الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

"دراكولا" القمع عام 2020: صفحة مُرّة من انتهاك الحريّات

المصدر: النهار
مجد بو مجاهد
مجد بو مجاهد
Bookmark
"دراكولا" القمع عام 2020: صفحة مُرّة من انتهاك الحريّات
"دراكولا" القمع عام 2020: صفحة مُرّة من انتهاك الحريّات
A+ A-
 كشّرت سنة 2020 عن أنيابها باكراً في ملعب القمع السياسي وانتهاك الحريات في لبنان منذ الأيام الأولى على ولادتها، فبرزت مظاهر الاعتداءات واستخدام القوّة المفرطة وغير المبرّرة مع الناشطين والإعلاميين كأسلوب هجوميّ امتطته السلطة السياسية اللبنانية وسط المخلّفات التي اقترفتها بحقّ المواطن في غياب الإصلاحات السياسية والاقتصادية ورفض التخلي عن العقلية الزبائنية المحاصصية والعمل على إلحاق البلاد بمشاريع دول استبداديّة. كان الفعل للطبقة الحاكمة، فيما تحمّلت 2020 وزر الأفعال وسُمّيت على اسمها المصائب، فظهرت بهيئة "دراكولا" في وقت يمتصّ الحكام دم الشعب. من "أوّل دخولها"، شهدت السنة اشتباكات عنيفة منتصف كانون الثاني الماضي بين قوى الأمن ومتظاهرين في بيروت، بما عُرف بـ"أسبوع الغضب" الذي دعت اليه قوى الانتفاضة. وبلغت الاعتداءات ذروتها أمام "ثكنة الحلو" حيث تعرّض صحافيون ومصوّرون وناشطون للضرب، فيما كانوا يطالبون بالافراج عن متظاهرين، ما أسفر عن عشرات الجرحى منهم نقلوا الى المستشفيات. وقد دانت هيئات حقوقية القمع والعنف ضدّ المحتجين، وسجّلت "الهيئة الوطنية لحقوق الانسان" المتضمنة لجنة الوقاية من التعذيب، مجموعة انتهاكات وُصفت بالخطيرة، فيما أنتج هذا المشهد وقفات تضامنية واحتجاجات مندّدة. استمرّت صورة قمع الناشطين وملاحقتهم كلّما ارتفع الصوت مترافقاً مع تحرّكات مفصليّة، لكنّ وتيرة الاحتجاج ما لبثت أن انخفضت مع دخول شهر شباط فآذار لاعتبارات متشعّبة أبرزها جائحة "كورونا" التي فرضت أمراً واقعاً واتخاذ السلطة من الوباء فرصة ذابت فيه إجراءات التضييق، إضافة الى الانهيار الاقتصادي الذي قلّص القدرة على التنقّل وصوّب الاهتمام نحو الواقع المعيشي. علامات الاستفهام حول أداء السلطة، شملت تصريحات وزيرة الاعلام منال عبد الصمد، حيث وجّهت 5 منظمات حقوقية معنية بالدفاع عن حرية الصحافيين رسالة مفتوحة لها في 16 أيار. وممّا تناولته الرسالة، ما وصفته بـ"المعزوفة المعروفة التي أصبحت شمّاعة في عالم السلطة بشكل عام عند التطرق الى مسألة محاسبة الصحافيين والاعلاميين، ألا وهي الإساءة الى الأمن القومي والمسّ بالكرامات". عودة مشهد التظاهرات الصاخبة، تُرجم مع انقضاء فصل الشتاء بما عُرف بـ"عودة الشارع" في 6 حزيران، حيث كان الرهان على استعادة مشهد انتفاضة 17 تشرين، فيما ترافقت التحضيرات مع ضغوط معنوية مورست، الى أن شهد يوم الحدث اشكالات نشبت سريعاً بين المنتفضين في وسط بيروت...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم