"جبهة وطنية" لمواجهة النظام... هشام حداد وأنطوان نصرالله يتحدثان لـ"النهار"

 
كثيرة هي الانتقادات التي وُجهت للتحركات الشعبية بأن مشروعها فاشل في ظل غياب القائد أو المحرك أو حتى مجموعة يمكن أن تستلم الحكم في حال نجحت الثورة بقلب موازين القوة، خصوصاً مع حالة الغضب التي سيطرت على اللبنانيين بعد انفجار 4 آب.
 
أحزاب عديدة فقدت نسبة لا يستهان بها من جمهورها وكوادرها نتيجة التغيرات السياسية، ولكن أبرز تلك الانقسامات كانت في "التيار الوطني الحر" في ظل سيطرة رئيس التيار على مفاصله وإخراج كوادر تاريخية منه لصالح كوادر أخرى، ما اعتبروه "خيانة" لهم بعد كل التضحيات التي قدموا، والنضال والملاحقات خلال حقبة ما قبل العام الـ2005.
 
بعد نحو عام من تحركات 17 تشرين، قرّر قياديون وكوادر سابقون في عدة أحزاب (أبرزها التيار الوطني الحر) تشكيل جبهة مواجهة للنظام تضم وجوهاً مستقلة إضافة إلى ضباط متقاعدين، ابن شقيق الرئيس ميشال عون، نعيم عون، الإعلامي هشام حداد، أنطوان نصرالله، وطوني حداد الذي تردد اسمه بعد المؤتمر الصحافي للوزير باسيل بعيد العقوبات الأميركية عليه عندما قال بأن هناك "خائناً" في فريقه.
 
ما يزيد على 70 شخصية، يحملون المبادئ والرؤية والأهداف نفسها، اجتمعوا يوم السبت الفائت في فندق بادوفا - سن الفيل. هدفُ الاجتماع، بحسب ما أشار الناشط أنطوان نصرالله، تنظيميٌّ ووضع أسس عملية للعمل وتأسيس مكتب تنسيق وتشكيل لجان متخصصة وتوزيع المهمات يتناسب مع حجم العمل في المرحلة المقبلة، وخارجي يهدف إلى توحيد الجهود مع المغتربين من أجل وضع قواعد المرحلة المقبلة بغية تحقيق أهداف ملموسة.
 
نصرالله اعتبر في حديثه لـ"النهار"، أن التحضيرات عمرها ما يزيد على 7 أشهر، وقد شارك بالاجتماع عبر تقنية الفيديو كول، طوني حداد من واشنطن ومغتربون مهتمون بالشأن السياسي من عدة دول، للبحث بطريقة تأثيرهم، خصوصاً أنه أصبح بأمكانهم المشاركة في العملية الانتخابية.
 
اللقاء يُعتبر الخطوة الأولى لمرحلة مقبلة هدفها توحيد كل القوى التي تلتقي مع أهدافها من أجل محاولة القيام بشيء ما، خصوصاً على الصعيد الاعلامي والديبلوماسي والشعبي، أي مواجهة السلطة بالسياسة وعبر طرح رؤية مختلفة، في محاولة لإنقاذ الوضع والتخفيف من الكلام والإكثار من العمل، بحسب ما أكد نصرالله.
 
"هدفُ اللقاء زرعُ الأمل في محاولة للتغيير الحقيقي"، بهذه العبارة لخصّ الاعلامي هشام حداد هدف اللقاء، مشيراً إلى أن النظام وقح لدرجة لا يمكن تصورها، حيث يلعب أركان السلطة بحياة الشعب اللبناني متبادلين للأدوار، يعطلون تشكيل الحكومة بينما الشعب اللبناني بكافة أطيافه يطالب بمعرفة أسباب انفجار المرفأ.
 
"الوضع الاقتصادي والاجتماعي والمالي أصعب من الحرب العالمية الأولى"، يصف حداد المرحلة الحالية للبنان، معتبراً أن "السلطة تلهو وتضعنا أمام خيارين: إما المواجهة والعمل على التغيير، أو الهجرة، وبالطبع يمكن لمجموعة ناشطة في العمل السياسي وأخرى تمتلك خبرات اقتصادية، ووجوه ناشطة في العمل الديبلوماسي، مع التركيز على أهمية الاغتراب، جميعها جهود يمكنها إحداث نقلة نوعية خصوصاً أن اللقاء ستتبعه مجموعة لقاءات مع عدد من مجموعات الحراك وعدد من الشخصيات البارزة، أقله لخلق الأمل لإنهاء الانهيار".
 
يعتبر بعض المشاركين في اللقاء أن المواجهة ليست بالسهلة، خصوصاً مع المنظومة الحاكمة، ولكن توحيد الجهود والعمل كخلية نحل يمكنها إحداث الفرق، خصوصاً أن الأهم مشاركة كافة المناطق ومن كافة الأطياف، فالأحزاب خسرت عدداً لا يستهان به من جمهورها، وعلى اللقاء استقطابهم، ورفع الصوت بطريقة منظمة مع أهداف التحركات المطلبية، لخلق جبهة عمل تحاكي المواطن كمواطن بعيداً من الانتماء الحزبي والطائفي.
 
يرفض العديد منهم اعتبار التحرك يهدف إلى ضرب "التيار الوطني الحر"، فالتيار كان مرحلة سابقة من حياتهم ويمكنهم الاستفادة من الخبرات التي تراكمت خلال السنوات الماضية لتشكيل جبهة وطنية موحدة. ولدى سؤالهم عن العهد، يُجمع العديد منهم أن المشكلة بالنظام ككل والعهد الحالي أصبح جزءاً لا يتجزأ من النظام، فلا يمكن لدولة في العالم أن تبقى مستمرة بنفس الحكم منذ انتهاء الحرب الأهلية، فكيف إذا كان قادة الحرب هم الدولة حالياً؟".
 
الجبهة أو "لقاء الخط التاريخي" كما يطلق على أنفسهم بعض المشاركين، انطلقت بالفعل وسيتم افتتاح مقر لها في الحازمية، من أجل توحيد الجهود، فالعمل انطلق قبل 7 أشهر وبأمل وإيمان كبيرين. 
 
ويطمح المشاركون إلى إحداث صدمة إيجابية في الشارع اللبناني، رافضين الاتهامات الموجهة للتحركات السابقة بالفشل، مؤكدين أن نتائج الانتخابات الطالبية وحجم التحركات في الشارع أكبر دليل على غياب الثقة الداخلية بالدولة، والأمر نفسه بالنسبة للخارج، خصوصاً مع تلاعب أركان السلطة بالمبادرة الفرنسية ومحاولة تفصيلها على قياسهم.