السلاح المتفلّت ينهي حياة الطفلة تايونا... "يا بيّي بكّير" (فيديو)

كانت تقف ببراءتها عند مدخل المنزل حين أصابتها رصاصة أنهت حياتها، لتلتحق بجمعٍ كبير ممّن دفعوا حياتهم ثمن السلاح المتفلت في لبنان... هي تايونا الصراف ابنة الستّ سنوات التي خسرت حياتها في بلد لا يقيم أيّ اعتبار لأرواح الناس.


رصاصة قاتلة
المنيارة مسقط رأس الضحية في حِداد على طفلتها التي أطبقت عينيها في الأمس لا لذنب ارتكبته إلّا لأنها تعيش في لبنان، حيث الرصاص يُطلق في الأفراح والأتراح والمناسبات كافّة.

رئيس البلدية طوني عبود تحدث لـ"النهار" عن اللحظات المؤلمة التي سقطت فيها تايونا بعد ظهر أمس، حيث قال: "سبب إطلاق الرصاص احتفالات تخرّج ضباط وحفل زفاف، وإذ بإحدى الرصاصات تصيب رقبة الطفلة لتسقط أرضاً وتفارق الروح جسدها على الفور، ونُقلت إلى المستشفى ليؤكّد الأطباء الخبر الكارثي، فمن كانت فرحة المنزل وضحكته أطبقت عينيها للأبد بسبب زعران ومجرمين يطلقون الرصاص متى شاؤوا وكأنّ أرواح الناس ملكاً لهم يزهقونها متى أرادوا".

وعمّا إذا تمّ توقيف أيّ من مُطلقي النار أجاب: "فتحت القوى الأمنية تحقيقاً بالقضية وباتت على اطّلاع بالحيثيات، وإن كان في هذا البلد دولة فعلى القوى الأمنية أن تلقي القبض على المجرم لينال العقاب الذي يستحقه ويكون عبرة لكن من تسول له نفسه قتل الناس".

 

"با بيّي بكير"
اليوم ودّع أهالي منيارة تايونا، الفيديو المتداول لوالدها أثناء تشييعها يُظهر مدى وجعه وحرقة قلبه على صغيرته. ألمٌ يصعب على كلمات الكون أن تصفه. يخاطب ابنته الممدّدة داخل النعش قائلاً: "يا بيّي بكير" طالباً حملها، ليمسك بنعشها بعد أن حرمه القاتل من أن يحضنها ويلاعبها. أيّ وجع هذا الذي دهم عائلة الصراف التي كانت تعيش حياة هادئة، وإذ بها تفقد سعادتها برحيل طفلتها.

بعد الطفلة سهيلة الكسار ابنة بلدة ببنين العكارية التي أصيبت في شهر حزيران بطلقة نارية في عمودها الفقري حيث تصارع لاستعادة القدرة على المشي في أحد مستشفيات الأردن، جاء دور تايونا التي لم تترك لها الرصاصة مجالاً لمقاومة الموت، واللائحة لن تقف هنا طالما أنّ السلاح المتفلّت منتشر في أيدي الزعران!