السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

جهات سياسيّة تعرقل تشغيل مطار القليعات... الكلفة قليلة لكن "لا مصلحة لأحد"!

المصدر: "النهار"
مطار القليعات.
مطار القليعات.
A+ A-
عاد الحديث عن مطار رينيه معوّض في القليعات، وإمكانيّة تشغيله مدنيّاً، من خلال مؤتمر صحافيّ رفعت عبره لجنة متابعة تشغيل المطار، ومفتي عكّار زيد زكريا، الصوت مطالبين بإعادة العمل فيه نسبةً إلى العائدات الاقتصادية التي قد يدرّها المرفق العام على المحافظة التي تعاني ظروفاً اقتصادية صعبة مضاعفة بسبب التهميش السياسيّ المتعمّد لها.
 
 
وتحدّث المجتمعون عن "فيتو" سياسيّ يحول دون إعادة العمل وتشغيل المطار، وطالبوا بتشكيل الهيئة الناظمة للطيران المدنيّ، التي من شأنها متابعة هذا الملفّ وسواه، لإنقاذه من الإهمال اللاحق به في أدراج مجلس الوزراء ووزارة الأشغال على وجه الخصوص، والذي تقف خلفه سياسة التهميش نفسها لمحافظة عكّار، وللإنماء المتوازن.

رئيس لجنة متابعة تشغيل المطار حامد زكريا شدّد على أنّ السبب الأساسيّ خلف عدم تأهيل المطار لتشغيله سياسيّ بامتياز، وليس ماليّاً أو إداريّاً، ولفت إلى أنّ "ثمّة "فيتو" سياسيّاً علينا، من قبل تيار "المستقبل" الذي كان له النفوذ الأقوى في عكّار، ومن حلفاء سوريا في لبنان، "حزب الله" وحركة "أمل"، لأنّ لا مصلحة لهؤلاء بتطوير المنطقة عبر الإنماء، بل مصلحتهم تكمن في إفقارها لإخضاع أهلها".
 
 
وفي حديث لـ"النهار"، كشف أنّ "اللجنة زارت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في العام 2011، حينما كان رئيساً للوزراء، ووعد بفتح المطار لدواعٍ تجاريّة في غضون 3 أشهر، على أن يتمّ تطويره مع الوقت. ولفت إلى أنّ كلفة التشغيل تُقدّر بـ90 مليون دولار، وفق تقديرات مؤسّسة "إيدال" آنذاك، وهو مبلغ قليل نسبةً إلى عائدات المطار الاقتصاديّة".

وقال: "زرنا وزير الأشغال حينها غازي العريضي، وطلبنا منه أيضاً التوقيع على عريضتنا، فزارنا بعد ثلاثة أشهر، وقال إنّ الشروع في العمل يحتاج إلى إجراء دراسات، وهنا نسأل، هل تمّ القيام بهذه الدراسات؟ من حقّنا أن نعرف انطلاقاً من قانون حقّ الوصول إلى المعلومات، لكن لا علم لنا بهذا الأمر بعد".
 
وإذ أكّد أنّ "المطار يستوفي شروط استقبال الطائرات الكبيرة، وثمّة إمكانيّة لإطالة مسافة المدارج من 3200 متر إلى 4000 متر"، عاد وأكّد أنّ "العرقلة سياسية بامتياز من قبل "حزب الله" ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، اللذين لا يريدان إنماءً على حساب أهالي مناطقهم في بيروت".

أمّا وبالنسبة إلى الهيئة الناظمة المطلوب تشكيلها، فقد أشار إلى أنّ "أسباب عرقلة هذا الملفّ طائفية، والخلاف قائم حول طائفة مدير الهيئة، فالثنائيّ الشيعيّ يريده شيعيّاً، تيار المستقبل سابقاً وميقاتي يريدانه سنيّاً، فتدخّل وزير الأشغال السابق يوسف فنيانوس واقترح أن يكون مارونيّاً، فجوبه بالرفض أيضاً".
 

وعن التمويل، شدّد على أنّ المبلغ الذي قدّرت قيمته مؤسسة "إيدال"، وهو 90 مليون دولار وفق ميقاتي، سهل التوفير، ويُمكن تأمينه من خلال استثمارات داخليّة وخارجيّة، والصين كانت مهتمّة في بادئ الأمر، إلّا أنّ فيتو السياسة يعرقل الملفّ برمّته.
 
وفي وقت سابق، أجرت "النهار" تحقيقاً حول ملفّ المطارات في لبنان، كشفت خلاله أنّ مطار القليعات هو الأفضل لتحويله إلى مطار مدنيّ، لأنّ مدارجه طويلة وتستوفي الشروط الدولية (3 كيلومترات)، ويُمكن للطائرات الضخمة، كبوينغ وإيرباص، الهبوط فيها، وفي هذا الإطار، من الضروريّ التذكير بمشروع حكوميّ في العام 2012 لتحديث هذا المطار وتحويله إلى مدنيّ، لكنّه لم يُطبّق. 
 
لكنّ المطار المذكور يحتاج إلى توسيع ساحاته التي لا تتّسع لأكثر من 10 طائرات في الوقت الحالي، كما يستوجب معدّات تقنيّة، كرادارات، أجهزة مراقبة، أجهزة لهبوط الطائرات، تجديد الإنارة، واستحداث قاعات لاستقبال المسافرين، بالإضافة إلى تأمين مخازن للفيول، لأنّ الطائرات المدنية تحتاج إلى كميات أكبر مقارنة بتلك العسكريّة، والمخازن الموجودة حاليّاً لا تكفي، إلى جانب إجراءات ترتيبيّة، كقصّ العشب وغيرها.
 
لقراءة التحقيق الكامل، اضغط هنا.
 
وفي المؤتمر الصحافي، لفت المفتي إلى أن "مطار الرئيس رفيق الحريري الذي مضى على بنائه 25 عاماً، صُمّم ليستوعب 6 ملايين مسافر، وتجاوزت حركة المسافرين فيه سقف التشغيل والسعة، وباتت الحاجة اماسة إلى مطار رديف، وهنا تكمن ضرورة إعادة تشغيل هذا المرفق المعطّل، كما أن تشغيله يوفّر آلاف فرص العمل لأهل عكار والشمال، ويفتح آفاقاً اقتصادية كبيرة في المجالات التجارية والزراعية والسياحية".

وقال: "ألم يحن لهذا "الفيتو" السياسي ضد إنماء عكار وتشغيل مطارها أن ينتهي؟"
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم