إذا كان لا بدّ من إطلاق وصفٍ للحالة التي يمرّ فيها لبنان الكبير في مرحلة الانتقال إلى بناء أولى خطى المئوية الثانية، فإنّ المصطلحات التي تطبع الواقع القائم تلخّص بأزمة اقتصادية غير مسبوقة ومتزامنة مع أزمة كيانية - سياسية تتمثّل أولى عناوينها في خروج فريق حزبيّ عن منطق الدولة لمصلحة اعتبارات مشروع إيران الاقليميّ. يأتي ذلك في وقت تتعدّد فيه المقترحات المطروحة على طاولة النقاش بين اللبنانيين للمساهمة في الخروج من الأزمات والانطلاق في مشوار كتابة المئوية الثانية. وتتشكّل أبرز المقترحات المتنوّعة والمختلفة من: الحياد الناشط، اللامركزية، التوجّه شرقاً، الفيدرالية، الدولة المدنية، الدولة العلمانية... ويُذكّر تنوّع الأفكار الداخلية الراهنة بالأيام التي شهدت تعدّداً في المقترحات قبل ولادة متصرفيّة جبل لبنان وقتذاك. واستناداً إلى المعطيات التاريخية المذكورة في كتاب "لبنان في عهد المتصرفية"، فإنّ الجانب التركي تقدّم حينذاك بمشروع قضى بتعزيز سلطة السلطان وإنشاء مجلس إداري عام في كلّ من صيدا ودمشق؛ لكن هذا المشروع لاقى معارضة شديدة أجمع عليها اللبنانيون على اختلاف طبقاتهم ومذاهبهم ما أفسح المجال للبحث في غيره من المشاريع. بدوره، طالب مندوب فرنسا "المسيو" بيكلار بالحفاظ على امتيازات لبنان التقليدية من حيث استقلاله الداخلي وبإلغاء القائمقاميتين وتوحيد السلطة المحلية في يد حاكم لبناني كما في عهد الأمير...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول