بعد في أفق لبنان أية بارقة أمل، إنما يبقى التعاطف الإنساني والمساعدة المتبادلة الطريق الوحيد لإعادة بناء المجتمع الممزق وشفاء الأرواح المحطمة".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم