استقالة ميقاتي واردة... إذا سُدّت كل المخارج

من سوء حظ حكومة الرئيس نجيب ميقاتي انها منذ لحظة صدور مراسيم تأليفها وهي تتنقل على خطوط النار الداخلية والخارجية رغم ارادة العمل التي يعمل بموجبها وزراء كثر لتجنيب البلد المزيد من الكوارث والحد من الانهيارات، وقد أصابتها اخيرا انتكاسة تصريحات الوزير جورج قرداحي حول الحرب في اليمن والتي اطلقها قبل ان يعيَّن وزيرا لتظهر على السطح كل هذه الندوب بين لبنان والسعودية التي عمدت مع الامارات والبحرين والكويت الى سحب رؤساء بعثاتها من بيروت والطلب الى السفراء اللبنانيين مغادرة اراضيها. وتمايزت كل من قطر وسلطنة عمان في تعاطيهما مع هذه الازمة مع ابدائهما تعاطفهما حيال المملكة ومواقفها. ولم تخرج الحكومة من الملفات القضائية الشائكة في تفجير مرفأ بيروت واحداث الطيونة وعين الرمانة حتى حلّت الازمة الديبلوماسية الخليجية التي لم يعرفها لبنان في عقود سابقة رغم ظهور بعض التباينات بين بيروت والرياض في أواخر الستينات قبيل رحيل الرئيس جمال عبد الناصر، حيث طالبت المملكة بقطع العلاقات مع القاهرة، ولم تبلغ الامور آنذاك هذا المستوى من التدهور الذي وصلت اليه اليوم. ورغم تشكيل خلية ازمة في وزارة الخارجية لمواكبة هذا التطور، الا ان الاطراف في الداخل تتعامل مع مسألة قرداحي من باب التمسك به او دفعه الى الاستقالة من منطلقات مواقفها السابقة حيال...